الاغتراب والوطن / خولة الكردي

الاغتراب والوطن

كثير منا لديه أقارب ومعارف أو من أسرته من يعملون في الخارج، وعند التحدث إليهم، يتحدثون عن شوقهم الدائم لرؤية عمان وشوارعها وأسواقها وجمال طبيعتها، بالفعل إن من يغترب لربما يجد المال، لكي يصرف على تعليم ابناءه، أو يشتري بيتا له أو يسدد ديونه التي تراكمت عليه، لكنه بالرغم من ذلك يشعر بالحنين المستمر للعودة لبلاده.

فالاغتراب ليس بالأمر الهين على الإنسان، ولا يوجد لديه طريق سوى أن يصبر حتى يصل لمبتغاه من وراء سفره وبعده عن موطنه وأهله. أنا أعرف أناس تركوا ديار الغربة وعادوا مرة أخرى، لأنهم لم يتحملوا مصاعب ومعاناة الغربة، لم يستطعموا بأي شئ وقت أن قرروا مغادرة بلدهم، وترك ذكرياتهم الجميله خلفهم، وأخرون أوصوا ابنائهم بأن يدفنوهم في بلدهم، وكثير ممن اغتربوا ساعدوا المحتاجين من اهلهم وابناء قريتهم، وساهموا في مشاريع خيرية عديدة.

فمهما كان الظرف عصيبا، ويدفع الإنسان أن يبتعد ويعيش في بلاد بعيدة، لعدة أسباب، فتراه عند عودته يبتهج ويفرح ويريد أن يلف الأردن كلها في اجازته. هذه هي بلدنا الأردن، الشوق لها لا ينقطع، والأمل في العودة حاضر لا يغيب، ليبقى ساكنا في عقول وقلوب أهلها، الذين فارقوها واختاروا الرحيل ليكونوا في بحبوحة من العيش.

مقالات ذات صلة

بلدنا جميلة والحياة فيها أجمل، لأننا شربنا من مائها وأكلنا من خيراتها، فكيف يتسنى لنا أن ننساها حتى لو بعدت المسافة بيننا، فالقلب مشغول بها، لا ينفك العقل في التفكير بالعودة ولقاء الأهل والأحبة فيها. ويتمنى ابنائها الأوفياء أن يحتضنوا أرضها ويقبلوا ترابها الطاهر.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى