العراق يفتح الباب للإيرانيين والأمريكان ويقفله بوجه الأتراك

“أحرام على بلابله الدوح حلال للطير من كل جنس؟”، هكذا ترى تركيا المشهد بعد الضجة التي أثارتها حكومة العراق، إثر دخول فوج من القوات التركية بتنسيق رسمي مع إقليم كردستان العراق لتدريب قواته، وفي نفسها تساؤل عن كل المليشيات الإيرانية التي تدخل العراق ربما حتى دون حسيب أو رقيب، حسبما يرى مراقبون.

فقد واجه “التحرك الروتيني” لتركيا التي تربطها صلات قوية بإقليم كردستان، داخل الأراضي العراقية، ردة فعل عنيفة من قبل الحكومة العراقية، حيث استدعت السفير التركي في العاصمة بغداد، لمطالبته رسميا بسحب قوات بلاده التي انتشرت خلال الأيام القليلة الماضية شمالي العراق.

وقالت وزارة الخارجية العراقية إن قوات تركية عبرت الحدود بين الدولتين، وتوغلت في شمال العراق بالقرب من مدينة الموصل التي يسيطر عليها تنظيم الدولة دون علم الحكومة العراقية في بغداد.

لكن تركيا تعتبر أن ما قامت به لا يخالف القوانين والمواثيق الدولية، على عكس ما تحدث به الرئيس العراقي فؤاد معصوم، والذي اتهمها بذلك.

وقال رئيس الوزراء التركي داود أوغلو في كلمة أمام نقابة عمالية إن المعسكر الذي يبعد 30 كلم إلى الشمال الشرقي من الموصل (مركز نينوى) والذي يضم مدربين أتراكا، أقيم منذ نحو عام بناء على طلب من محافظ نينوى وبالتنسيق مع وزارة الدفاع في بغداد.

وأضاف: “أقيم هذا المعسكر ليكون معسكر تدريب لقوة من المتطوعين المحليين في مكافحة الإرهاب”، وأنه تم تدريب أكثر من ألفي عنصر فيه للمساهمة في “تحرير” الموصل من تنظيم الدولة.

حكومة كردستان: تواجد تركيا ضمن التحالف الدولي

وعلى الطرف الآخر، قال المتحدث الرسمي باسم حكومة إقليم كردستان سفين دزيي “إن التواجد التركي في أطراف الموصل يقع في إطار التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة”، مضيفا أن تركيا افتتحت نهاية العام الماضي مركزين في إقليم كردستان لتدريب البيشمركة، إضافة إلى موقع ثالث لتدريب قوات عراقية في الموصل، وأن عددا من الخبراء والآليات وصلوا مؤخرا لتوسيعه.

ويرى الصحفي التركي محمد زاهد غول في تصريح له، أن موقف الحكومة العراقية “الغريب” على الإجراء الروتيني الذي حصل، من تبديل للقوات التركية الموجودة هناك، جاء للتماهي مع الموقف الإيراني والروسي من تركيا.

ويأتي الهجوم على دخول  150 جنديا تركيا، في وقت تتصدر المليشيا الإيرانية والقادة الإيرانيون الحرب على تنظيم الدولة في العراق.

وكان قائد فيلق قدس قاسم سليماني، قاد المعارك الأخيرة لمليشيا الحشد الشعبي في منطقة تكريت وما حولها ضد تنظيم الدولة.

وقد اعتاد العراقيون على رؤية صورة سليماني المنتشرة في العاصمة بغداد ومحافظات الجنوب والوسط.

وقالت قناة الجزيرة في وقت سابق إن معلومات تسربت من مستشارية الأمن الوطني العراقية بوجود ثمانية آلاف مستشار إيراني موزعين في العراق بما يفوق عدد نظرائهم الأمريكيين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى