“الأدب”… ووزارة الثقافة

#الأدب “… و #وزارة_الثقافة
#عارف_عواد_الهلال
أثارت بعض منشورات مكتبة الأسرة 2022، الصادرة عن وزارة الثقافة الرأي العام الأردني، وأخذت بعدا إعلاميا عربيا وعالميا، إما لضعف الإصدارات الذي بدأ القارئ الأردني يلمسه في السنوات الثلاث الأخيرة، أو لاحتواء متون بعضها على ما يمس العادات والتقاليد والقيم الاجتماعية الأردنية والعربية، والتي لا تتوافق والعقائد الدينية حتى الوضعية منها.
الرواية التي ثار حولها الجدل، ليست الأسوأ بين ما يسمى #المنتج_الثقافي_الأردني، بل صارت كذلك لاتساع الشريحة الاجتماعية التي تداولتها من خلال معرض كتاب القراءة للجميع الذي يعم المحافظات والألوية الأردنية، وفي العديد من المرافق الحيوية كالمراكز الثقافية والجامعات والمدارس، فعبرت الأسرة عن رأيها تجاه الرواية، وأبدى كثير من القراء استهجانهم بأن تقوم وزارة الثقافة بنشرها.
الرواية ليست الأسوأ كما أسلفت، فهنالك العديد من الإصدارات شعرا ونثرا، وعلى مدى سنوات عميقة تضمنت مساوئ أكثر مما تردد على ألسنة بعض المواطنين والمسؤولين حيالها، فمرت تلك المؤلفات مرورا سهلا، وروج لها وبأسماء أصحابها أدعياء النقد بأقلامهم الركيكة، واكتسب مبتدعوها مكانة وهمية في الوسط الثقافي الأردني، وربما العربي، وأحيانا العالمي.
قبل اليوم، كانت الثقافة الأردنية من خلال أغلب المثقفين الموهومين، تعتمد على الأفكار الجانحة، ولا تقوم على الفكر السوي، فتمس العقائد، وخاصة العقيدة الإسلامية تماشيا مع السياسة العالمية، وتتطاول على القيم الاجتماعية تحت مسمى حرية التعبير، متناسين رصانة الفكر، وحصافة الأدب، ومغفلين رسالة الكاتب وتأثيرها في تقويم السلوك البشري، وإن من خلال ذكر بعض السلبيات الاجتماعية بقصد التخلي عنها.
لم تنته المشكلة عند الكاتب الواحد الذي يمكن الحد من غلوائه إذا شب عن الطوق، إنما تمتد للجسد الثقافي بكافة أركانه، إضافة إلى مدعي النثر والشعر، أولئك الذين وجدوا منابر يعتلونها اسمها الهيئات الثقافية التي تنميها وزارة الثقافة من موازنتها، وترخصها وزارة التنمية الاجتماعية لنفر قليل من الأشخاص ليسوا ذوي علاقة بالثقافة، وغالبا ما يكونون ذوي قربى، أو يجدون (نقادا) يثنون على الغث من نتاجهم، فيرفعونه إلى مراتب السمين نفاقا للشخص وليس وقوفا عند النص، أو شاشات إعلامية تفسح لهم المجال لذكر مساوئهم على الملأ، أو صحفا تنشر أفانين إفكهم، لتصبح أسماءُهم ذات صدى، فيتحلقون حول أنفسهم في معاداة الأدب الجاد لتبقى الساحة لهم وحدهم.
لعل هذه الحادثة -مع الأسف لوقوعها-، تعيد ثقافتنا الوطنية إلى رشدها، وتجعل كُتَّابَنا أكثر مسؤولية تجاه الوطن والأجيال الناشئة، وتعطي مؤسساتنا دورها الرقابي الصارم لمواجهة “العبث الأدبي”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى