المناطق الآمنة هل ستكون آمنة حقا ؟ / د.رياض ياسين

المناطق الآمنة هل ستكون آمنة حقا

لطالما راوغت إدارة الرئيس السابق أوباما في حل الازمة السورية، وظلت ترفض إيجاد حلول حاسمة وعملية، وكانت ترفض مطالب مهمة للتخفيف من المعاناة الانسانية وأقصد إقامة مناطق آمنة داخل الأراضي السورية خوفا من التورط في اتون الصراع الدموي المحتدم من ست سنوات.

التخوفات الأمريكية من إنشاء مناطق عازلة او آمنة انها ستجر قدم امريكا الى الحلبة السورية قائمة، وقد تم الإعلان عن هذه المخاوف مرارا،ولعلها ليست المرة الاولى التي يتم فيها طرح فكرة المناطق الآمنة،فلطالما طالبت المعارضة السورية بذلك، وحتى ان هناك دولا طالبت بها، فقد تقدمت تركيا بمقترح مشابه لإدارة أوباما، لإقامة مناطق في شمال سوريا تكون ملاذا للهاربين من العنف ومكانا لإعداد وتدريب المقاتلين المعارضين للنظام. إلا أن واشنطن رفضت الخطة التركية في حينه وبررت ذلك أنه سيكون مكلفا وخطيرا. حيث قدرت وزارة الدفاع الأمريكية في حينه أن المنطقة ستكون بحاجة إلى 30.000 جندي لتأمين الحماية لها.

المناطق الآمنة يطلق عليها احيانا “مناطق الحظر الجوي” ولكن هذه المناطق بحاجة الى قوات برية لحمايتها وكذلك بحاجة الى تفاهمات مع القوى المتصارعة لتجنب استهدافها، والامريكان على مايبدو لايريدون ان يكون لهم خيط في مكوك الحرب الدائرة في سوريا، والمناطق المشار اليها لن تكون آمنة بالنسبة لهم وفقا لهذا المعنى لأنها ستعني إطالة أمد الحرب والمعاناة دون حسم يذكر.

مقالات ذات صلة

اين هي الضمانات التي يمكن ان تتوفر لهذه المناطق الأمنة في ظل حرب الفصائل التي لاتعترف اصلا بأصول القتال والحرب، فهذه الجماعات المسلحة لا تراعي مطلقا سلامة المدنيين وامنهم، والمجتمع الدولي لن يكون مستعدا وقادرا على توفير هذه الاماكن لوجستيا وماديا،كذلك السؤال الأهم هل القوى الدولية المتصارعة لديها قبول بفكرة المناطق الآمنة أصلا أعني روسيا وايران والنظام السوري وتركيا ومن يحاربونه من فصائل تختبئ وراء دول لا تفصح عن نفسها.

من يريد ان ينشيء هذه المناطق لن يكون في مأمن من الاشتباك مع القوى المتحاربة وسيضطر ان يخوض الحرب دفاعا عن من؟ عن المدنيين؟ وما الذي تبقى من المدنيين حتى يتم الدفاع عنهم بعد ان تم تهجير وتشريد أكثر من نصف السكان؟

الحديث يتركز حول إنشاء مناطق آمنة في شمال سوريا بناء على مطالبات وضغوطات وحسابات تركية بالدرجة الاولى، ومن المعلوم ان تركيا تخوض غمار الحرب منذ منتصف العام المنصرم في عملية “درع الفرات” حيث تحكم القبضة على حدودها الجنوبية مع سورية من جرابلس وصولا الى اعزاز.اما في جهة الحدود الاردنية السورية فهناك نقاط لتجمع اللاجئين في مخيم الركبان الذي شهد اكثر من محاولة هجوم من قبل مجموعات مسلحة حاولت ان تخترق الحدود لتنفيذ عمليات داخل الأراضي الأردنية.
ويبقى السؤال المطروح هل ستكون فكرة المناطق الآمنة خطة استراتيجية أم مرحلة تكتيكية للمساعدة في تسريع وقف إطلاق النار والتخفيف من حدة التوتر وطمأنة المدنيين، إم إثبات حضور الرئيس ترامب في الصراعات الدولية المعقدة غير المحسومة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى