.غايب فيله

[review]الثلاثاء 5-5-2009لست من معشر الساهرين على الإطلاق، في تمام الحادية عشرة ليلاً أو قبلها بقليل.. أقوم بذات الروتين ،أغلق جهاز الكمبيوتر، أطفىء ”نيون الصالون”..أغلق الباب الخارجي ثلاث طقات.. أفتح ممراً آمنا بين أجساد الأولاد النائمين وأخلد إلى الفراش بعد أن أطوي نفسي على شكل حرف ”زد” بالإنجليزي.أنا ممتثل لمقولة أمي التي كانت ترشقني اياها ذات طفولة.. ”اللي ما بعمل خير..نومه أخير”.. لذا كل يوم وفي نفس الموعد ، أسوي مخدّة القطن جيّداً وأغمض عيني بانتظار نسختي الكربونية من صباح مكرّر..فأنا مقلّ تماماً بأعمال الخير حسب نظرية الوالدة..لذلك نومي هو مكسب للبشرية.قبل يومين ،وقبل منتصف الليل بقليل قمت مفزوعاً على اصوات ”الزوامير” والتصفيق والصياح وانفجار الألعاب النارية التي شقت سماء الحي،قفزت من سريري ، ارتديت ما تيسر لي من ”سواتر”..ووقفت على البلكونة تماماً فوق ”معّاطة الجاج”، حاولت أن أرفع باب النعاس عن جفني – مثل بقال كسول يفتح دكانه- لأعرف سرّ هذه الفرحة الليلية..فاردة طويلة مكونة من عشرات السيارات تمشي ببطء، أضوية رباعية ، صوت مجوز حاد ، شباب يلوّحون بقمصانهم فوق رؤوس الشاحنات…صحت لأحد المهووسين: هيه.. أبو الشباب شو فيه؟!..لم يجبني فقد كان مشغولاً بربط عصابة على رأسه.. صبي آخر كان واقفاً على رأس شاحنة ويلوّح لي بيديه…قلت له: رخص البنزين؟!!..فلوّح لي بإصبعه..فاختصرت..مرّ ”بِكم دبل كبين” على ظهره بعض فتيان انصاف عراة قلت لأحدهم : ”وينك”؟..فلم يسمعني..ثم صحت لآخر : هي أنت يا اشقراني!! .."غيروا الجماعة "”حلّوا الوضع”؟!!…فرد علي قائلا: ”طسّيناهم”!!…فغادر وهو يرقص ولم أعرف الى تلك اللحظة من الذي قد وقع عليه فعل ”الطسّ”..هدأت الفاردة قليلاً بعد ساعة من التزمير والهتاف المتواصل ، وبقيت سيارات قليلة مشحونة بالفرحة الزائدة تجوب الأحياء ..نزلت الى الشارع أوقفت احدى السيارات .قلت لصاحبها : أقلقتم منامي يا رجل، مجوز وألعاب نارية وزوامير ،ومع هيك البنزين وما رخصش، والجماعة ما تغيروش ،والوضع وما انحلّش،بروح ميتينك شو فيه؟..قال لي :انت وين عايش؟! برشلونه ”طزّت” ريال مدريد..6/2,.ثم حرك سيارته مسرعاً.صعدت الدرج، رفعت سروالي الصيني حتى إبطي، عدت الى غرفتي، وانطويت في فراشي على شكل حرف ”زد”..**غطيني يا كرمة العلي ما فيش فايدة…ahmedalzoubi@hotmail.comأحمد حسن الزعبي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى