التغني بالآيديولوجيات و الأحزاب و القوى الخارجية

التغني بالآيديولوجيات و الأحزاب و القوى الخارجية و تمجيدها و الأنتماء اليها و اسقاط الهوية المشرقية الوطنية.
م. محمود”محمد خير” عبيد

يفزعني الكم الهائل من القوميين و الوطنيين الذين يعلنون جهارة و دون اي تردد دعمهم و تأييدهم و ولائهم و نصرتهم لأيدويولوجيات و قوى لا تتناسب مع طبيعة مجتمعاتنا مسقطين هويتهم و انتمائهم للمشرق و مطلقين على هذه القوى قوى المقاومة و الممانعة حتى اصبحنا نعتقد ان مشرقنا و اوطاننا لن تتحررالا اذا ما قامت هذه الفئة بتحريرها و انه لا يوجد على ارضنا و هي ارض الحضارة و الثقافة و الفكر و لم و لن يكون فيها و لم يعد فيها من المقاومين و المفكرين المخلصين لقضايانا الا هؤلاء وان خلاصنا لن يكون الا على ايدي هؤلاء الغرباء عرقا” و فكرا” و طائفة” و تراهم كل يوم ينتصرون لهم و يمجدوهم اكثر ما ينتصرون لقضيتهم و ان الخلاص بايدي هذه القوى و التحرير لن يكون الا من خلالهم و الذين يظهرون امام الراي العام و الشعوب انهم قوى ممانعة و مقاومة و في الباطن لا يعلم احد ماذا يمكرون لنتفاجأ غدا” ان رهاننا كان على الحصان الخاسر متناسين الأخفاقات التي مررنا بها على رهانات خاسرة اثبتت لنا الأيام خيانتها لنا و لوطنيتنا, آن ما اوصلتنا اليه هذه الايديولوجيات العقيمة خلال قرن من الزمن و التي خدمت الأجندات الصهيونية و فرقتنا اشتاتا” و التي نتائجها ما زالت ماثلة للعيان لم تعلمنا الدرس متناسين ان ارض المشرق الطيبة انبتت انطون سعادة و مطران المقاومة المطران كابوتشي , عبد القادر الحسيني, عز الدين القسام فالآرض التي ولدت هؤلاء المقاومين قادرة على ان تولد اضعافهم اذا ما فكرنا خارج صندوق التبعية و الأنجرار خلف ايديولوجيات و اعراق لا تمثلنا و لا تمثل ثقافتنا و فكرنا و انه قد حان الوقت ان ننفض التبعية و الأستغلال و الأيمان بقدرة الأخرين على تحريرنا و تحرير ارضنا و هذه هي العبودية بحد ذاتها. علينا ان نستيقظ و ذلك من خلال صياغة فكر مقاوم يتناسب مع قضيتنا و مجتمعاتنا و ثقافتنا بعيدا” عن اللحاق بركب فكر و اقوام و ايديولوجيات لا تناسبنا و علينا ان نعمل على قلع شوكنا بايدينا لآنه لن يقلعه لنا احد بالوكالة ان لم نقلعه نحن فاي قوى لها اطماع و اهداف و نحن بالنسبة لها سلعة, من الأجدر بنا ان نعتمد على انفسنا بدلا” من الأستقواء بقوى و ايديولوجيات لا تمت لنا بصلة و كل ما يهمها مصالحها فواهم من يعتقد ان هناك قوى مستعمرة مهما كانت و باي قناع قدمت نفسها لنا من الممكن ان تضحي من اجلنا دون مقابل فلنستيقظ من هذا الوهم الم يكفينا الأنكفاء خلف الفكر الأشتراكي و عرابه سليل حاخامات اليهود الأشكناز ماركس و لينين الصهيوني اليهودي , نعم قد يكون انخدع ابائنا و اجدادنا بان اتبع بعضهم فكر هؤلاء و هم من اكبر الداعمين للصهيونية لأنهم كانوا يبحثون عن فكر جديد بعيد عن التعصب الديني و العرقي فوجدوا في اتباع فكر هؤلاء الصهاينة و الذي لا يمثلهم ثقافة” و فكرا” ملاذ لحالة الفوضى الفكرية التي يعيشونها و حتى حين قرر المفكرون العرب تاسيس منبر فكري قومي تحت مسمى حزب البعث العربي الأشتراكي كان التمزق و التشرذم و تشويه الهوية هو النتيجة من اجل الصراعات القائمة على الأنانية و التفرد بالسلطة على حساب الوطن و الشعب قد يكون حزب البعث سامي بفكره و رسالته و لكن صراع السلطة و تجاذبات القوى جعلت منه حزب راسمالي لصالح رؤوس السلطة و القومية شعار للتسويق فلم يكن اشتراكيا” يوما” الا بما يتناسب مع مصلحة رؤساء السلطة و لا قوميا” الا بما يتناسب مع نفوذ و ديكتاتورية امنائه. و ها نحن اليوم نرزخ تحت ظل استعمار فكري , ثقافي شعاره المقاومة و التصدي. كما كان حزب البعث حتى مطلع القرن الحالي شعاره وحدة , حرية, اشتراكية فلم يرى اي مواطن الوحدة بل راينا التفرق و التشرذم و الصراعات بين الأقطار تلبية” لمثالح شخصية لأصحاب السلطة و لم نرى الحرية فجميع الأحرار قبعوا في سجون الحزب لآن الحزب يرفض اي احد ان يعارض راس السلطة فيه كذلك الأشتراكية وأدت في قصور و مصارف النظام الفاسد و ها نحن اليوم ما زلنا نلهث خلف سراب اسمه المقاومة و الممانعة من دولة استثمرت ما انفقته على مدى اربعة عقود من شراء للأسلحة لتحرير فلسطين من اجل ان تقتل شعبها لأنه طالب بابسط حقوقه و هواحد الشعارات التي كفلها له الحزب الحاكم الحرية قامت بقمعه و قتله و تدمير وطنه بالأسلحة التي اشترتها باموال الشعوب تحت غطاء التصدي و الممانعة و لكن الهدف الأسمى لهذا الحزب كان قتل ابناء وطنه و تدميره حيث طريق التحرير و التصدي و المقاومة تبدا من على جثث ابناء هذا الوطن و من فوق حطام مدنه و حضارته و ها هو كذلك احد احزاب المقاومة في احد دول المشرق يقدم لنا تمثيلية تحريره لبعض أراضي هذا الوطن الطيب التي كانت محتلة من اجل ان يتم منحه لقب الحزب المقاوم و هو من قام بقتل و تدمير هذا الوطن و هو ما لم يقوم بقتله و تدميره العدو الصهيوني فبعد ما كان هذا الوطن جنة الله على الأرض اصبح نقمة الله على الأرض ببركات و نفاق هذا الحزب الذي ينفذ اجندات اسياده و كذلك وجد هذا الحزب طريق الوصول الى تحريلر ايقونة المشرق فلسطين يبدا من قتل و تدمير بداه حليفه حزب البعث في الاقليم المجاور و متناسيا” ان هناك ارض ما زالت ترزخ تحت الأحتلال لهذا الوطن اسمها مزارع شبعا لم تحررو لكن كل اهداف التحرير تبدأ من الاقليم المجاور و هو من يعلنها علنا” ان الطريق الى التحرير تبدا من على انقاض ارض الحضارة و للأسف ها هي المسرحية تنطلي على المثقفين قبل الجهلة ان الخلاص سوف يكون على يد هذا الحزب و اسياده متجاهلين ما سببه هذا الحزب من دمار لهذا الوطن الطيب سياسيا”, اقتصاديا” و انسانيا كما دمرت القومية التي ازدهرت في خمسينات , ستينات و سبعينات مشرقنا نتيجة تدخلات عراب القومية الصهيونية و اهدافه التدميرية نيابة عن اخواله من بني صهيون و من خلال الوصاية التي شملها بعين دماره.

اما حان الوقت ان نقوم بصياغة فكر تحرري مدني بعيدا” عن الطائفية و التبعية و العصبية و القبلية و الجهوية, هل لم تعد ارض المشرق قادرة على ان تلد مفكرين و مقاومين هل وصت ارصنا الى سن الياس و لم يبقى لنا الا ان نتحالف مع شياطين الأرض ممن يريدون الدمار لآرضنا و مشرقنا و اوطاننا و نؤيد مخططاتهم التدميرية . اين المفكرين, اين المثقفين, اين الأحرار ان لم تستطيعوا ان تمارسوا العمل الفكري على ارض مشرقكم اعملوا لصالحه و من اجل نهضته من ارض الأغتراب. ليكن هدفنا استعادة ما اغتصب من ارض المشرق و اعادة قلبها النابض الى جسد المشرق و لنعمل على اعادة الوحدة للمشرق و ننفض سايكس بيكو و تداعياته و نعود قوة اقتصادية, اجتماعية حضارية, ثقافية. و لنضع حدود لتدخلات الدول المحيطة بالمشرق و لتكن لنا سيادتنا على فكرنا و قرارنا و مواردنا الفكرية و الأقتصادية دون املاءات و تهديدات بوقف الدعم عنا. نحن بارادتنا سوف نحرر انفسنا من قيود العبودية التي وضعتنا فيها سايكس بيكو و وعد بلفور و بارادتنا سننفض الأعراب و الفرس و بارادتنا سوف يكون لنا كياننا الحر و سوف يكون لنا احترامنا بعيدا” عن عبودية العهر الأسود و المجوسية المتلبسة بثياب التدين وولاية الفقيه الكاذبة. استيقظوا ارجوكم كفاكم سباتا” و اخلعوا عنكم عبوديتكم و انجراركم للنفاق و الكذب الذي يسوق اليكم مستغلين ضعفكم امام الصمود و الممانعة و تحري ارضنا المعتصبة و انتصوا لمشرقيتكم و فكركم و لتكن لكم هويتكم المقاومة و التي تعمل على تحرير الأرض و الأنسان. اقراؤا التاريخ من منظور ابنائه و ليس من منظور المستعمر فالمستعمر هدفه ان يجعل من المفكرين الوطنيين خونة و من اعوانه قوميين و وطننين اقراؤا التاريخ بفطرتكم التي فطركم الله عليها.

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى