الفتنة المنتظرة وإسرائيل الكبرى

الفتنة المنتظرة وإسرائيل الكبرى
د.عساف الشوبكي

ما يحاك ضد فلسطين والفلسطينيين أمرٌ خطير جداً وما يحاك ضد الاردن والأردنيين أمرٌ خطير جداً ايضاً ، انهم يريدون ضم الضفة الغربية الى الكيان الصهيوني الذي قضم فلسطين ويريدون الانتهاء من قضمها من البحر الى النهر وتكون بذلك فلسطين كلها دولة يهودية ، وينتهي بذلك الأمل بحل الدولتين وهذا ما حذر من خطره جلالة الملك عبدالله الثاني في خطابه في البرلمان الأوروبي أمس.
أرى أن الأعداء اوشكوا على تنفيذ آخر حلقات مؤامراتهم بعد ان دمروا العراق وسوريا وليبيا وأضعفوا مصر واليمن وانهكوا الدول العربية واستنزفوها ونهبوا خيراتها .
وقد نفذوا مخططاتهم بدقة ببث الفتن والتفرقة وإيجاد الخلافات وتجذير الاختلاف المذهبي والجهوي والطائفي عبر عملائهم وبأموال العرب وبواسطة القوى التي أوجدوها على الارض وحاربت ودمرت وخربت نيابة عنهم ومنها داعش ومليشيات وأحزاب اخرى مسلحة دمرت حواضر تاريخية للعرب انتهكت الأعراض ، ونشرت الموت والدماء والدمار والظلم والعنف والفوضى والخوف والجهل والتخلف ، وأهلكت الحرث والنسل على أسس طائفية ومذهبية وعنصرية مقيتة بغيضة.
وإن ما خططوا له ونفذوه وينفذونه بدقة في العراق وسوريا واليمن وليبيا ما هو الا مقدمة للوصول الى هدفهم المنشود بإنهاء القضية الفلسطينية كما يريدون ويخططون بحلها على طريقتهم طريقة القوي الظالم الباغي المتغطرس بما يسمونه حل الدولة الواحدة وضياع حقوق الفلسطينيين بأرضهم والعودة اليها وبإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس.
ولعل التصريحات الأخيرة للسفير الأمريكي في الكيان الصهيوني والتي إتهم فيها الاردن باحتلال الضفة الغربية منذ عام 1948 حتى عام 1967 وهي أراض اسرائيلية على حد زعمه ويجب ان تعيد إسرائيل ضمها اليها ، تدلل على أننا امام عدو لدود أمريكي صهيوني كشر عن انيابه المسمومة في عهد الرئيس الأمريكي ترامب لتنفيذ آخر محطات القضاء على الأمة وبث سمومهم وأحقادهم وعداوتهم، وبث الفتنة والخلاف والاختلاف في قادم الأيام بين الفلسطينيين والأردنيين والتنازع فيما بينهم وقد أعدوا العدة لذلك الخطب الجلل وهيئوا ارضية مناسبة من خلال زرع الإقليمية في نفوس الجهلة والغوغاء وتكريس الانتماء الإقليمي والجهوي والمناطقي العمل على اضعاف الوازع الديني وتخريب مناهجنا التي تقوي عقيدة الأجيال وتغرس مبادىء الكرامة والانتماء الى الوطن والتضحية من اجل رفع رايته ومن أجل كرامة الامة وعزتها ومقدساتها .
ولقد مهدوا لذلك بإفقار الشعب وبيع ثروات البلاد وخصخصتها ورهن قرارات الوطن باضعاف اقتصاده وإغراقه في الديون وإفقار الشعب وإغلاق فرص الأمل والعمل بوجه شبابه واضعاف الدور الوطني والقومي الكبير للعشائر الاردنية وتهميش الرجال الأوفياء وتقزيم مجالس النواب وإلغاء دورها الحقيقي .
كل هذه الحقائق هي مؤشرات لتنفيذ آخر اهدافهم الخبيثة والتي لا يمكن أن يصلوا اليها إلا بإيقاع فتنة كبيرة بين الشعبين الشقيقين الاردني والفلسطيني والذين اصبحا بفضل الله شعباً واحداً يوحده الدين الاسلامي السمح والعروبة الصافية والعادات والتقاليد والقيم والأعراف الجامعة والوحدة الشعبية التاريخية والتضحيات والشهداء و الأهداف والتاريخ والمصير المشترك الواحد وعلاقات القربى والمصاهرة والدماء الواحدة التي تسيل في عروق ابناء الشعبين.
فهل ينتبه الأردنيون والفلسطينيون لحجم الخطر القادم ويوحدوا صفوفهم ويصرون على الوصول الى اهدافهم المشتركة وانتزاع حقوقًهم وإعادة كرامتهم وارضهم ومقدساتهم؟.
ام سينجرون الى فتن الأعداء ويكونون أدوات سهلة لتنفيذ مخططاتهم للوصول الى غايتهم الكبرى (إسرائيل الكبرى)؟ .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى