الطلقة الثالثة ولا زالت على ذمته

الطلقة الثالثة ولا زالت على ذمته
د. حسام العودات

عاشت بوشم العدس دون اللحم عند بعلها ، تداري سوءة البطون بخبز الطابون من بيدر الحصاد في حر الفصول ، صوًحتها الشمس في الحقول ، وكم أدركت اللحد كلما غضبت من الحلب أم العجول .
كان بعلها بقسوة الحظر يوم العيد رغم شفقة الوباء ، فطلقها مرتين خلال سنين ، وقد كانت نعم الحريم في وقت عز فيه عن بدنها الحرير .
وكعادة الصمت خوفا في حضرة العرفية من الأحكام ، فقد كظمت غيضها وهي على شفير البائن الأكبر من الطلاق .
وفي يوم من القهر أرادت أن تصيح بزوجها وكان دون البوح جرد القتاد ، ولكن طلقتها الأخيرة ستأتي لا محالة ، فقد أدركتها سابقا دون خصام ، ورايات استسلامها بيض كأجنحة الحمام .
لكن للصبر حدود تجلى في شدو أم كلثوم عبر الأثير ، فنادت على ابنتها بكل ما جادت به حنجرة مظلوم قائلة : ولك ما عليكي طلاق يمّه ، مشان الله فشّي غلّي وفضفضي لأبوكي عن اللي بقلبي قبل ما أطق وأفقع .

عيدكم سعيد ، وكل عام وأنتم بخير

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى