التعليم العالي بالجرم المشهود.. #الحلقة_الاخيرة

التعليم العالي بالجرم المشهود..
#الحلقة_السادسة والاخيرة
د.فلاح العُريني
* عندَما يَتِمُّ اغتيالُ أيِّ شكوى أوْ مَظلَمةٍ تُرفَعُ ضدَّ الجهازِ التعليمِيِّ في البلدِ، قبلَ وَبعدَ وُصُولِهَا إلى أصحابِ الشأنِ، وَيكونُ أمرُ تتبُّعِهَا منْ قِبَلِ هيئةِ مُكافَحةِ الفسادِ أمرًا شكليًّا، لابلْ وَمستحيلًا بِأغلبِ الحالاتِ، بِسببِ تَدَخُّلِ بلدوزراتِ الطابورِ الخامسِ الخانعِ لِلحياةِ الدنيا وَالمتنكرِ لِيومِ الحسابِ، وَعندَما يَصِلُ الأمرً بِقيامِ النوابِ بعدَ الحصولِ على ملفاتِ الفسادِ التيْ تتعلقُ بِرؤساءِ الجامِعَاتِ، بِبيعِهَا لِهؤلاءِ الرؤساءِ وِتهديدِهِمْ بِهَا مقابلَ الحصولِ على فرصٍ بِالتعيينِ لِمقرَّبِيْنَ منْهُمْ، وَيخضعُ الفاسدُ الأصغرُ لِابتزازِ الفاسدِ الأكبرِ، وَيَجْثِمُ كِلاهُمَا على أنفاسِ المُواطنِ، حينَهَا لاتقولُوا التعليم بِخيرٍ، وَلْتترجلُوْا ياعليَّةَ القوم.
* عندَما يكونُ التفرغُ العلمِيُّ لِلتكسبِ وِالطواف حولَ الجامِعَاتِ بحثًا عنْ جنونِ المالِ، وَأخذِ حقِّ الغيرِ، وَحجزِ مِقعَدِ جامِعِيٍّ، وَتجاهلِ الهدفِ السامي لِلتفرغِ العلمِيِّ وَالمتمثلِ بِالإبداعِ العلمِيِّ وَالنشرِ وَالتأليفِ، حينَهَا لاتقولُوا التعليم بِخيرٍ، وَلْتترجلُوْا ياعليَّةَ القومِ.
* عندَما يكونُ الابتعاثُ بِتخصصاتٍ مُشْبَعٌ بِهَا الوطنُ وَمُنْذ سنواتٍ خلَتْ، وَلِأشخاصٍ لاتنطبقُ عليْهِمْ شروطُ الابتعاثِ، وَأعدادُهُمْ بِالمئاتِ، وَعندَما يكونُ الأمرُ هدرًا لِلجُهدِ وَالمالِ، وَعندَما يكونُ المعيارُ بِاختيارِ التخصصِ وَالشخصِ المُبتعَثِ هوَ جدولُ الناخبِيْنَ، وَالضغطُ العشائرِيُّ، حينَهَا لاتقولُوا التعليم بِخيرٍ، وَلْتترجلُوْا ياعليَّةَ القومِ.
* عندَما يكونُ التعليمُ في الوطنِ على أساسٍ عشائرِيٍّ وَمناطقِيٍّ وَليسَ على أساسٍ وطنِيٍّ، وَعندَما تُجَزَّأُ الجامِعَاتُ على أساسٍ جغرافِيٍّ تحتَ ذريعةِ خدمةِ المُجتمَعِ المَحَلِّيِّ، بِحيث أصبحَتْ جامِعَاتُنَا طاغيةً، وَخنجرًا فيْ خاصرةِ الوطنِ، وَكَأنَّهَا دولةٌ داخلَ دولةٍ، حينَهَا لاتقولُوا التعليم بِخيرٍ، وَلْتترجلُوا ياعليَّةَ القومِ.
* عندَما يتولى إدارةَ ملفِّ التعليمِ في الوطنِ أشخاصٌ أفسدُوا الحرثَ وَالنسلَ عندَما كانُوا رؤساءَ جامِعَاتٍ، وَشهِدَ لَهُمُ القاصي وَالداني بِالضَعفِ وَالفسادِ، وَتمَّتْ تنحيَتهمْ مِنْ إدارةِ الجامِعَاتِ لِنراهُمْ بينَ عشيةٍ وَضحاها صُنَّاعَ قرارٍ، حينَهَا لاتقولُوا التعليم بِخيرٍ، وَلْتترجلُوْا ياعليَّةَ القومِ.
* عندَما تتعاقدُ جامِعاتُنَا معَ جامِعَاتٍ عالَمِيَّةٍ لِغاياتِ منحِ الشهَادَاتِ العِلمِيَّةِ وَبِطُرُقٍ ملتوِيَةٍ تجافي الحقيقةَ، وَتَحتضنُ الطَلَبَةَ بِطريقَةِ الغشِّ وَالتدليسِ، وَتصدرُ في النهايةِ شهادَاتٌ منْ نفسِ الجامِعَةِ الوطنِيَّةِ، وَتذوبُ الجامِعَةُ العالَمِيَّةُ بينَ ليلةٍ وَضحاهَا تحتَ مُسمى المجموعَةِ العربِيَّةِ التيْ تُذَكِّرُنِيْ بِمُخرَجَاتِ جامِعَةِ الدُّوَلِ العربِيَّةِ، حينَهِا لاتقولوا التعليم بِخيرٍ، وَلْتترجلُوا ياعليَّةَ القومِ.
* عندَما يَتِمُّ اختراقُ منظومَةِ العلَامَاتِ وَسِجِلِّ الطالِبِ وَتَتضاربُ العلَاماتُ وَتَتعارضُ الشُّعَبُ وَيُجَزَأُ الطالِبُ إلى أكثرِ مِنْ شخصِيَّةٍ، حينَهَا لاتقولُوا التعليم بِخيرٍ، وَلْتترجلُوْا ياعليَّةَ القومِ.
* عندَما تشترطُ أُمُّ الجامِعَاتِ الأردنِيَّةِ عندَ طرحِ إعلانَاتِ التعيينِ أنْ يكونَ مًقدِّمُ الطلبِ خريجَ إحدى الجامِعَاتِ التيْ تكونُ مِنْ أفضلِ خمسِمائةِ جامِعَةٍ على مستوى العالَمِ حسبَ تصنيفَاتِ شنجهاي وَالتايمز وَالـQS معَ العِلْمِ بِأنَّهُ لا يُوْجَدُ أيُّ جامِعَةٍ أردنِيَّةٍ ضمنَ ذلك الترتيبِ، وَأنَّ هذه التصنيفَاتِ غيرُ مُعتمَدَةٍ في الدُّوَلِ نفسِهَا التيْ تصدرُ منْهَا، وَلِأنَّ كلَّ تقييمٍ يَختلِفُ عنِ الآخرِ، وَليسَ هناك أسسًا أوْ معاييرَ واحدَةً مُعتمَدَةً، وَحتى هذه التصنيفَات غيرُ مُعتمَدَةٍ في الوِلايَاتِ المُتَّحِدَةِ الأمريكِيَّةِ، حينَها لاتقولُوا التعليم بَخيرٍ، وَلْتترجلُوْا ياعليَّةَ القومِ.
* عندَما يَصْرُخُ د.فلاحٌ العُرينِيُّ بِوجهِ الفسادِ الجامِعِيِّ، وَيتوجهُ إلى الصحراءِ حيث الحُرِّيَة وَالأمل بِإنقاذِ التعليمِ، وَتحقيقِ العدالةِ، وَتَكافُؤِ الفرصِ، وَعندَما تنبحُ بِوجهِهِ الكلابُ المتكسِّبَةُ دونَ وجهِ حقٍّ، مُحاوِلَةً ثنيه عنْ كشفِهِ لِملفَّاتِ الفسادِ فيْ جامِعَاتِنَا، وَعندَما يستعينُ أباطرةُ الفسادِ الأكاديمِيِّ، بِنوابِ المَجلِسِ، وَنَوائبِ الوطنِ، وَبِالأقلامِ المأجورَةَ، بِسبيلِ إسكاتِ صوتِ الحقِّ الذيْ بدأَ يُلجلِجُ فيْ سماءِ المعمورَةِ، ذلك الصوت الذيْ لنْ يتوقفَ عنْ قولِ الحقِّ، لِأنَّ اللهَ هوَ الحقُّ، وَهوَ أحقُّ أنْ يُتبَعَ,,,,
حينَهَا تأكدُوْا أنَّها مَسِيرَةُ وطنٍ حتى الموت، وَأنَّهَا ثورةٌ بَيضاءُ حتى تحقيق الإصلاحِ الأكاديمِيِّ.
د.فلاح العريني

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى