القضية الفلسطينية وكيف تعود للصدارة ؟؟ / منى الغبين

القضية الفلسطينية وكيف تعود للصدارة ؟؟
الأحداث التي عصفت بالعالم العربي منذ ستة أعوام , وقبلها احتلال العراق وتداعياته , جعل القضية الفلسطينية تغيب عن الأضواء لتطبخ حلولها بهدوء وصمت , ولولا كثرة الطباخين الذين ما انفكوا يتصارعون في مطبخها منذ بدايتها لربما نضجت منذ زمن بعيد , ولكن لا مصلحة لأحد بإنضاجها كما يبدو ؛ لأنّها البقرة الحلوب التي ينتفع منها الجميع , ولو نضجت لأغلقت أبواب أرزاق واسعة على كافّة المستويات والصعد ……
الإسرائيليون يعملون المستحيل لإبعاد شبح الدولة الفلسطينية غرب النهر , لئلا تصبح مركز تهديد لكيانهم وأمنهم واستقرارهم , ولذلك هي تستغل حالة الارتباك السائدة لابتلاع كامل فلسطين , ولن يضيرها أن يكون كيانها غربي النهر والآخرون شرقيه ؛ لذلك شرعت في تشريع قانون لضمّ الضفة الغربية أمام صمت عربي ذليل , وكأنّها تقول للأمريكان إن أردتم عزلنا بكيان يهودي فليكن من النهر للبحر ………
فرقعات الدبلوماسية العربية لمواجهة ذلك مجرد قنابل صوتية لن تقدّم ولن تؤخّر , والمبادرة الفرنسية مجرد حبّة مسكّن أمريكية لتضييع وكسب الوقت ………….
ليس سرّا أنّ حق العودة قد أسقط بمعاهدات مكتوبة , وظروف اجتماعية مفروضة , والحديث عنه نوع من التسلية الفارغة , والنكت البايخة ……….
احياء القضية الفلسطينية لن يكون الا بالتحاق أهل فلسطين بركب الثورة العربية المشتعلة في كلّ مكان , فهذه الثورة مهما قيل عنها , ومهما حاولت القوى الدولية تسييرها والتحكم فيها فإنّها لن تستطيع القضاء عليها , وستستمر حتى تنتهي لأمر رشد .
كلّ الحلول المأمولة من قبل القوى الدولية في سوريا والعراق وفلسطين وسائر الأقطار المشتعلة لن تجدي , ولن تصمد , وستذهب أدراج الرياح , فهذه الأمّة ترسم خارطة طريقها بدمائها , حيرتها , وتخبطها , وتيهها لن يظل إلى الأبد , وستوقظها الويلات والنكبات فتكتشف طريق النجاة , وتحدد العدو بدقّة , وتتخلّص من أدواته التي تتلاعب بها الآن .
فلسطين أكثر الأقطار أهلية لتصويب مسار الثورة شريطة أن تخرج من شرنقة الإقليمية الضيقة التي حشرت فيها مبكّرا ليستفرد بها الوحش الصهيوني , وتعود لعمقها العربي والإسلامي , فتكون هي المبتدأ وهي المنتهى , وتكون عاصمة دولة الوحدة العربية المسلمة القادمة هي القدس ………
ستكون ثورتها مكلفة جدا للغرب وللكيان الصهيوني , وستجد العون والمساعدة من الجميع ؛ لأنّها ثورة ضدّ عدو لا يستطيع أحد التشكيك في عداوته , بخلاف ثورات العرب في سائر الأقطار , وهذا يؤهلها لتكون الثورة القائدة الرائدة للجميع , والتي ستحدد البوصلة للجميع وتخرج الأمّة من حالة التخبّط والضياع .
منى الغبين

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى