السيسي يحرّف قصة عن النبي محمد / فيديو

سواليف

هاجم الشيخ محمد الصغير، المستشار السابق لوزير الأوقاف المصري، في تصريحات له رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي، واتهمه بـ”الكذب”، وذلك بعد تحريف الأخير قصة عن النبي محمد عليه السلام.

واتهم الصغير السيسي بأنه “كذب على رب العزة، وعلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وعلى المرأة، التي استشهد بقصتها”، وهي الصحابية خولة بنت ثعلبة، للتدليل على أنها قامت في عهد النبوة، بتغيير قانون كان موجودا، وفق وصفه.

ولدى اختتام السيسي كلمته المكتوبة، التي أثنى فيها على المرأة المصرية، وألقاها بمناسبة الاحتفال بيوم المرأة المصرية (يوم الأم)، مساء الثلاثاء، قامت سيدة مسنة، وألقت شعرا، ثم قام رجل ريفي فدعا للسيسي قائلا: “ربنا يقويك على مصر”، وعندها مباشرة ضحك السيسي، قبل أن يعلق بالتساؤل: “الرجالة زعلت قوي كده؟”، ثم قال: “سوف أقول لكم.. السيدة في وجداني أنا إيه؟”.

ومرتجلا بعيدا عن النص المكتوب، زعم السيسي قيام المرأة على عهد النبوة، بتغيير قانون كان موجودا، فقال: “المرأة المصرية أو المرأة، هي اللي اشتكت لربنا من أجل أبنائها، ومن أجل أسرتها”.

وأضاف أن “المرأة هي التي غيرت قانونا كان موجودا أيام النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، فلما حصل الموضوع ده، وأنا أقوله بطريقة بسيطة خالص، فبتسأل النبي عليه الصلاة والسلام، فتقول له: إن زوجي حلف يمينا معينا، فهو قال لها: لا أرى لك شيئا.. هو بيشيح بوجهه عنها، وهي بتجيئ له من كل اتجاه”، بحسب تعبيره.

وأردف السيسي: “أنا أقول لكل من يسمعني: هو (يقصد النبي)، يقول: ما عنديش ليكي حاجة، وهي تقوم جاية له من اتجاه”.

وتساءل السيسي نصا: “مش كده والا ايه.. الناس بتوع الل.. يشيح بوجهه عنها أن هو ما عندوش في الحُكم من وجهة نظر اللل.. ساعتها.. فيشيح بوجهه عنها، وهي تجئ له من كل حتة، وتقول له، (وأخذ السيسي تنهيدة): إنها لو تولت أبناءها هيجوعوا، ولو تولى هو.. أبناؤه هيضيعوا.. فقالت له.. قالت لربنا.. جئت لأشتكي إلى رسول الله، فرسول الله، صلى الله عليه وسلم ما وجدش.. فإني أشكو إليك رسولَ الله”.

وعلق السيسي على مزاعمه قائلا: “ياه.. علشان تعرفوا أن الدين كبير قوي، وسهل قوي.. مش كده؟ يقوم الحق سبحانه وتعالى يقول: “قد سمع الله قول التي تجادَلك”. (الصواب: تجادلُك).. وتشتكي إلى الله”.

واستطرد السيسي: “خلِّي بالكم.. اللي كان سائد ساعتها مع الرسول، حكم معين، وهي تصدت بفطرة المرأة للحفاظ على أبنائها، وعلى أسرتها، وإحنا عايزين نحافظ على أهلنا وأولادتنا وبناتنا، وعلى الأسرة المصرية.. عايزين نحافظ عليها”.

وتابع: “إحنا مش بنعمل حاجة جديدة.. وعشان كده تاريخ المرأة بالنسبة لي: أسرتي وجيراني: كان أكثر من طيب.. أكثر من رائع.. لم أر تضحيات، ولا عطاء، ولا رحمة، ولا عقلا.. بلا مجاملة.. قدر اللي أنا شوفته (رأيته) في حياتي منهم”.

وأردف: “وإذا كنتم شايفين أني بأحاول أكون إنسان كويس، فأنا في الآخر: ربتني أمي.. شكرا جزيلا، وتحيا مصر مرة تانية.. تحيا مصر.. تحيا مصر”، وألقى السلام، ليقف الجميع لدى الإشعار ببث “السلام الوطني”.

من جهته، علَّق الدكتور محمد الصغير، المستشار السابق لوزير الأوقاف المصري، ووكيل اللجنة الدينية بمجلس الشعب السابق وعضو مجلس الشورى السابق، على القصة التي رواها السيسي، متهما إياه بالكذب على رب العزة، وعلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وعلى المرأة، “التي سماها مصرية”، على حد قوله.

واتهم السيسي بأنه لا يترك أي مناسبة يتحدث فيها، إلا ويهدم ثابتا من ثوابت الدين، أو يتعرض لأصل من أصول الملة، وآخرها طبعا موضوع الطلاق الشفهي، حسبما قال.

وعن القصة التي ذكرها السيسي، قال الصغير: “القصة صحيحة، وهذه السيدة، خولة، التي جاءت إلى النبي، صلى الله عليه وسلم، تشتكي.. لم يُشح النبي صلى الله عليه وسلم، بوجهه عنها”.

وأضاف الصغير: “هو (السيسي) يكذب على النبي، صلى الله عليه وسلم، في أكثر من فقرة”، مضيفا أنه “غير فاهم، ويهرف بما لا يعرف”.

وتابع الشيخ محمد الصغير بأن “النبي، صلى الله عليه وسلم، كما تروي أم المؤمنين، عائشة، رضي الله عنها، في الأحاديث، أن السيدة كانت تحدثه بصوت فتقول عائشة: “فكان يغيب عني بعض ما تقول”، وذلك بمنتهى الأدب، على حد وصفه.

وتساءل: “أين الدليل على أن هذه السيدة مصرية؟”، متابعا: “هي السيدة خولة مصرية؟ أكانت مصر قد فُتحت؟”، مشيرا إلى أن السيدة خولة كانت في المدينة.

وأضاف: “يقول (السيسي) إن المرأة غيرت قانونا، ولم يكن هناك قانون حتى تغيره، بل إن السؤال جاء للنبي، صلى الله عليه وسلم، لأنه يتنزل عليه الشرع، فلم يكن قد نزل حتى ذلك الوقت موضوع “يمين الظهار”.

وأردف الشيخ محمد الصغير أن “الكذبة التي يكذبها (السيسي)، وهو أشر فيها، ومنافق.. وموضوع ردته عندي من زمن ليس من هذا المقطع”، مضيفا أنه “لمَّا يكذب عليها، وعلى النبي، صلى الله عليه وسلم، ويقول إنها قالت: اللهم إني جئت أشكو إلى رسول الله، فإني أشكو رسولَ الله إليك”.

واعتبر الصغير ذلك “لا يليق أبدا بمقام النبي، صلى الله عليه وسلم”، متسائلا: “ما الذي في يد النبي، صلى الله عليه وسلم، أن يفعله، وليس لديه تشريع؟ هل يخبر بشئ لم ينزل فيه قرآن؟ وكيف تشتكي النبيَ، صلى الله عليه وسلم، إلى الله؟”.

وأوضح أنها قالت: “نثرت له بطني، وكبر سني، وخدمت بيته وأهله حتى إذا وصلت إلى ما وصلت ظاهر مني.. فلما لم تجد عند النبي (الإجابة)، هذا شيء طبيعي، مرجعا ذلك إلى أن آيات التشريع تنزل حسب وقت نزول الحكم الشرعي”، بحسب قوله.

وتداول نشطاء بمواقع التواصل الاجتماعي حقيقة “المرأة بطلة قصة السيسي”، وهي السيدة خولة بنت ثعلبة، راوين أنها اختلفت مع زوجها، الذي كان هو ابن عمها الصحابي، أوس بن الصامت، رضي الله عنه، وكان شيخا كبيرا، فانفعل عليها، وحرمها على نفسه بيمين الظهار، وكان الظهار الأول في الإسلام.

وفي ختام القصة، قرأ عليها الرسول، صلى الله عليه وسلم، قوله تعالى: “قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِى زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّه وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا، إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ”.. (وغيرها من الآيات بسورة “المجادلة”، التي تبين كفارة اليمين، بمجرد نزولها عليه.

عربي 21

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى