“القاهرة تحت الحصار”

سواليف
” القاهرة تحت الحصار “، هذا هو ملخص مشهد دعوات التظاهر التي أطلقها العديد من القوى السياسية المصرية تحت عنوان “مصر مش للبيع” الإثنين 25 أبريل/ نيسان 2016 في الذكرى الـ34 لتحرير سيناء.

قامت الأجهزة الأمنية بمحاصرة كافة ميادين القاهرة والجيزة ومطاردة كافة محاولات التجمع، فيما سمحت بتجمع أنصار الرئيس عبدالفتاح السيسي في عدة ميادين وتحت حماية الأجهزة الأمنية.

اليوم الذي راهن عليه العديد من القوى السياسية المعارضة لعبدالفتاح السيسي برز خلال 6 مشاهد:

تطبيق القانون على المعارضة فقط

مع صباح اليوم، كانت القاهرة تحت حصار مشدد من قبل قوات الأمن، حيث تم محاصرة كافة مناطق وسط البلد، ومحطات المترو، مع غلق تام للأماكن المعلن عنها لمظاهرات “مصر مش للبيع”، حيث تم غلق شارع عبد الخالق ثروت ومحيط نقابة الصحفيين، ومقر نقابة الأطباء، وكانت معظم شوارع القاهرة خالية من المواطنين عدا منتسبي الأجهزة الأمنية.

وكان من الواضح أن تهديدات الرئيس أمس بتطبيق القانون ضد أي محاولات لخرقه، لم تكن تشمل تجمعات المؤيدين، حيث تعالت الهتافات المؤيدة للسيسي، والهتاف للسعودية من العشرات الذين تجمعوا منذ الظهيرة في ميدان مصطفى محمود بالمهندسين، وميدان طلعت حرب، وأمام نقابة الصحفيين.

وقام العشرات بالتظاهر تحت حماية الاجهزة الأمنية في ميدان التحرير، مع رفع أعلام السعودية.

استمر هذا المشهد في مناطق مختلفة طوال اليوم انتهت بالتجمع أمام قصر عابدين، مع قدوم أكثر من 150 أتوبيس من المناطق المتطرفة من الجيزة، ومحافظات الدلتا للاحتشاد في احتفالية بحضور عدد من المطربين تحت حماية أمنية.

6 محاولات للتظاهر بالقاهرة

في المقابل شهدت منطقة وسط البلد في القاهرة والجيزة، عدة محاولات للتجمع من قبل معارضي اتفاقية ترسيم الحدود، من أجل الانطلاق في مظاهرة حاشدة، كان أبرز تلك المحاولات هو مظاهرة منطقة ناهيا، ولكنها لم تستمر كثيراً، حيث قامت قوات الأمن بمطاردة المتظاهرين، وبعد مرور ساعة عن انطلاق تلك المظاهرة في الثالثة من عصر اليوم بتوقيت القاهرة.

خرجت مظاهرة أخرى من منطقة بولاق الدكرور، ولم يختلف المشهد كثيراً عما حدث في ناهية، وقام المتظارهون بإحراق سيارة شرطة أثناء الاشتباكات، ثم حاول من تبقى من المتظاهرين من المسيرتين التجمع في ميدان المساحة بالدقي، وهي المحاولة الثالثة للتظاهر في القاهرة، ولم يمر سوى نصف ساعة، حتى حضرت الأجهزة الأمنية وقامت بإطلاق الغاز المسيل للدموع، والطلقات الخرطوش.

وانطلقت 3 مظاهرات أخرى شارع فيصل بمنطقة الهرم، وهي المظاهرة التي استمرت قرابة الساعة مع وجود حالات كر وفر مع قوات الأمن، وكذلك كانت هناك مظاهرة حاشدة في منطقة المطرية شمال القاهرة، وهي المنطقة الشهيرة بمظاهراتها المعارضة للرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي.

وأخر محاولات التظاهر في القاهرة وسط القبضة الأمنية كانت في شارع طلعت حرب بوسط البلد، والتي كانت مع اقتراب المساء، وكما هي سمة اليوم، لم تستمر المظاهرة سوى دقائق معدودة حتى حضرت الأجهزة الأمنية وتم فضها بعد اشتباك مع المتظاهرين.

ووفقا لمصادر أمنية، فإن عدداً من تم القبض عليهم طوال اليوم في مناطق وسط البلد تخطى الـ300 شخص، معظمهم من فئة الشباب.

حصار حزب الكرامة

ومع اندلاع الاشتباكات بالمظاهرة التي انطلقت في ميدان المساحة بمنطقة الدقي، لجأ العديد من المتظاهرين والصحفيين إلى مقر حزب الكرامة القريب من الميدان، وهو أحد الأحزاب الداعية لمظاهرات اليوم، وذلك تحت وطأة قنابل الغاز المسيل للدموع، وطلقات الخرطوش التي أطلقتها الأجهزة الأمنية.

وفور تجمعهم داخل مقر الحزب، قامت الأجهزة الأمنية بمحاصرة المقر، وأغلقت الشارع، ومنعت خروج أو دخول أحد إلى المقر، وعندما حاول السفير معصوم مرزوق مساعد وزير الداخلية السابق، والقيادي بالحزب التحدث مع القيادات الأمنية، تم إشهار السلاح الآلي في وجهه وتهديده بالقتل، مع منعه من الحديث.

واستمر الحصار داخل الحزب لعدة ساعات، قبل أن تقوم الأجهزة الأمنية بإبعاد المدرعات وسيارات الشرطة من محيطه.

مطاردة الصحفيين ومحاصرة النقابة

ومن أبرز ظواهر اليوم، حالة التربص الأمني بالصحفيين، وهو الأمر الذي دفع مجلس النقابة للإعلان عن اجتماع طارئ غداً الثلاثاء لمناقشة تلك الاعتداءات، وجاء الإعلان عن اجتماع الغد، بعد أن رصدت غرفة عمليات نقابة الصحفيين تصاعد عمليات القبض والاعتداء على الصحفيين مع بداية فعاليات المظاهرات المعارضة للتنازل عن جزيرتي تيران وصنافير، معلنة عن ارتفاع أعداد الصحفيين الذين تم القبض عليهم اليوم إلى 15 صحفياً، كان منهم 3 في الصباح تم الإفراج عنهم في وقت متأخر، فيما تم اعتقال 12 صحفياً آخر والاعتداء على 3 آخرين بخلاف حصار عدد من الصحفيين بمقر حزب الكرامة.

وذكر التقرير الذي أصدرته الغرفة، وحصل “هافينغتون بوست عربي” على نسخة منه، أنه تم رصد تنسيق أجهزة أمنية لنقل سيارات لمتظاهرين مؤيدين لمحيط النقابة ومحاولاتهم لاقتحام النقابة مصحوبين بأفراد يرتدون زي الأمن المركزي في الوقت الذي يتم القبض على المعارضين ومنع بعض الصحفيين من الوصول لنقابتهم، على رأسهم عضو مجلس النقابة السابق محمد عبد القدوس.

كما استعان الأمن بمجموعات من البلطجية تحملهم سيارات وتم دفعهم لاقتحام مبنى نقابة الصحفيين، مرددين هتافات معادية للصحفيين تتهمهم بالخيانة والعمالة، وتوجيه عبارات سب وقذف للصحفيين.

ولم يتوقف الأمر عند الصحفيين فقط، حيث أوقفت قوات الأمن سيارة لفضائية “بي بي سي” البريطانية على أطراف ميدان التحرير ومنعت الطاقم من التصوير، وكذلك تم القبض على طاقم تصوير قناة “أون تي في” المملوكة لرجل الأعمال نجيب ساويرس.

المحافظات ساخنة

وفي الوقت التي كانت القبضة الأمنية هي سيد الموقف في القاهرة والجيزة، اندلعت العديد من المظاهرات المعادية للسيسي في عدة محافظات.

وكانت أسخن المناطق التي خرجت منها المسيرات والتظاهرات اليوم محافظة الشرقية، وهو ما حدث في مراكز ومدن الحسينية وبلبيس ومنيا القمح والعاشر من رمضان، رافعين أعلام مصر ولافتات مطالبة برحيل السيسي ونظامه، ومنددة بما أسموه تدهور الأوضاع الاقتصادية وقمع الحريات.

فيما خرجت العديد من المظاهرات بمحافظات المنوفية، وكفر الشيخ ومحافظة الدقهلية، وجاءت معظم تلك الفعاليات في الصباح الباكر.

حملات تفتيش “طلع موبايلك”

ولا يمكن رصد فعاليات مظاهرات اليوم، دون إبراز ظاهرة “طلع موبايلك”، التي كانت إحدى وسائل الاجهزة الأمنية لتوقيف المتجهين للمشاركة في التظاهرات، حيث انتشرت الحملات الأمنية في معظم شوارع القاهرة والجيزة، وقامت بمداهمة المقاهي، وتوقيف المشتبه بهم، ولكن هذه المرة لا تطلب منهم الإطلاع على هوياتهم، إذ قامت بتفتيش هواتفهم والاطلاع على صفحات الفيسبوك، والواتس آب الخاص بهم كوسيلة للتعرف على اتجاهاتهم.

هافينغتون بوست

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى