” المهم الحشوة ! “

” المهم الحشوة ! ”
د. محمد شواقفة

اتصل بي صديق ليطمئن علي في فترة الحظر و كنت مشغولا فعلا بإعداد طعام الغداء. لكنني حاولت بكل لباقة أن أشعره بأنني فعلا مشغول لحظتها رغم أنني أعاني من الفراغ لمدة لا تقل عن خمس عشرة ساعة يوميا. فأخبرته بأنني أطبخ ” المخشي “.
إستغرب الأسم و سألني عن ماهية هذه الطبخة باستنكار ظنا منه أنني أسخر منه. لكنني بكل أدب و رضوخ شرحت له أن هذه طبخة حقيقية و هي عبارة عن كوسا محشي، يخضع لكثير من التعديلات و الاضافات. فيتحول الاسم من محشي الى مخشي.
فهو كوسا يتم حفره كالعادة و لكن ” الحشوة” يتم تجهيزها من اللحم المفروم و البصل و اذا تيسر بعض حبات من الصنوبر ، فهي فعلا طبخة ارستقراطية و غير شائعة لاسباب اهمها مكونات الحشوة النفيسة ” لحم و صنوبر “، يتم بعدها قلي الكوسا المحشي حتى يصبح لونه اقرب للذهبي.و في نفس الوقت يتم تجهيز مزيجا يصنع من الجميد و الذي قد يخلط معه قليلا من اللبن الرائب . و ربما ان هذه الخطوة هي الأهم فلا بد ان تواصل التحريك في هذه الخطوة الى ان يغلي المزيج و بعدها تضع الكوسا ا” المحشي ، المقلي ” في اللبن الذي يغلي. يتم تقديم هذه الاكلة مع ارز ابيض يرافقها بعض البصل و المخلل كطبق جانبي.
أجبرني على مشاركته صورا و لقطات من هذه العملية المعقدة و كثيرة الخطوات و لم يتخيل كيف سيكون طعم كوسا محشي بحشوة ارستقراطية و مغمورة بلبن الجميد.
جلسنا نتناول الطعام بعد جهد طويل استغرق بضع ساعات ، رأيت صغيري يفتح حبة الكوسا و يخرج منها ” الحشوة ” و يأكلها فقط. خاطبته محتجا ، لم لا تأكل مثلنا؟ فقال لي: ” أطيب شئ الحشوة !”
يا حكومتنا الحبيبة، لا داع لإنشاء منصات جديدة و قرار دفاع لأجل عيون المغتربين ، لا داع لمواصلة التحريك حتى الغليان، نعلم أنه لا يهمك إن كان المزيج جميدا كركيا أم لبن مخيض، و لا تتعبي نفسك بالحفر و النقر و من ثم الحشو و بعدها القلي، لتسقطينا في المزيج مرة أخرى. و كل هذه الخطوات يمكن تجنبها و تجاوزها ما دامت الفكرة ب” الحشوة ” فلا داع لكل هذا اللف و الدوران !!!
صدقوني أغلبنا ” معناش ! ”

” دبوس على الحشوة ”

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى