السياحة في الاردن / د. إبراهيم العجلوني

السياحة في الاردن : مفهوم ادارة المشاريع

لم تعد المسافات الطويلة حواجز أمام المسافرين حول العالم، في نفس اصبحت صناعة السياحة (السياحة سلعة وصناعة) لديها قوة وتاثيرعلى السوق العالمية للسلع والخدمات، وتشجيع الاستثمار في مختلف مجالات الإنتاج (دولة الانتاج) وتوفير فرص العمل لغالبية السكان (حل مشكلة البطالة). جنبا إلى جنب مع تأثير السياحة على الاقتصاد ،ايضا للسياحة تأثير على الحياة الاجتماعية والمجالات الثقافية، وكذلك على البيئة، والسياحة هي أيضا عامل مهم في نمو هوية البلدان، ويمكن اعتبار السياحة كعامل في تحسين نوعية الحياة، لأنها تؤثر على الحالة الاجتماعية والنفسية للناس، وتحسن لهم الصحة والرفاهية.
سمة مميزة لسوق السياحة وهي المنافسة العالية عالميا، لأن هناك صراع لجذب السياح على مستويات مختلفة: بين البلدان والمناطق والمدن، الفنادق وشركات السفر. السياحة تنطوي على الاستخدام المستهدف والعقلاني للموارد السياحية ، والتي لدينا في الأشياء الأساسية ذات الاهتمام السياحي ، قادرة على تلبية احتياجات الناس الناشئة في عملية السياحة، وللعلم الموارد السياحية محدودة من الناحية الكمية ومتميزة وذات مستويات من الناحية النوعية.
الاحصائيات العالمية (اعلى عشر مقاصد سياحية عالمية) لعدد السياح على مستوى العالم تزيد عن 2,1 مليار سائح وتاتي فرنسا بالمقدمة ثم الولايات المتحدة الامريكية وتنتهي بماليزيا والمكسيك وفي المرتبة السادسة تركيا ويتوقع أن يصل عدد السياح في عام 2020 حول العالم إلى 1.6 مليار سائح.ِ
وصلت نسبة قطاع السياحة والسفر لعام (2014) إلى 9.8 في المائة من قيمة الاقتصاد العالمي، أي ما قيمته 7.6 تريليون دولار من إجمالي الناتج العالمي. وقد ارتفع عدد العاملين في القطاع السياحي حول العالم العام الماضي بـ2.1 مليون عامل أما عدد الوظائف التي ازدادت العام الماضي وعلى علاقة غير مباشرة في القطاع السياحي فقد بلغ 6.1 مليون وظيفة.
وستصل نسبة النمو في عدد السياح في الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا الجنوبية إلى 5 في المائة عند عام 2020 أي أكبر من نسبة بقية المحطات العالمية الاخرى التي ستصل إلى 4.1 في المائة.
في الاردن تعتبر السياحة من أهم القطاعات في اقتصاد البلاد، حيث تُشكل 13% من الناتج المحلي الإجمالي. كما تصل عائداتها إلى نحو 5 مليارات دولار سنويًا، بعدد سياح يزيد عن 5 مليون سائح من مختلف أنحاء العالم. ولكن هناك ملاحظة على الاحصاءات الاردنية وهي حساب المغترب او المقيم خلرج الاردن سائحا في الاحصاءات بنسبة تزيد عن 13% من عدد السياح، وكذلك من ضمنها واردات الطيران الخارجي.
بمقارنة الاردن مع دول اسيا فالفرق كبير في عدد السياح والدخل السياحي مثل الصين وماليزيا اما من ناحية المساهمة بالدخل المحلي الاجمالي فهي الاعلى وعربيا وباستثناء السعودية لان السياحة اغلبها دينية اسلامية حج وعمرة فموقع الاردن مقبول ولكن الاردن يحتاج لرفع دخله من قطاع السياحة خاصة مع وجود فرص استثماريه كبيرة وواعدة (علما ان الاردن لم يتستفيد من المشاكل الاقليمية والعالمية في استقطاب حصتها السياحية مثل سوريا ومصر بين عام 2011 والان).
إدارة المشاريع تبدو مهمة سهلة اذا تعاملنا مع متطلبات الصناعة الديناميكية فيما يتعلق بمستقبل الترفيه والسياحة. وخاصة بوجود فريق لديه الخبرة لعدد من المشاريع بحيث يسد الفجوة بين المفاهيم الأكاديمية العلمية والاتجاهات الصناعية العملية. من خلال تقنيات إدارة المشاريع، وتلبية احتياجات الصناعة وتوقعاتها في مجال الترفيهية والسياحية. وهنا اود ان اضع نصائح قيمة لتجنب فشل إدارة المشاريع السياحية:
1- تدفق الاتصالات:
في أي مشروع يمكن أن يكون مزعجًا عندما يكون هناك اتصال غير كافٍ. يجب تنفيذ خطة اتصالات جيدة من أجل رفع جودة الخدمة المقدمة إلى صاحب العلاقة. على سبيل المثال ، حافظ على شفافية الميزانية والعمليات وحالة المشروع الحديثة أثناء التوثيق.
2- إدارة التوقع:
تأكد من توفير نطاق وصفي للمشريع من أجل توضيح ما يمكن إنجازه من مشاريع. هذا يتطلب مراجعة أفق المشروع بالتزامن مع جميع المساهمين بمفهوم ادارة المشروع والجدول الزمني للمشاريع. وهو يتضمن تخطيطًا واضحًا، يشتمل على النموذج الأولي للمشروع ومفهوم الجدولة أثناء العملية.
3- مشاركة الفريق (العمل الجماعي):
ضمن الجانب الإداري لإدارة المشروع ، من المهم للغاية تصميم فريق المشروع النهائي وتمكينهم من تنفيذ نتائج المشروع. تأكد من أن أهداف المشروع ترتكز على متطلبات المشروع وتقييم التقدم المحرز بشكل مستمر. ومع ذلك ، تبقي متفتح الذهن فيما يتعلق ديناميات فريق المشروع وعملية تنفيذ الانشطة المتعلقة بكل فرد.
4- إدارة أصحاب العلاقة (المساهمين حسب مفهوم ادارة المشاريع):
أحد التحديات الرئيسية لإدارة المشروع هو تلبية احتياجات وتوقعات أصحاب العلاقة. على الرغم من أن التعاطف المستمر مع جميع أصحاب العلاقة ليس ممكنًا دائمًا (المعلومات والارقام والنتائج جوانب مادية غير عاطفية) ، إلا أنه عليك التواصل والتواصل بعناية مع أصحاب العلاقة الأكثر نفوذاً من أجل بناء علاقات قوية للحصول على افضل النتائج والارباح.
5- تولى القياده:
يحتاج كل مشروع إلى قائد يمتلك ويدعم العملية. يتضمن ذلك الجداول الزمنية للتلاعب والمواعيد النهائية والتسليمات مع دعم العملية والفريق وأصحاب العلاقة. اعمل من أجل عملية إبداعية مع التواصل الدقيق والتوجيه والتحفيز. يجب أن يحصل جميع أعضاء الفريق على نفس المستوى من الرعاية والتفاني.
يبدو من الواضح أن الافتقار إلى الإدارة السليمة من بين العوامل الرئيسية لفشل المشروع (إدارة المخاطر). ولكن ما هي الأسباب المحددة وراء تلك المشاريع التي لا تدار بشكل صحيح؟ يشمل كلا من:
1- عدم وجود تحليل قوي للاحتياجات: من دون فهم أصحاب المصلحة واحتياجاتهم بشكل صحيح ، فإن المشروع لن يؤدي إلى أفضل النتائج.
2- سوء التخطيط وتصميم المشروع: يجب أن يتبع تخطيط وتصميم المشروع طريقة منظمة ومنهجية لضمان اتباع نهج منظم.
3- آليات الرصد والتقييم غير الكافية: يجب أن يكون مديرو المشاريع قادرين على قياس التقدم المحرز ، حيث “لا يمكنك إدارة ما لا تقيسه”.
4- عدم تكامل التخطيط لتقديم المنافع: ما يحدث بعد المشروع لا يقل أهمية عن الإجراءات المتخذة خلال فترة المشروع.
إدارة المشروع هي مسعى معقد لأن المشاريع يمكن أن تكون فوضوية للغاية. الغرض من إدارة المشروع هو تنظيم وتخطيط ومراقبة المشاريع لترويض هذه الفوضى. يمكن إنجازالمشاريع بنجاح في الوقت المحدد ضمن الميزانية المحددة والتخطيط والسياسات دون المساس بالجودة من خلال مجموعة أدوات مستقبلية:
1- تقديم مقترحات وتقدير تكاليف المشريع
2- تخصيص الموارد المناسبة في الوقت المناسب
3- وضع خطط احتياطية عن طريق تقييم نقاط الخطر والفشل
4- تأكد من أن لديك مهارات قيادية فعالة في المشريع
5- العمل من أجل تحقيق المساءلة على أساس النتائج
6- الواقعية في التنفيذ والتقييم

معوقات السياحة في الاردن موجودة ومنها الثقافي في موروثنا الاجتماعي وقد يكون الديني كذلك ولكن يعتبر المستقبل السياحي واعدا في الاردن مع وجود جواذب السياحة في الاردن من موقع ومناخ وامان وتنوع اجتماعي وثقافي وديني ومهني يبقى العمل على عاتق المعنيين للخروج بسلعة سياحية وترفيهية خاصة بالاردن وتنطلق منها اجندة سياحية مرتبطة بفكر يتناسب مع هوية الاردن,
برايي ان الاردن لايمكن ان ينافس دولا مثل مصر او تركيا وسوريا بتكلفة السياحة لذلك لابد ان ننطلق بالتركيز على اسواق جديدة للسياح وننسى موضوع السياحة المحلية مؤقتا (مازالت الحكومة تدعم السياحة الداخلية) ففرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة تتصدر قطاع السياحة عالميا مع ارتفاع كلف السياحة وتبقى السياحة في اوروبا موسمية بسبب الجو وكذلك لو اخذنا عربيا الامارات السياحة فيها مكلفة وهي ايضا موسمية بعكس اوروبا من ناحية المناخ ومع ذلك يزيد عدد السياح في الامارات عن 9 مليون سائح اذن ماهو المطلوب؟؟؟؟؟؟ اجندة سياحية تحاكي الاجندة الوطنية .
المطلوب ايجاد سلعة سياحية مميزة وغير عادية، بمفاهيم تجمع بين انواع السياحة التاريخية والطبية والعلاجية والدينية وخاصة وان الاردن يتميز بتنوع مناخه من منطقة لاخرى في نفس الوقت (في الشتاء بين الاغوار والبحرالميت والمرتفاعات والشفا لتصل للصحراء الشرقية – تنوع طقس في وقت واحد)، وايضا سائح بقدرة مالية مناسبة مع وجود ناقل وطني (الملكية الاردنية) والاستفادة من طقس ومناخ الاردن والفارق بينه وبين اوروبا ودبي في الامارات العربية المتحدة لو وضعنا انفسنا في الوسط كما هو حال موقعنا الجغرافي بين اوروبا ودبي.

د. ابراهيم سليمان العجلوني
استشاري وباحث إدارة مشاريع

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى