كذبت الحكومة ولو صدقت / مصطفى وهبي التل

كذبت الحكومة ولو صدقت

قبل أيام تصدر العنوان التالي بعض الصحف والمواقع الالكترونية الاردنية:
الأردن ثالثا بـأفضل بيئة استثمار بالطاقة المتجددة!
نعم؟
(شو هالحكي)؟
الأردن؟
هل هذا هو نفس الأردن الذي تساءل خبير الطاقة المهندس عامر الشوبكي لماذا لا يلمس فيه المواطن اَي أثر لمشاريع الطاقة المتجددة ولماذا لم ينعكس أثر هذه المشاريع على سعر فاتورة الكهرباء؟
هل هذا نفس الأردن الذي قرر أن يلعن (سلسفين) محبي السيارات الكهربائية ويجبرهم على دفع مبالغ اضافية لاثبات حبهم للبيئة والطاقة النظيفة؟
هل نتحدث عن الأردن الذي بدل أن يفرح و(يزغرد) لزيادة الاقبال على السيارات الهجينة قام برفع أسعارها ليجعلها غير مرغوبة بعد ذلك؟
هل هذا هو نفس الأردن الذي بسبب موقعه وبسبب التقنية الرخيصة المتوفرة اليوم من المفروض أن نسبح فيه سباحة بالطاقة المتجددة و(نتمصرف) بها دون خوف أو حساب؟
المشكلة وبالرغم مما ذكر أعلاه الا أن الخبر صحيح …. بتصرف!
الحكومة (طبلت وزمرت) لهذا الإنجاز ونشرته في كل مكان لكن دون أن تذكر تفصيل مهم جداً:
نعم الأردن ثالثا لكن بين دول العالم النامي أو كما هو معروف أكثر بالعالم (النايم).
أي أن الأردن ثالثا على دول معظمها، إذا استثنينا الامارات والسعودية، معدل دخل الفرد فيها ممتاز لوجبات الفلافل فقط..
أيضاً فات (الطبيلة والزميرة) ان يذكروا أن جزءاً كبيراً من التقييم مبني على القوانين الموجودة في البلد بخصوص الاستثمار في الطاقة المتجددة. لكن أي شخص حاول أن يستثمر في الطاقة المتجددة او في أي شي يخدم هذه البلد (لكن لا يخدم الكبار) يدرك أن القوانين (إشي) والواقع (إشي ثاني). حتى المواطن العادي الذي يحاول أن يستخدم الطاقة البديلة في منزله يواجه عوائق وتعقيدات تجعله يلعن اليوم الذي (هبله) وحاول أن يعمل شيئا من اجل بيئة ومستقبل الأردن.
آخيراً وحتى نكون واضحين لا ننكر هذا الانجاز وحتى ان كان على الدول (النايمة) لكن كلنا نعرف أن الطاقة المتجددة لن تصبح مهمة في الأردن الا اذا كانت سبباً في تعبئة جيوب الكبار كما يحصل حالياً, وكما كان يحصل على مر الزمان, من المحروقات.