الطيارون من أبناء عشيرة التل

الطيارون من أبناء عشيرة التل
تحسين التل

كتب تحسين التل: قلنا في تقارير سابقة؛ أن عشيرة التل اهتمت اهتماماً كبيراً بالتعليم، وبذل الغالي والنفيس في تحقيق الحد الأعلى من التحصيل العلمي، ووفق التخصص المطلوب، منهم من درس الهندسة، والطب، والعلوم السياسية، السياسة والاقتصاد، والإعلام، والطيران، وتخصصات عديدة من أجل إشباع السوق الأردني بكوادر مؤهلة، وعلى درجة عالية من الكفاءة، والعلم، والمعرفة.

أكدنا أيضاً على أن الغرض من التحصيل العلمي ليس فقط الحصول على الشهادة بحد ذاتها، إنما السعي للحصول على شهادات مطلوبة، تلبي حاجة السوق، ومن أجل التنوع في التحصيل العلمي، ورفد العائلة بمختلف التخصصات العلمية، والأكاديمية، والفنية.

لقد نشرت تقارير تبين عدد المهندسين من أبناء العشيرة، وعدد الشخصيات التي تقلدت حقائب وزارية، وتقرير آخر عن السفراء في وزارة الخارجية، وكانوا وفق التقرير السابق من الجيل القديم الذين مهدوا لأبناء العائلة، وفرشوا لهم الطريق الصعب لمواصلة ما بدأه الأباء والأجداء، فكان خلف باشا محمد التل سفيراً في العراق، وفيما بعد وزيراً للداخلية، ودولة وصفي (مصطفى وهبي) التل سفيراً في العراق في عهد الرئيس عبد الكريم قاسم، ورئيساً للوزراء عام (1962 ولغاية عام 1971) وكان شكل خمس حكومات.

مقالات ذات صلة

كان أيضاً المرحوم ملحم يوسف التل سفيراً، ومديراً للدائرة السياسية في وزارة الخارجية، ومديراً عاماً، ورئيساً لتحرير جريدة الرأي التي تأسست في عهد الشهيد وصفي التل، ويُعد ملحم التل أحد مؤسسي وكالة الأنباء الأردنية – وأطلق عليها الدكتور سعيد التل عندما كان وزيراً للإعلام اسم: بترا، وكان الدكتور مازن عز الدين التل سفيراً للأردن في ألمانيا، والمرحوم سهيل خلف التل سفيراً في إسبانيا، والمرحوم هاجم خلف التل سفيراً في الخارجية، والدكتور نواف سعيد التل سفير الأردن في هولندا حالياً.

ننشر اليوم تقريراً عن جيل من أبناء العشيرة مختلف تماماً عن تفاصيل الوظيفة التقليدية، جيل مميز في تحصيله العلمي، إذ لا يعتمد فقط على دراسة المناهج، بل يعتمد على قيادة من نوع خاص لا يقدر عليها الذين يجلسون خلف المكاتب، هذه القيادة تحتاج الى تدريب، وقدرة فائقة على التحكم، والسيطرة، قيادة لا تقبل الخطأ لأنها تتعلق بأرواح البشر، والقائد هنا مؤتمن على أرواحهم، وممتلكاتهم.

لقد برز من بين أبناء العشيرة ثلة من الشباب الواعي يحملون على عاتقهم مسؤولية كبيرة، ليس من السهولة بمكان أن يتقلدها غيرهم، فكانوا على درجة كبيرة من الوعي، والقدرة الذاتية على القيادة.

أنا أتحدث هنا عن الشباب الذين يحملون شهادات عليا في قيادة الطائرات، منهم من زاول المهنة منذ السبعينات من القرن الماضي وأحيل الى التقاعد، ومنهم ما زال على رأس عمله.

بمعنى آخر أننا أمام جيلين، جيل بدأ العمل في حقل الطيران مبكراً – في السبعينات، وجيل آخر حمل الراية من الآباء، وسار على نهجهم في ذات المهنة، وعلى سبيل المثال، الكابتن الطيار سيف التل هو إبن الكابتن الطيار راضي عبد الله التل الذي هو في ذات الآن شقيق الكابتن رياض التل (أبو عبد الله).

لدينا في العشيرة ستة طيارين، ونبدأ بالطيار الأقدم ثم الأحدث.

الكابتن راضي عبد الله محمد التل:
——————————–
من مواليد عام (1953)، درس الثانوية العامة في إربد، والتحق بسلاح الجو الملكي الاردني عام (١٩٧٣) كطيار مقاتل.

عمل في سلاح الجو الملكي حتى عام (١٩٨٠)، ثم سافر الى بريطانيا، وأمريكا للحصول على دورات مهمة في الطيران؛ وذلك للمساهمة في تأسيس الكلية الجوية لإعداد وتدريب الطيارين.

انتُدب كعضو في اللجنة المشكلة لتأسيس سلاح الدفاع الجوي، وإعداد الطواقم لهذا السلاح، وعمل على تدريب عدة طواقم في المراحل التأسيسية الأولى.

غادر سلاح الجو الملكي عام (١٩٨٠) الى أمريكا؛ للتحويل من الطيران العسكري الى الطيران التجاري، وحصل على كافة متطلبات الطيران التجاري، ثم عاد الى الوطن للعمل في نادي الصقور الملكي للألعاب الجوية لمدة عام ونصف العام.

التحق الكابتن راضي التل بشركة عالية – (الخطوط الجوية الملكية حالياً)، وتدرج فيها من مهندس طيار الى طيار أول ثم قائد طائرة، وأخيراً مدرب طيران.

عندما بلغ الكابتن راضي التل (60) عاماً، قرر إحالة نفسه الى التقاعد، بعد مسيرة طويلة في الطيران العسكري، والمدني، والتدريب، وتأهيل الطيارين؛ مسيرة حافلة من البذل والعطاء في خدمة الوطن، وبالرغم من طلب الشركة وإصرار الإدارة على بقاء الكابتن التل إلا أنه فضل ترك المجال لجيل الشباب.

وكانت شركة: الاردنية للطيران طلّبت إليه العمل والمساعدة في تأسيس أسطول طائرات – A330 فعمل معهم لمدة عام مجاناً، ثم غادر الشركة اختيارياً وذلك من أجل إغلاق ملف الطيران نهائياً.

وكان الكابتن التل قرر الالتحاق بجامعة إربد الأهلية لدراسة القانون، وحالياً وصل الى السنة الثالثة في الدراسة، لأنه يؤمن بأن الحياة مستمرة، ولا يتوقف العطاء عند سن معين، إذ يمكن للإنسان أن يعطي أفضل ما عنده لخدمة المجتمع، والمساهمة في تطويره نحو الأفضل.

الكابتن رياض عبد الله محمد التل:
——————————-
الكابتن رياض التل، هو شقيق الكابتن راضي التل، ولد في إربد عام (1950)، وتلقى تعليمه الإبتدائي والإعدادي والثانوي، وبعد ذلك سافر الى الولايات المتحدة الأمريكية، ودرس الطيران التجاري في ولاية تكساس.

عمل الكابتن رياض عبد الله التل في أكاديمية الطيران الملكية؛ مدرب طيران، ومحاضر، ورئيساً للطيران الشراعي في الأكاديمية.

خدم الكابتن التل مدى خمسة وثلاون سنة في مجال الطيران، وأحيل الى الضمان الإجتماعي قبل عدة سنوات بعد وصوله الى سن التقاعد.

الكابتن الطيار صلاح عبد الله اليوسف التل:
—————————————-
ولد عام (1951) في القاهرة، ودرس المراحل الثلاث في مدارسها، وبعد أن أنهى متطلبات الثانوية العامة سافر الى الولايات المتحدة الأمريكية لدراسة هندسة الطيران، والطيران التجاري في إحدى جامعات ولاية فلوريدا.

عاد الى الأردن عام (1970) وبعد عدة أشهر عمل في شركة الخطوط الجوية الأردنية عالية التي أصبحت فيما بعد: الملكية الأردنية.

عمل في عالية لمدة خمس سنوات مهندس طيران، ولمدة خمسة عشر عاماً كطيار تجاري، وعمل في السعودية لمدة ثلاث سنوات كابتن خاص عند الشيخ عبد العزيز لبراهيم الذي اشترى طائرة الملك حسين بن طلال.

وعمل أيضاً مع الشيخ خالد البلطان لمدة ثلاث سنوات ويعتبر الشيخ خالد من أهم رجال الأعمال في المملكة العربية السعودية.

عمل في الأردن مع الشركات العارضة لغاية عام (2015) وأحيل الى التقاعد في نفس العام.

الكابتن صلاح هو الإبن الثاني للقائد المجاهد عبد الله التل (أبا المنتصر)، قام عام (2015) بترجمة كتاب عن والده عبد الله التل للكاتب اليهودي رونين إسحاق، وكان بعنوان: ضابط في الجيش الأردني، يتحدث الكتاب عن بطولات الكتيبة السادسة التي قادها عبد الله التل خلال حرب فلسطين عام (1948)، معترفاً بهزيمة اليهود في القدس، والبطولات التي سطرها الجيش الأردني في ذلك الحين.

الكابتن عمر هاجم خلف التل:
—————————
من مواليد الباكستان عام (١٩٥٥) عندما كان المرحوم السفير هاجم التل يعمل سفيراً للأردن في باكستان، درس عمر التل الابتدائية في كلية تراسنتا، والثانوية العامة في الكلية العلمية الاسلامية.

حصل على بكالوريوس في هندسة الطيران من جامعة جنوب كاليفورنيا عام (١٩٨١)، وعمل في سلاح الجو الملكي عام (١٩٩٦)، ومن ثم انضم لشركة الأجنحة الملكية للطيران، ثم مديراً عاماً للشركة الأردنية لأنظمة الطيران، ولديه خبرة طويلة في مجال هندسة وخدمات الطيران، والنقل الجوي.

عُين المهندس عمر التل مديراً لمطار الملك الحسين الدولي في العقبة بتاريخ (1 – 7 – 2009)، ومطار الملك الحسين الدولي مملوك بالكامل لشركة تطوير العقبة، وتديره شركة العقبة للمطارات، ويُعد ركناً أساسياً لمقومات سلطة العقبة الاقتصادية الخاصة.

الكابتن سيف راضي عبد الله التل:
——————————-
الكابتن سيف التل، وهو أحد أبناء الكابتن راضي التل، ولد في إربد عام (1981)، ودرس وتخرج في مدارسها.

درس الطيران التجاري في الكلية الملكية الاردنية، وحصل على الترتيب الاول في الكلية، وبالرغم من أنهم أرادوا منحه دورة مدرب طيران من أجل أن يبقى الكابتن سيف التل في الكلية، إلا أنه رفض الإلتزام لمدة خمس سنوات، وهذا ما يفعلونه عادة مع الطيار الحاصل على الترتيب الاول، لكنه رفض العرض، ودفع كافة تكاليف التدريب حتى لا يلتزم بشروطهم.

عمل بالأكاديمية لمدة عام كمدرب طيار الى ان تم بيع الشركة ضمن برنامج خصخصة الشركات الأردنية الرابحة، بالرغم من أن الملكية تعتبر من أهم شركات الطيران في المنطقة وربما في العالم.

التحق بالملكية الاردنية كطيار اول وتدرج الى رتبة قائد طائرة، ثم مدرب، وما زال يعمل في الملكية الاردنية قائداً لإحدى طائرات البوينغ (٧٨٧) .

الطيار ملحم محمد ملحم التل:
—————————
ولد الكابتن ملحم التل في اربد عام (1991)، وأنهى دراسته الثانوية في مدرسة خالد بن الوليد عام (2009)، تقدير جيد جداً.

التحق الكابتن ملحم بأكاديمية الطيران الملكية، كطيار متدرب، وتخرج فيها عام (2011)، بعد أن تجاوز كل متطلبات الطيران، وبتفوق، وقد تقدم لاختبار الكفاءة للإنضمام الى أسطول الملكية الأردنية، وكان أنجز عدة اختبارات تتعلق بالطيران، خصوصاً فيما يتعلق بفحص (DLR) الذي أشرف عليه فريق خاص من معهد بحوث الفضاء الألماني.

تقدم لشركة الطيران الملكية الأردنية من أجل الحصول على فرصته الطبيعية كطيار، وقد أنهى كل متطلبات الطيران بكفاءة عالية، فتم تعيينه طيار في الشركة، وكان حصل على رخص لقيادة الطائرات ذات المحرك الواحد خلال دراسته، وحصل أيضاً على عدة رخص لقيادة الطائرات النفاثة، كطائرة الامبراير.

يُعد الكابتن ملحم التل أحد أهم الطيارين في أسطول الطائرات التابع للملكية، ومن بينها طائرات بوينغ (787) دريم لاينر الأحدث في العالم، وهي من الطائرات المستخدمة في الرحلات الطويلة، كالولايات المتحدة الأمريكية، ولندن، وتايلاند، والصين، واندونيسيا.

الكابتن ملحم التل طيار مميز، ويُعد أحد نسور الوطن الذين نفتخر بوجودهم بيننا، نتمنى له دائماً التوفيق والنجاح.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى