” أرض الإسراء ” / تيسير العمر

” أرض الإسراء ”
يقول اللّه تعالى في محكم التّنزيل في سورة الإسراء ( سبحان الّذي أسرى بعبده ليلًا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الّذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنّه هو السّميع البصير) .. لا تزال هذه الآيات المُحكمات دليل صدق وشاهد حقٍّ بكلام عربيٍّ مبين غير ذي عوج لكلِّ عربيٍّ تسري روحه إلى سماوات الحقِّ ويرقى شعوره نحو آفاق الحريّة الرّحبة، ونحو التّمسّك بالوطن المُقدّس ، مسرى مُحمّد ومعراجه، وميلاد عيسى، ومقام إبراهيم الخليل عليه السّلام . إنَّ هذه لآيات بيّنات يتلوها أصحاب الحقِّ آناء الّليل وأطراف النّهار في ليل أمّة قد طال انتظار فجرها وتأخّر فرجها، علّها تشعُّ نورَ هدايةٍ في ليلها وشمسَ عزٍّ في نهارها.. نتلو سورة الإسراء علّها تُسرّي عنّا وتسري بنا نحو سماء الخير والكرامة والعِزَّة والنّصر .. لعلّها تعرج بنا من هذا الُمنعرج الصّعب الّذي تُعايشه أمّة المليار ونصف مليار مسلم ، إذ تقف خير أمّة أُخرجت للنّاس عاجزةً واهنةً أمام أرذل خلق اللّه الّذين تفرّقوا في الأرض شِيَعًا لكنّهم اجتمعوا في أوطاننا … إنَّ ما يثير الدّهشة والعجب في أمّة قد أنزلت فيها آية : ( ولقد كتبنا في الزّبور من بعد الذّكر أنَّ الأرض يرثها عبادي الصّالحون) قد فرّطت، فضاعت وأضاعت، فأُبدلت الحقوق وعُكست المفاهيم وقُلبت الموازين.. فهاهم العرب اليوم حائرون في صحراء تيههم بعدما أُخرجوا من ديارهم وسُلبوا حقّهم، فهل لهم من عودة إلى دينهم وعروبتهم وأرضهم؟ وهل نمسك البوصلة الّتي توصلنا برَّ الأمان ومرفأ الحريّة والسّلام؟!
لن يهزنا أو يهزمنا قرار ترامب ولا غيره، فالقدس محفوظة بوعد اللّه، وجندها مؤيّدون بنصر من اللّه ( ألا إنَّ حزب اللّه هم الغالبون) ، أمّا إسرائيل ويهود، فأولئك حزب الشّيطان ( ألا إنَّ حزب الشّيطان هم الخاسرون) .. ما أصدق نزار قباني حين قال : ” يا آلَ إسرائيلَ.. لا يأخذْكم الغرورْ

عقاربُ الساعاتِ إن توقّفتْ، لا بدَّ أن تدورْ..

إنَّ اغتصابَ الأرضِ لا يُخيفنا

فالرّيشُ قد يسقطُ عن أجنحةِ النسورْ

والعطشُ الطويلُ لا يخيفنا

فالماءُ يبقى دائمًا في باطنِ الصخورْ

هزمتمُ الجيوشَ.. إلا أنكم لم تهزموا الشعورْ

قطعتم الأشجارَ من رؤوسها.. وظلّتِ الجذورْ

من بابِ كلِّ جامعٍ..

من خلفِ كلِّ منبرٍ مكسورْ

سيخرجُ القعقاع ذاتَ ليلةٍ.. ويخرجُ المنصورْ”
#تيسير_العمر.

اظهر المزيد

تعليق واحد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى