التعليم مباشرة: للطالب حرية الإختيار!!

التعليم مباشرة: للطالب حرية الإختيار!!
د. ذوقان عبيدات

حين قررت الوزارة فتح المدارس، كان في ذهنها إعادة الحياة إلى طبيعتها انسجامًا مع قرارات الدولة، وربما كان هذا القرار تحت ضغط أمور نعرفها وأخرى لا نعرفها، وقد تكون ضغوط الأهالي في البادية وعرائضهم مشجعًا على القرار.

وربما كانت لجنة الأوبئة مساهمة فيه، وربما كان ضعف أداء التعليم عن بعد من دوافعه، وربما كانت المدارس الخاصة ومستقبلها من العوامل المؤثرة، وربما ولعل هناك عوامل لا نعرفها…

تحقيقًا للعدالة، ومنعًا للغش تم فتح المدارس اعتمادًا على وعي المواطن، والمواطن هنا هو الأسرة والشارع والمعلم، ولم يقس أحد وعي المواطن أو المعلم، لكن يمكن أن نتنبأ بالمستوى المنخفض لفئة ترى في كورونا نفسها مؤامرة، فما بالك بالتزامها بالبروتوكولات الصحية؟؟

مقالات ذات صلة

أعادوا الاعتبار للتعليم التقليدي: عن قرب، وكتبوا قصائد في مدحه أكثر مما كتبوا في مدح وزيري الإعلام والصحة: شعرًا، ونثرًا، وغناءً!! وباعتقادي كان هذا مشجعًا للعودة إلى التعليم عن قرب، ومع أنني لا أجد العيب في البعد، ولا في القرب، بل في مستوى أداء النظام التربوي: تشريعات، مناهج، ومعلمين، عدنا للتعليم العادي والذي أسماه بعض المتحدثين التعليم المجازف وليس الجزافي، وبدأ الطلبة يتعرضون للعدوى، وبدأت الأحداث تتسارع في الغلق والحظر والعزل، فغاب طلاب عن مدارسهم قسرًا، بينما التحق آخرون بمدارسهم قسرًا!!

لقد قيل في مبررات التعليم عن بعد أنه لا يتناسب مع وضع الأسرة الأردنية، وخاصة الأم! وهذا صحيح، ولكن إذا كان التعليم عن بعد مستقبليّا، أو إذا كان التعليم المدمج واقعيّا فلماذا تغافلنا عن الأحوال الصحية: مجتمع غير واع، فلماذا نجبر طلابنا على الدوام، لماذا لا نترك الخيار للأهل: أرسلوا أبناءكم إذا رغبتم.

وبذلك تكون الأسرة مسؤولة عن صحة أبنائها، أو لا سمح الله تعرضهم للإصابة، إذا كانت الوزارة تجبرنا فهي المسؤولة عن قرارها، وإذا كانت تخيّرنا فنحن المسؤولون، هذه معادلة سهلة: الدراسة من المنزل ليست خطأً تربويّا ولا خطيئة، فكثير من طلبة العالم قبل كورونا وبعدها يلتحقون بالمدارس دون دوام، تخطط لهم المدرسة برنامجهم، ويقدمون الامتحانات بأشكال متنوعة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى