من هو منفذ اعتداء تريب في فرنسا ؟

سواليف
قتل ثلاثة أشخاص وأصيب آخرون بجروح، الجمعة، في اعتداءات عدة في جنوب فرنسا تبناها تنظيم “الدولة” ونفذها مسلح عرّفت عنه السلطات الفرنسية بأنه الفرنسي من أصل مغربي رضوان لقديم، وقد أردته قوات الأمن إثر احتجازه رهائن.

وقال وزير الداخلية جيرار كولومب من موقع الاعتداءات أن منفذ الهجمات في كركاسون وتريب (جنوب) يدعى رضوان لقديم وهو فرنسي من أصل مغربي (26 عاما) وأنه تحرك “بمفرده”.

لكن تنظيم “الدولة” قال، في بيان نشرته أداته الدعائية، إن منفذ “هجوم تريب هو جندي في التنظيم”.

وأجرت قوات الأمن عمليات تفتيش في الحي الشعبي بكاركاسون الذي يقيم فيه منفذ الاعتداءات. ووصلت إلى الحي عدة عربات لوحدات عناصر النخبة في الشرطة ملثمين مدججين بالسلاح ومرتدين سترات واقية من الرصاص.

صورة تداولتها وسائل إعلامية للمدعو رضوان لقديم
صورة تداولتها وسائل إعلامية للمدعو رضوان لقديم
وقال الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون خلال اجتماع أزمة في مقر وزارة الداخلية “تعرضت بلادنا لهجوم إرهابي نفذه إسلامي متشدد”.

وأضاف “لقد دفعنا منذ عدة سنوات ثمن الدم لإدراك خطورة التهديد الإرهابي” معبرا عن شكره للجنود الفرنسيين المنتشرين في الخارج في العراق وسوريا “على تقليصهم الخطر (الإرهابي)”، ولقوات الأمن مؤكدا “التصميم المطلق” على مكافحة الإرهاب.

وكانت فرنسا شهدت سلسلة اعتداءات جهادية في 2015 و2016 أوقعت 241 قتيلا ومئات الجرحى.
اعتقال رفيقة

وأعلن النائب العام بباريس فرنسوا مولان أنه تم توقيف رفيقة لمنفذ الاعتداءات بتهمة “الاشتراك في عصابة أشرار على صلة بعمل إرهابي إجرامي”.

كما أوضح النائب العام أن الجاني صاح “الله أكبر” لدى الهجوم وأكد أنه “جندي” في تنظيم الدولة، وأنه “مستعد للموت من أجل سوريا”. وأضاف أن رضوان لقديم “طالب بإطلاق سراح رفاق له قبل أن يطلق النار على زبون وعلى موظف محل توفيا على الفور”.

وبعد اللغط الذي أثير حول سوابقه، أكد النائب العام أن أجهزة الاستخبارات كانت تراقب لقديم وبأنه اعتبر متشددا نظرا لعلاقاته بـ”الأوساط السلفية”.

ونفذ لقديم هجماته على ثلاث مراحل بحسب ما روت عدة مصادر قريبة من التحقيق.

وبدأ عملياته بـ”سرقة سيارة في كاركاسون بعد قتل راكب وإصابة السائق بجروح خطرة”. ثم في مكان غير بعيد أطلق النار على شرطي وأصابه بجروح. وكان هذا الأخير عائدا من ممارسة الركض نحو الساعة 11:15 ، ثم دخل متجرا في تريب على بعد نحو 10 كلم من كاركاسون حيث “قتل شخصين”.

“تطرف”

وتمكن باقي الرهائن من الفرار، واحتجز لاحقا امراة. فعرض اللفتانت كولونيل ارنو بيلترام (45 عاما) الذي أرسل إلى المكان، الحلول محل المراة الرهينة.

ونحو الساعة 14:30 (13:30 توقيت غرينتش) أصاب المهاجم الضابط بجروح خطرة بالرصاص وهو ما أدى إلى هجوم عناصر النخبة في الدرك، بحسب وزير الداخلية الذي أشاد “بالعمل البطولي” للضابط.

وأصيب عسكري آخر بجروح في الساق.

وقُتل المهاجم بعد ظهر الجمعة خلال هذا الهجوم على السوبرماركت الذي احتمى فيه في تريب، بحسب كولومب.

وقال كولومب “كنا نتابعه وكنا لا نعتقد بحصول تطرف لكنه انتقل إلى التنفيذ فجأة بينما كان يخضع للمراقبة”، مضيفا أن الخطر الإرهابي لا يزال “قويا جدا” في فرنسا.

وقال ماكرون “يتعين أن يجيب التحقيق على أسئلة مهمة : متى وكيف تطرف؟ ومن أين حصل على السلاح؟”.

وروت امراة كانت في السوبرماركت لإذاعة “فرانس اينفو” ان “رجلا صرخ وأطلق النار مرات عدة”، مضيفة “لمحت باب ثلاجة وناديت على الناس للاحتماء. كنا عشرة أشخاص وبقينا قرابة ساعة. حصل إطلاق نار آخر وخرجنا من باب الطوارئ في الخلف”.

وتشارك فرنسا في التحالف العسكري الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد تنظيم “الدولة” في سوريا والعراق.

وأعرب رئيس المفوضية الأوروبي جان كلود يونكر عن وقوف الاتحاد الأوروبي إلى جانب الشعب الفرنسي و”دعمه التام” له.

وستطفأ أنوار برج ايفل بباريس منتصف ليل الجمعة السبت تكريما لضحايا الاعتداءات اليوم.

تميز ماضي رضوان لقديم الذي قتل ثلاثة أشخاص، الجمعة، في جنوب فرنسا قبل أن تقتله الشرطة، بانحرافات بسيطة، مع مراقبة الاستخبارات له لفترة من الزمن بسبب شكوك حول تشدده، قبل أن يقرر التحرك اليوم وينفذ هجماته.

وقال أحد جيرانه طالبا عدم الكشف عن اسمه لوكالة فرانس برس “كان صبيا من دون مشاكل وعائلته بسيطة عادية. كان يرخي لحيته وعاطلا عن العمل”.

وكان هذا الفرنسي من أصل مغربي المولود في عام 1992 في تازا بالمغرب، يعيش مع أسرته في حي اوزانام الشعبي الواقع على بعد مئات الأمتار من مدينة كاركاسون وعلى مقربة من ثكنة للشرطة.

وقد كبّر “الله أكبر” قبل أن يقتحم كـ”جندي” في تنظيم “الدولة” سوبرماركت في بلدة تريب قرب كاركاسون حيث اتخذ رهائن. وسارع التنظيم إلى تبني مسؤولية الاعتداء.

وخلال عملية احتجاز الرهائن اتصل بوالدته التي سارعت إلى إبلاغ شقيقاته اللواتي سارعن إلى المكان، حسب مصدر مقرب من التحقيق.

“لا اشارات تدل على تشدد”

وقال مدعي عام الجمهورية في باريس فرنسوا مولان أن رضوان كان مصنفا في فئة “اس″ منذ العام 2014 وهي الحرف الأول من تعبير “أمن الدولة”، بسبب علاقاته بـ”التيارات السلفية”.

وأضاف في مؤتمر صحافي عقده في كاركاسون “عام 2016 ثم 2017 راقبته أجهزة الاستخبارات بدقة من دون أن يتيح ذلك الكشف عن أي إشارة قد تدل على عزم على الانتقال الى ارتكاب عمل إرهابي”.

كما أوضح أنه لا توجد معلومات تشير إلى أنه كان يعتزم التوجه إلى سوريا.

وقال وزير الداخلية جيرار كولمب “كان معروفا بارتكابه أعمالا انحرافية بسيطة واعتقدنا أنه لا توجد إشارات إلى تشدد” قبل أن يعلن بأن الجاني تحرك بـ”مفرده”.

وقتل رضوان لقديم بعد أن اقتحمت فرقة نخبة للشرطة مكان تواجده.

وتبين أن سجله لا يتضمن سوى مخالفات تدخل في إطار الحق العام وليست إرهابية.

وقد حكم عليه المرة الأولى في 29 مايو/أيار 2011 في كركاسون بالسجن لشهر مع وقف التنفيذ لحمله سلاحا محظورا.

ثم حكم عليه مرة أخرى في 6 مارس/آذار 2015 بالسجن لشهر لاقتنائه مخدرات. وأمضى عقوبة السجن في أغسطس/آب 2016 في سجن في كاركاسون، حسب ما روى مولان.

واوضح مولان أيضا أن رفيقة للجاني كانت تعيش معه أوقفت، مساء الجمعة، بتهمة “المشاركة في عصابة أشرار لها علاقة بمنظمة إرهابية إجرامية”.

(أ ف ب) + القدس العربي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى