المدمنون

المدمنون / #يوسف_غيشان

هناك الكثير من أنواع الإدمان، هناك الإدمان على المخدرات، أو الكحول أو النيكوتين أو حتى الإدمان على الشوكولاتة. وبما ان هناك ما يسمى بالإدمان، فهناك ايضا ما يسمى بالمدمنين.
المدمنون إخوة في البحث عن مبررات واهية لتبرير سلوكياتهم التدميرية لذواتهم، والكثير من القراء يعرفون الحجج التي يسردها المدخنون التي تمنعهم من ترك التدخين مثلا، وبعضهم يعرف حجج المدمنين على الكحول، وقلة منهم قد يعرفون حجج المدمنين على المخدرات بأنواعها.
هناك اساليب متنوعة يعتمدها الأطباء والمرشدون النفسيون والاجتماعيون لمكافحة الإدمان، بعضها يعتمد على هدم الحجج والتبريرات التي يسردها هؤلاء، ويقوم بتفكيكها، ليضع المدمن عاريا، وبلا دفاعيات أمام حقيقة ادمانه.
وكما قلت فإن المدمنين إخوة في البحث عن المبررات الواهية، فقد اكتشفت نوعا جديدا من الإدمان، وهو يخصنا نحن العرب …وهو إدمان جديد لكنه مؤثر وفاعل، ويحفر في شيفرتنا الوراثية محاولا أن يكون – هذا الإدمان – جينا متسيّدا، وليس مجرد مرض.
انه الإدمان على الهزائم …نعم الهزائم، لدرجة أننا نفرش الأرضية المناسبة لهزائمنا قبل أن ندخل أي معركة …نعم نحن مدمنو هزائم، ونستمتع بها بخليط من السادية والمازوشية. أما الأعداء فهم مجرد سكرتاريا مدفوعة الأجر لمساعدتنا على ممارسة الانهزام.
والجميع يقدم التبريرات الواهية لأسباب هزيمته، ويبعد ممارساته عن الأسباب الحقيقية، أو يتهم نظام المؤامرة العالمي الذي يتآمر علينا.
هذا المقال محاولة، مجرد محاولة لدفعنا للاعتراف، لأننا بدون الاعتراف بالمشكلة سنظل منهزمين خلال ما تبقّى من المسافة الفاصلة بين الأزل والأبد.
وتلولحي يا دالية

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى