المتنبي في عيد الحب / الحسين قيسامي

المتنبي في عيد الحب

وصل الشاعر المتنبي إلى العاصمة الفرنسية باريس، للمشاركة في مؤتمر حول عيد الحب. التحق شاعر الغزل بمسرح باتاكلان، دخل القاعة بملابسه السوداء. كان المتنبي اشيب الرأس و لا تفارقه ابتسامة مخفية. لا ينفك يرنو الى الامام ويدقق النظر في وجوه الحاضرين. استدار المتنبي من وقفته وجلس على مقعد وبدأ في الاستماع إلى تدخلات الضيوف حول موضوع عيد الحب. نهض من مقعده وخطى خطوتين بتثاقل إلى الأمام ونظر إلى أفروديت، إلهة الحب، وقال:

كَتَمتُ حُبُّكِ حَتّى مِنكِ تَكرِمَةً *** ثُمَّ اِستَوى فيكِ إِسراري وَإِعلاني
كَأَنَّهُ زادَ حَتّى فاضَ مِن جَسَدي *** فَصارَ سُقمي بِهِ في جِسمِ كِتماني
كانت لأفروديت ابتسامة جذابة ساحرة، وحديثا عذبا عند سماعها لشعر المتنبي. تدخل فجأة آريس، إله الحرب، صارخا في وجه العشيقين: وا معتصماه…حلب تحترق.
انقطعت انفاس المتنبي حتى اِنْحَبَسَ الدَّمْعُ في عَيْنَيْهِ ثم قال:

لا أقمنا في مكان و إن طاب
و لا يمكن المكان الرحيل
كلما رحبت بنا الروض قلنا
حلب قصدنا و أنت السبيل
فيك مرعى جيادنا و المطايا
و إليها وجيفنا و الذميل

مقالات ذات صلة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى