الحكومة والمعلمين ننتظر الدخان الأبيض؟

الحكومة والمعلمين ننتظر الدخان الأبيض؟
د. مفضي المومني

من اجل الأردن ومن اجل الطلبة ومن اجل الأهالي ننتظر اليوم ان تخرجوا لنا بإتفاق، إتفاق يرضي المعلم ويعيده الى غرفة الصف ليباشر عمله الرائع، نريد ان نرى الطابور الصباحي غدا، وصوت الطلبة يصدح بأناشيد الوطن، نريد ان نرى الأمهات يحضرن ابنائهن غدا للمدرسة… نريد أن نرى المشهد البهيج طلبتنا يحملون حقائبهم المدرسية الثقيلة والجميلة ويتقاطرون نحو المدرسة نحو الأمل نحو الحياة، باختصار ننتظر الدخان الأبيض فقط، والدخان الأبيض كناية عن الإتفاق، وهي طريقة يستخدمها الكرادلة عند انتخاب البابا حيث يغلقون على انفسهم ويمنعون من الإتصال بالعالم الخارجي وتنتظر الرعية والناس خروج الدخان الأبيض من مدخنة قاعة الإجتماع، دلالة على الإتفاق نعم نريد الإتفاق ولا شيء غيره،وكما كتبت سابقا في
الوطن لا غالب ولا مغلوب، الحكومة يجب ان لا تتعنت امام المعلم والمعلم يجب ان يفكر بالمصلحة الأعلى، نريده شامخا واثقا، فبه ومنه نصلح حالنا، اخرجوا لنا باتفاق ولا نقبل بغير ذلك، حكموا لغة العقل، لغة المصلحة لغة التسامح ودعونا نطوي صفحة الخميس القاتمة، لا نريد ان تتكرر ،لا نريد للحكومة ان تخطئ ولا نريد للمعلم ان يهان او يكسر هذه معادلة وطن لا ربح ولا خسارة.
للمعلمين أقول الكل متعاطف معكم ومع مطالبكم ، ونريد لكم المزيد، ونرجوكم سامحوا عمان التي احتضنتكم رغم كل الأغلاقات سامحوا من فعل ذلك، سامحوا كل طلبتكم الذين وقفوا امامكم ومنعوكم من الوصول للرابع سامحوا كل مسؤول امر بمنعكم من الأعتصام تحاملوا على جراحكم التي جرحتنا في الصميم، تسامحوا لانكم علمتمونا ذات صباح شعر عرار قبل ان يحذف من المناهج: موطني الأردن… .

فأنا يا ” عوف ” نشوان أسى وخماري اليوم: آلام وبرح
وبقلبي من عشيات الحمى ذكريات في حناياه تلحّ
وجماح الحرّ هيهات له إن يثره الضيم ، إمساك وكبح
موطني الأردنّ لكنّي به ” كلّما داويت جرحا سال جرح ”
وبنفسي رحلة عن أرضه علّه يشفى من الإرهاق نزح
كلّ ما أرجوه لو أنّ منى عاثر الجدّ إذا يرجو تصحّ
أن أرى لي بيت شعر حوله من شلايا قومك السرحان سرح
في فلاة ليس للعلج بها حيّة تسعى ، وثعبان يفحّ
مغرسون هاهنا في الوطن رغم كل شيء ، الأردنيون غير شعوب العالم ليس لهم مكان إلا وطنهم الذي ما خذلهم يوما. موطني الأردن علمتمونا اياها ورضعنا حب الوطن من ضرع الحياة… تسامحوا تعالو على الغبن إن حصل انتم من علمنا أن نتسامح… واطلبوا المستطاع ليس لأنكم لا تستحقون، قلتها وأقولها تستحقون الأكثر، ولكن لأن الأوضاع لا تسر، ليكن الحوار سيد الموقف.
اما الحكومة فأقول لها طيبوا خاطر المعلمين باسمنا جميعا، افرضوا ضريبة جديدة وسموها دعم التعليم سنقبل، كنتم دائما تجدون المبرر لفرض اي ضريبة! ما بالكم في هذه المرة؟ 120 مليون في مقابل دعم المعلم ورفع سوية التعليم لا شيء ، هي في الحقيقة استثمار في الاجيال والنشىئ، احسبوها صح ، وإلى كل المسؤولين في الحكومة لا تضعوا الأجهزة الأمنية في مواجهة المعلم ، فهيبة المعلم وكرامته من هيبتنا جميعا، لا تفكروا للحظة أن تسجلوا انتصارا على المعلم فتهزمون الوطن! لن افتح الجراح ولن اتكلم عن سوء ادارتكم للأزمة، ابحثوا عن رجل رشيد فالأردن ولاد، إدارة الأزمة مع المعلم ليست مواجهة مع خارجين على القانون! مطلوب من الحكومة ان تستوعب المعلمين وأن تخرجهم راضين واعيد وعلى طريقتنا الفلاحية (طيبوا خاطرهم) ولكن ليس بطريقة معاليه، نريد أن نرى الدخان الأبيض يخرج من اسطح وزارة التربية اليوم، وأن نتفق للوطن وعلى الوطن فدونه تصغر كل المطالب والعنتريات… .حمى الله الأردن.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى