النائب صداح الحباشنة.. حالة ارباك للحكومة والاحزاب والنواب و..؟

النائب صداح الحباشنة.. حالة ارباك للحكومة والاحزاب والنواب و..؟
ا.د حسين محادين

تاريخيا واستناداً لأطروحات علم الاجتماع السياسي؛ لم تشهد مسيرة وتفاعلات مجالس النواب الاردنية المتعاقبة؛ حالة خلخلة مُركبة الأبعاد والمضامين كهذه قادها ومازال؛ الزميل الاكاديمي في العلوم السياسية؛ والنائب الحالي القادم من كرك التاريخ- السياسة والسياسين على مستوى الوطن د. صداح الحباشنة خلال السنوات الثلاث الماضية تقريبا من عمر مجلس النواب الحالي؛ فالنائب الخلافي الحباشنة والشاب نسبياً؛ قد مثل صدمة ذهنية وسلوكية واخزة ومحرجة عابرة للحكومات، وللسياسين والاحزاب المكرسين في الاعلام والتوارث الأسري للمناصب، وللنواب التقليدين المتماهين مع ايحاءات السلطة التنفيذية لهم بقراراتها في ظل اوضاع؛ شعبية واقتصادية، وسياسية داخلية واقليمية مستعصية أردنيا؛ وهنا مكمن الذكاء والفعل اللافت في شعبية تعابير وسلوكيات هذا النائب ؛خصوصا وانه قد جسد ضمنا بلغة جسده وزيّه غير المتبرج ،
وباطروحاته المتماهية بقوه مع آهات الشارع وتطلعاته بالمطالب و بالنقد نحو الافضل؛ ولو بالكلمة الصادقة امام المسؤولين وصناع القرارات الحياتية كاضعف الايمان؛ فالنائب الحباشنة – بعيدا عن التقاء البعض معه او اختلافهم معه- جسد النموذج الحقيقي والمُشتهى للنائب في المخيال الشعبي والجماهيري اردنيا؛ فغدا أيقونه وطنية متحركة ومُرحب بها في كل محافظات الوطن والويته خصوصا لدى الشباب من الجنسين؛ فهذا النائب بالاصل راشح من مسامات الشريحة الوسطى الموجوعة والمهددة في الضمور؛ اسريا ومنطقة سكن؛ وبتفاعل يومي له مع اهله ومستودع اصواته التي نجحته نائبا من محافظة الكرك وباتجاه مخملية شرائح عمان السياسية والنيابية الغافية عن غيرها من منغصات الشرائح والمحافظات الاخرى في الوجع والتنمية والوطن.
اذ يستند النائب الحباشنة ايضا الى الى ارث سياسي عميق في عائلته عبر اجيال وما زال؛ رغم تفرده عن هذا الارث والتمثيل النيابي لعدد من افراد نفس الحباشنة من قبل مع الاحترام لهم جميعا ؛ بأن د.صداح ممارس ميداني جلود وغير دبلوماسي ايضا في نحيازه الناجز للجوعى والمتعطلين عن العمل والمسحوقين والمنسين من الاهتمام الرسمي والحزبي وحتى الاعلامي. اذ استطاع صداح وبوعي لافت ان يكون مؤثرا مزعجا وعبر تاجيجه للراي العام الاردني الغاضب اصلا على الحكومات؛ واداء النواب؛ والاحزاب والنقابات منذ سنوات ؛ لقد سجل النائب الحباشنة نجاحات جماهيرية جديرة بالتامل والدراسة علميا ومعرفيا باجتهادي؛
سواءً في دقة وعمق اختياره للتوقيت وللتعبيرات الشعبية التي يُحسن أطلاقها في مجلس النواب او عبر وسائل التواصل الاجتماعي مستثمرا ثقافة وبلاغة الصورة في ايصالها للمتلقين؛ وللاعلامين تحديدا ؛وهي المضامين والرسائل المخلخة للسائد الشعبي والسياسي لدى العوام والمُغفلِة بذات الوقت عند غيره من النواب الاخرين والحكوميين معا؛وهنا مكمن الاحراج والجرأة لدى الحباشنة بتفرده في اجتراح لغة خاصة به؛ وكشخصية عامة قائدة في الشارع؛ لكنها قصدا منه متواضعة التعابير والتفاعل اليومي اقرب لنبض الموجعين من الطلبة الشباب والكسبة والعمال والمزارعين والنساء الانقياء من ابناء الوطن المهمشين؛ وبلغة الشارع الاصدق ؛المعبرة عن آهات الناس الحقيقية من فقر في المال والمشاركات السياسية والتنموية معا؛ وبسلوك صِدامي محسوب لديه احيانا مع كل من:-
ا- حكومتي د.الملقي المُقالة وكان دوره وتأثيره واضحا حينها؛ وحكومة د.الرزاز المثخنة بالجراح والاخفاقات العديدة حاليا.
2- للنواب الحاليين ؛فلم يرى الشارع الاردني اية احتكاكات ميدانية لهم مع الحكومة استنادا الى علاقتهم القوية المفترضة مع الناخبين؛فبقيت صورة النائب الخطابي فقط هي المكرسة في الخيال الشعبي وكان الشارع الشعبي قد نفض يداه منهم ومن سلاسة مداخلاتهم المجاملة للحكومات؛ وهذ الواقع منح د.صداح ميزة متفردة لشعبيته واصراراه على القول والاحتكاك الواضح مع رئاسة وبعض اعضاء مجلس النواب نفسه.
3- الاحزاب والنقابات؛فربما لم يُنجب اي منها “كبيوت للخبرة المطلبية والسياسية تاريخيا” شخصية سياسية ومطلبية وصدامية متحركة سكانيا وجغرافيا مثله ؛نجحت في هز وتعرية صورة النائب/ة الكسول المجامل والمستفيد من اغراء وعطايا الحكومات كما فعل د.صداح نظريا ميدانيا باجتهادي التحليلي هذا.
اخيرا؛ انادي بضرورة دراسة حالة النائب الحباشنة المحيّرة لصناع القرار والمحللين بذات الوقت؛ فهو قنديل سياسي يصعب تقدير ومواقيت توهجه او ذبوله ،لابل صعب التنبوء في ما قد يُقدم عليه من مواقف سياسية ومطلبية وهذا الغموض المعرفي سند مضاف لشخصية هذا النائب/الحالة التي بحاجة لدراسة وتحليل كي يُتعلم منها لدى المهتمين في الشأنين السياسي والاعلامي؛ وسيبقى النائب د. صداح حباشنة موضع اجتهاد هنا او هناك،ألتقاءً او اختلاف معه وعنه وهذا طبيعي جدا؛ لكنه كنا ب شرس وصعب المِراس؛ ماكان قط نائباً محايدا اوعابرا مع قضايا ومطالب ناخبيه ومواطنيه محليا ووطنيا؛ كالكثير من دورات واداءات اعضاء مجالس نواب؛ وحكومات؛ واحزاب؛ ذهبت ولم تُذكر في التاريخ او الوجدان الوطني الاهم.
* عميد كلية العلوم الاجتماعي-جامعة مؤتة؛ وعضو مجلس محافظة الكرك”اللامركزية”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى