التاريخ مل التأريخ

التاريخ مل التأريخ
جروان المعاني

لا ادري السر وراء تذكري للمغولي الفارسي هولاكو وتخريبه لبغداد وحلب وقتله ما يزيد على مليون انسان، ربما اعتقال الشاب المصور المصري عزالدين منير الذي اعتقل لرفعه العلم الفلسطيني بمباراة كرة قدم بين مصر وجنوب افريقيا، او ربما ما يتردد من اخبار حول زيادة الوفيات جراء انفلونزا الخنازير فيُضاف سبباً اخر للبحث عن وسيلة للفرار من هذه البلاد او تعزيز التعاون الصحي مع الكيان المغتصب (اسرائيل) وبالتالي يراودني السؤال لو رفع عزالدين العلم الاسرائيلي هل كان سُيعتقل .!؟.
تروي كتب التاريخ (وكثيرا منها) مزورة وملفقة ان فرقة الحشاشين اسسوا جماعة من الفدائيين لاغتيال الشخصيات البارزة من اعدائهم، وكانوا يفعلون ذلك جهارا نهارا ليوقعوا الرعب في قلوب الناس، تُرى من بعد عزالدين هل سيجرؤ احدٌ منا على رفع علم فلسطين بمصر.؟ تُرى هل بعد هذا الفعل سيكون من حق احد المطالبة بقيام دولة فلسطينية.؟ تُرى هل هذا الفعل خاتمة التاريخ حيث انه بمقتل كامل حسن الصباح مؤسس فرقة الفدائيين من الحشاشين انتهى وجود الانتحاريين .!؟
قبل فترة وجيزة تم الترتيب لأقوم بزيارة فلسطين لعمل امسيتين منها واحدة في متحف درويش وحين تمت مناقشة الامر قال لي احدهم (إن ذهبت لن تعود، فإما يغتالك اليهود او يقتلك احد الفصائليين وحينها سنحزن عليك يوما او يومين ثم ننساك كما نسينا حنظلة ومهدي عامل وبلقيس العراقية زوجة نزار وغيرهم، فاصرف النظر وقد فعلت) وكأني أصدق اني مهمٌ جداً والآن بعد كل ما تقدم ما الذي اريد أن اصل اليه.؟ الجواب وباختصار انه لا قيمة لاحد في بلادنا مهما علت منزلته او انخفضت الا بمقدار ما يوالي للعدو او يوالي من يواليه الصهاينة.
في اسرائيل لم يحدث ان عزل رئيساً لسببٍ سياسي، ودوما الفساد الاقتصادي هو السبب، حتى لا يصاب جسد الدولة بالخلل، اما في بلادنا فقد اعدم الرؤساء وقتلوا وعزلوا لنكايات سياسية واسست فرق لا حصر لها من اجل القيام باغتيالات وعمليات تفجيرية تحت راية الله اكبر والله بريء منها جميعاً، في بلادنا هدمت مساجد وصوامع بترتيب واضح من الاعداء وما زلنا ننساق خلف رغباتهم محققين لهم اهدافهم والمؤسف انه لا وجود لقطز او بيبرس أو اي مملوكي ليرد هولاكو.
حتى لا ابدو يائسا مما نحن فيه من تردي، وحتى لا اتهم بالسوداوية فاني ارى في شلالات الدم وبقايا جيوش الاندحار والهزيمة مكمن معرفة ستدفع بالأجيال القادمة للمقارنة بين انتخاب نائب يشرع للأمة قوتها وبأنهم اي الشباب سيغيرون هذا التاريخ ولن يقبلوا ان تأكل الحرة بثديها، واخيرا فإني أؤكد على ان التاريخ مل التأريخ لهذا الهوان العربي، فانا مؤمن بقوله تعالى (وتلك الأيام نداولها بين الناس) وبأن التاريخ دول والحضارات تتعاقب لتبني نفسها على جماجم من سبقوها ولعله بعد انتصار اهل الصين والمغوليون الجدد، سيعود العرب والمسلمون لواجهة الحضارة من جديد ..!؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى