“الجوكر” المخدر يثير رعب الأردنيين عقب وصوله لطلبة المدارس

سواليف
دائماً ما كان يطلق رمز “الجوكر” للدلالة على الشيء الثمين، إلا أن هذا المصطلح بات يُشكل رعباً حقيقياً للأردنيين، بعدما تنبهت الحكومة أخيراً لخطورة وانتشار مادة “الجوكر” بين فئة الشباب، وتصنيفها ضمن المواد المخدرة الممنوعة التي يحاكم مروجها أمام محكمة أمن الدولة.

وبحسب متابعين فإن هذه المادة منتشرة في صفوف طلبة المدارس وبأرقامٍ مفزعة.

وتقول مؤسسة الغذاء والدواء الأردنية، إن مادة الجوكر تحوي على “أعشاب مجهولة المصدر يضاف لها مواد كيماوية عالية السمية، وينتج عنها تفاعل يعطي تأثيراً مخدراً، وتروج في أكياس بلاستيكية صغيرة وبأسعار مرتفعة مقارنة بتكلفتها المتدنية”.

* مادة خطرة جداً

رئيس المركز الوطني لتأهيل المدمنين، جمال العناني، صنف مادة الجوكر ضمن المواد “السمية والخطرة جداً”، مؤكداً في حديثه لـ”الخليج أونلاين”، أن “أكثر متعاطي المخدرات الفئات الشبابية من سن 12 عاماً إلى 25 عاماً، بمعدل شخص 1 لكل 6 يتعاطون المادة يصبح مدمناً”.

وعلم من مصادر قانونية بتسجيل 11 ألف قضية للعام 2015، لها علاقة بالمخدرات في الأردن، وفي الشهر الأول من العام الحالي فقط سجلت 1000 قضية في المحاكم الأردنية حول ترويج أو تعاطي المخدرات، من ضمنها “الجوكر” محلي الصنع.

* الطريق نحو الجنون

وائل الشجراوي، دكتور علم النفس التربوي في الجامعة الأردنية، أكد أن “الجوكر” يحدث نوعاً من المضاعفات الخطيرة، “من بينها العمل على تغيير مفاجئ بوظائف الدماغ ليرى المتعاطي تهيؤات خيالية”، مؤكداً عدم تمييز المتعاطي المسافة والوقت والحجم.

وأوضح الشجراوي أن الجوكر تصنف “ضمن المواد المهلوسة، ويمكن للشخص ارتكاب أي شيء، ومن الممكن أن يصل إلى ارتكاب جريمة القتل؛ لعدم إدراكه بالتصرفات المعمولة”، وينتهي المطاف بمتعاطي الجوكر بالموت المفاجئ بسبب المواد الكيميائية الخطيرة التي تدخل في صناعته والتي تترسب في الكبد.

وحول سلوكيات المتعاطي، بيّن الشجراوي أن “سلوك الشاب المتعاطي يتغير ليصبح انطوائياً، قليل الكلام، ويفقد الشهية تدريجياً، ويبتعد عن المناسبات خوفاً من الاختلاط من الناس وكشفه”.

* جهود أمنية وأرقام مفزعة

قوات الأمن العام في الأردن ضبطت الأسبوع الماضي أشخاصاً كانوا يملكون موادَّ خاماً في إحدى الشقق كانوا يصنعون من خلالها الحشيش الصناعي، في حين ضُبط مصنع لإنتاج الجوكر في مدينة إربد شمالي المملكة.

يقول الناطق الإعلامي لمديرية الأمن العام، المقدم عامر السرطاوي: إن “الجهود مستمرة لضبط مادة الحشيش الاصطناعي وملاحقة مروجيها”، محذراً في الوقت نفسه “الشباب من أخطار هذه المادة التي تحتوي سموماً قاتلة قد تؤي إلى الوفاة”.

وتشير الأرقام الصادرة عن الجامعة الأردنية– أكبر جامعات البلاد- إلى أن عدد متعاطي المخدرات الذين تم ضبطهم في الجامعة بلغ 450 طالباً، في حين يقول طلاب جامعات إن مادة الحشيش تروج بشكل كبير بين صفوف الطلبة بأسعار زهيدة، حيث يصل سعر 6 سجائر من الحشيش الصناعي إلى 3 دنانير (4.5 دولارات).

* أسماء جميلة

ويتعمد مروجو الحشيش الصناعي إطلاق أسماء جميلة على منتوجاتهم المخدرة كي تلاقي الرواج بين فئة الشباب، ومن هذه الأسماء: “سبايس وجوكر وبووم ودريم”، ليجذبوا هؤلاء الشباب لشرائها وتعاطيها، ويروجوها على أنها قانونية.

وتبدأ حكاية متعاطي مادة “الجوكر” من البحث عن حبوب مهدئة للأعصاب، أو وصفات طبية في الصيدليات، وصولاً إلى البحث عما هو أفضل بالنسبة إلى مروجي تلك المواد من خلال تجربة الحشيش المسمى “الجوكر” مرة واحدة أو مرتين، لتبدأ بعدها رحلة الإدمان التي تصل مع المتعاطي في النهاية إما إلى الجنون أو الموت، بعد خسارة المال.

* الإسلاميون يحذرون

وكان حزب جبهة العمل الإسلامي، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، قد استشعر خطورة “الجوكر” حين طالب الحكومة بالضرب بيدٍ من حديد لكل من يقوم على ترويج تلك المادة المخدرة، بعدما لامس البعد الكارثي في المسألة، واصفاً “الجوكر” المخدر بأنه يُشكل خطراً على استقرار المجتمع وتهديداً مباشراً للأمة.

وطالب الحزب في الوقت نفسه الأجهزة الحكومية بالتصدي لهذا القاتل الفتاك، كما حذر من كارثة اجتماعية وأخلاقية إذا بقي التصدي للجوكر ضمن المستويات الحالية.

المركز الوطني لتأهيل المدمنين افتتح المركز في العاصمة عمان عام 2001 بكلفة مليوني دينار أردني (2.8 مليون دولار)، بعد أن بدأت الكميات المضبوطة من المخدرات وإعداد المراجعين من مسيئي استعمال ومدمني هذه المواد من قبل العيادات النفيسة بالتزايد، بالإضافة إلى ارتفاع أعداد الوفيات من متعاطي الجرعات، وتبلغ سعة المركز 60 سريراً منهم 10 للإناث.

ويعمل المركز على علاج المدمنين من خلال استضافتهم لمدة شهرين لإزالة السمية، وتغطية الأعراض الانسحابية الجسدية والنفسية من جراء الانقطاع عن هذه المواد، ويضع بروتوكولات علاجية تتضمن التأهيل الروحي والجسدي والنفسي والعائلي من خلال اجتماعات مع العائلات، كما يتابع المركز المدمن بعد خروجه من المركز بشكل دوري.
الخليج اونلاين

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى