الخطوة القادمة للإخوان / عمر عياصرة

الخطوة القادمة للإخوان

من يراقب الحركة الاسلامية يرى انها تعيش ديناماكية عالية من حيث طرح الافكار والمبادرات، وكذلك محاولات الاشتباك الايجابي بالدولة، كما انها تلتقي الجميع دون استثناء.
الزميل بسام بدارين اطلق على واقع الحركة الحالي مصطلح «مغادرة الكمون التكتيكي»، واعتقد انه كان موفقا في تسميته، فالاسلاميون يحاولون ويتحركون بنشاط غير مسبوق.
اطلقوا مبادرة هدفها انزال كل الاطراف عن الشجرة، ارسلوا رسالة للملك تغازل وتساند موقفه، هناك لقاءات مع الحراك، برّدوا الخلاف مع اليسار.
ثم جاءت انتخابات نقابة المعلمين التي اثبتت حجم الحضور، والقدرة على تحقيق الشراكات، كما ان ما جرى يطرح اسئلة كبيرة عن تراخي الدولة في كسر التحالف، اهو ارهاق اصاب الاجهزة، ام رسالة من نوع ما.
كل ذلك جيد، لكن الى الآن لم تستجب السلطات لرسائل الحركة الاسلامية، وتفسير ذلك يحتمل انهم يدرسون الرسالة وكيفية الاستجابة، او انهم وضعوها في «الخرج» ولن يلقوا بالاً لها.
من جهة اخرى، لقاء الحركة مع الحراك بشتى ألوانه، الى اين سيقود؟ ما هي مآلاته، ولا سيما ان خطاب الحراك وسقفه مرتفع، وميدانه الشارع، وهذا لا يروق للدولة ولا ينسجم مع رسائل الاسلاميين للسلطات؟
اللعب على الوترين لا يخلو من مخاطر وتحديات، كما لا يخلو من تنوع في الخيارات والرسائل، والاهم ان تكون هناك خطة مرسومة وبدائل واضحة.
مراد العضايلة، كما مكتب الاخوان التنفيذي، يرغبان بكسر الجمود، ولا مانع لديهم من اجراء تسويات مع الجميع تصب في مصلحة البلد وظروفها الحالية.
لكن للامانة، هناك ادارة ظهر من الدولة، وهناك شيء من الشوفينية عند الحراك، والاخوان قرروا الخروج من كمونهم، لكنهم امام سؤال الخطوة التالية التي تبدو معقدة الا اذا كانت عودة للكمون والانتظار.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى