العــمـيـد بـيـن الـتـقـلـيـد والـتـجـديـد / د . ناصر نايــف الـبـزور

العــمـيـد بـيـن الـتـقـلـيـد والـتـجـديـد
لَعلّي لا أبالِغُ بالطرح إذا قُـلتُ أنَّ منصب “عميد شؤون الطلبة” في أي جامعة يأتي في المركز الثاني بعد منصب الرئيس في فاعلية دوره المحوري على صُعِدٍ مُختلفة، وقد يفوقه أحيانا! فعميد شؤون الطلبة مسؤول بشكلٍ مُباشرٍ وغير مُباشر عن العديد من الجوانب المفصلية الأكاديمية، والتربوية، والنفسية والانفعالية والنظامية داخل الجامعة وخارجها! فعميد شؤون الطلبة عميدٌ لجميع طلبة الجامعة وليس لكُليَّة بعينها فهو “عـمـيـد الـقــوم”؛ وهو مسؤول عن جميع الأنشطة والفعاليات التي تجعل من الطالب عضواً فاعلاً في جامعته، و بيته، و حارته، و بلدته وبالتالي في وطنه وعالمه الكبير!

ومن هذا المنطلق ينبغي أن يتِمَّ اختيار الشخص المناسب 100% لهذا المنصب ومراعاة المصلحة التكاملية العليا عند ترشيح وتعيين عُمداء شؤون الطلبة! فعلى سبيل المثال لا الحصر، يجب أن يكون عميد شؤون الطلبة من المتفوقين أكاديمياً في كافة مراحل حياته ليكون قدوةً لطلبة الجامعة؛ فلا يُعقَل أن يشغل هذا المنصب شخص معروف بأنّه كان ما “الصقايط” والفاشلين كما هو الحال في إحدى الجامعات الخاصة وربَّما الحكومية!

كذلك يجبُ أن يكون عميد شؤون الطلبة من الرياضيين النشطاء وممن لهُم معرفة ودراية بالأبعاد الجسدية والنفسية والانفعالية للرياضة والرياضيين؛ فكيف يكونُ عميداً لشؤون الطلبة من لم يشترك في حياته بفريق مدرسي في أيِّ رياضة كانت! والله إنَّ أحَـد العمداء السابقين في جامعة رسمية لم يعرف الرياضة قط في حياته بل و كان ممن يكرهون الرياضة والرياضيين؛ بل ويكره كلمة “طلبة”؛ فهو يتفوق على “سنفور غضبان” في كُرهه لكلِّ شيء! وهو لا يعرف أي شيء عن أي لُعبة سوى لعبة “الـشـدّة” وخصوصاً “البناكل”!

أضف إلى هذا وذاك ضرورة تَمَتُّع عميد شؤون الطلبة بشخصية قيادية ذات ديناميكية بارزة وريادة إبداعية في إدارة وتعزيز الأنشطة بعيداً عن الطرق النمطية التقليدية المملة البائدة؛ فهو بحاجة إلى التواصل الدائم و الحقيقي مع الطلبة لتحسُّس مشاكلهم واكتشاف ميولهم وإبداعاتهم! لذلك ينبغي أن يكون العميد قريباً من القلوب والنفوس دونما ابتذال وتكلُّف!

وختاماً، فعميد شؤون الطلبة يجب أن يكون حسن المنظر، حسن الهيئة، حسن الثياب وحسن المنطق والمقال! أمّا أن يكون عميد شؤون الطلبة كثّاً، رثّاً، هشّاً، ركيكاً، أسيفاً لا يُجيد أساسيات التواصل ولا أبجديات اللغة والخطابة؛ فهذا انتحارُ أكاديميٌ وتربويٌ وإداري للطلبة والجامعة والوطن لأنَّ هذا مدخل للجماعات الضالة والإرهابية للتأثير على شبابنا في هدم القيم وفي انحراف الفكر وتدمير الأوطان!

فكم من عُمداء شؤون الطلبة في جامعاتنا الرسمية والخاصة يتمتعون بمثل هذه الأهلية! أعرفُ بعضَهُم ممن يمتلكون هذه المواصفات و أكثر؛ وأعرفُ غيرَهُم ممن لا تكادُ تنطبق عليهِم أيٌ من هذه الشروط!

وحتَّى لا يُساء فهمي ومقصدي النبيل الخالص لوجه الله ومصلحة الوطن، فأنا لا أقَدِّمُ نفسي كبديل أو كمرشّح لأنَّني أعترفُ أنَّني قد لا تـتوفَّر لديَّ أيٌّ من هذه المواصفات؛ وكذلك فأنا لا أعرف عن عميد الطلبة في جامعتي سوى اسمه الأول! واللهُ أعلَمُ وأحكَم!!!

اظهر المزيد

تعليق واحد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى