الخروج الامريكي من سوريا والتقييم الأردني

الخروج الامريكي من سوريا والتقييم الأردني

عمر عياصرة

انسحاب الولايات المتحدة الامريكية من سوريا، ان صدق وعده، سيسهل على نظام الاسد وحلفائه الايرانيين السيطرة على معظم انحاء سوريا، ولن تبقى اماكن يمكن وصفها بخفض التوتر، وهنا يأتي الجنوب السوري على رأس قائمة الاولويات.
الرئيس الامريكي، دونالد ترامب، فاجأ الجميع بقراره، حتى الخارجية الامريكية والبنتاغون اصابهم الارتباك، وحتى اللحظة لم نفهم ماذا يقصد بالانسحاب والى اي مدى يمكن ان يكون عميقا.
محمد بن سلمان، رجل السعودية القوي، صرح ان الاسد باق في الحكم، على اعتبار انه واقع وحقيقة، وهنا يبدو ان الرياض وواشنطن تعترفان بالهزيمة في الغوطة، تعترفان بالامر الواقع، وتقرران الانسحاب من المشهد السوري.
اعتقد ان مطبخنا السياسي الامني فوجئ بقرار الرئيس الامريكي بالانسحاب، لم نفهم في عمان، ماذا يقصد حين قال في خطابه: «سنسحب قواتنا من سوريا».
هناك متوالية اسئلة، يجب التفكير فيها اردنيا ابتداء، منها: كيف سيكون الانسحاب، متى؟ وهل ستترك واشنطن قاعدة التنف والحدود العراقية، ام ان هناك تفصيلات وتوضيحات نحتاج الى معرفتها؟
على كل الاحوال هناك تطور كبير في المشهد السوري سينعكس على حدودنا الشمالية، بعض من مطبخنا، يستبعد ان تترك اوشنطن سوريا لإيران وروسيا، ويرى هؤلاء ان ترامب «هذرب بما لا يعرف او يقصد».
لكننا رغم وجاهة ما يقول هؤلاء، علينا الاستعداد لمثل هذه الخطوة، علينا ان نسأل انفسنا عن استراتجيتنا التي يجب اللجوء اليها في حال تحركت قوات الاسد الى درعا.
هل يجب علينا ان نعيد الاتصال مع الاسد، ان نتجاوز الروس نحوه، هل يجب علينا التمهيد والضغط لمصالحات في درعا تجنبنا جحيم الغوطة.
نعم هناك تطور، وهناك تغيرات في رؤية الولايات المتحدة للازمة السورية، وهناك استجابة سعودية لكل ذلك، وهنا اقول، من الخطأ ان نتردد، او نعود للعمل بالقطعة والمياومة، فالمفاجئة باتت سلوكاً أمريكياً، وعلينا ان نستعد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى