الازمة التي تكشف معدن البشر .. / المحامي حازم شخاترة

أعلم مسبقاً أن ما سوف أكتبه سيجر علي الكثير من الويلات وسيلحق بي سخط بعض الاصدقاء قبل من هم من غير اصدقائي، ولكني اجد لزاما علي ان اقول ما يريح ضميري وما لا يجعل مني شيطان اخرس .
بإختصار ودون اسهاب فان ما وددت الحديث عنه هو ظاهرة إرتفاع أسعار السلع في الأردن ومنها إرتفاع ثمن المنازل وبالتوازي معه ارتفاع أجور المنازل والشقق … معللين كل ما تقدم بالوجود السوري في الاردن ، وبتنا نسمع العديد يشتكون من الاشقاء السوريين قائلين (السوريين خربو البلد .. رفعو الاسعار واخذو الشقق والوظايف ) وتجد الكثيرين ممن يؤيدون هذا الطرح وعلى المستويين الرسمي والشعبي … وهلم جر .
بصراحة و بدون تملق وليس جلدا للذات أقول أن المشكلة ليست في السوريبن وليست في حكومتنا سيئة الذكر ، المشكلة تكمن في جشع المواطن نفسه، ذلك المواطن الذي طرد المستأجر من ابناء البلد -وقد يكون بالمناسبة ابن عمه أو شقيقه- ليسكن مكانه احد الأشقاء السوريبن باجرة تقدر بأربعة أو خمس اضعاف الأجرة الحقيقة لذلك العقار ، وكذلك عندما قام رب العمل بانهاء خدمات عامله الوطني من ابناء البلد ليحل محله عامل سوري براتب يقل عن راتب الأول بمقدار النصف … مستغلين بكل ما تقدم الظرف السياسي والاجتماعي الذي يعيشه الأشقاء السوريون في الاردن جراء تركهم ديارهم نتيجة ما يحصل ببلدهم الان .
قد يقول لي احدهم بان الاردنيين ضحوا واستقبلوا و آوو وقدموا المساعدات لأشقائهم السوريون. نعم وأنا لا انفي ذلك ولكن ما تحدثت عنه هو مشاهدات ملموسة بالنسبة لي ولكم جميعا وليست من قبيل الظواهر الفردية التي لايتم الوقوف عندها.
على كل حال….اعلن من هذا المنبر ان كل من يستغل الضرف الطارئ للاشقاء السوريون هو شريك اصيل في قتلهم ولا يقل دوره عن من شردهم ، واكرر لقد تحدثت في هذا الامر ليس من منطلق جلد الذات او بهدف الانتقاص من دور الشعب الاردني تجاه أشقائه ولكن من منطلق ان من اراد ان يصلح وضعا فاسدا فعليه ان يبدأ بنقد نفسه .
والله من وراء القصد

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى