الأخلاق تتهاوى

مقال الأحد 18-8-2019
الأخلاق تتهاوى
التردّي ليس مزاجياً..يصيب قطاعاً ويترك قطاعاً آخر، يضرب سلوكاً ويترك سلوكاً آخر..العطب إذا ضرب حبة فاكهة واحدة فإنه سيأتي على السلّة كلها..
الأخلاق حجر من أحجار الدومينو الوطنية التي تهاوت؛ بعد أن تهاوت أحجار الاقتصاد ،والتربية والتعليم،والقيم ، والحزم الأمني ،وعدّ ما شئت من السقوط كل حسب اهتمامه وسقوطه، من يخاف على بلده ويطالب بإصلاحها يزج في السجون،ومن يسعى إلى خرابها وتلويث تاريخها وانحلالها توسّع له الطرقات وتفتح له الأبواب..لكن سقوط الأخلاق موجع وموجع جدا ، لأنه مقدمّة لهلاك الأمم، والنسف المجتمعي بالكامل..
لم ننس بعد حادثة الأوكرانيات اللاتي تم ضبطهن في أحد ملاهي عمان بل أسبوعين ..وكيف تم إلقاء القبض عليهن ، وكيف عوملن باحترام حيث التدخين وشرب القهوة والجلوس على طاولات الموظفين في المخفر شبه الفارع بعد منتصف الليل..ومن ثم تم الإفراج عنهن كما قيل ليس لدي معلومة مؤكدة – لكني شاهدت فيديو قصير لخروج جماعي لهن ولا يوجد أي مظاهر أمنية حولهن- ولا نعرف من الذي تدخّل لإخراجهن بهذه السرعة ، وعلى كفالة من قدمن ؟ ولمصلحة من يعملن؟؟… تبع هذه الحادثة المشاجرة التي وقعت قبل أيام بين فتيات ليل مع بعض “شباب الليل” أيضاَ وتم خلالها تحطيم سيارات بعضهم بعضاَ..المشاجرة تمت أمام المارّة وعلى مرأى كثير من الأجهزة فجر الجمعة قبل الماضي ،ولا نعلم أيضاَ كيف تم التعامل معهم امنياً وهل تم تسجيل شكاوى بعدها أم تم الاكتفاء بتداول قصير عبر “الواتساب” لتلك “الطوشة الثملة” ..البعض قال سكارى الله لا يردّهم..لكن هؤلاء السكارى هم بالنهاية أبناء هذا المجتمع..هم بداية العطب والسكوت عنه سيصيب كل بيت فينا…
الغريب أنه لم تغب تلك المشاجرة ..حتى تبعتها مشاجرة أخرى لاثنتين من بنات الليل مع سيدة محترمة في الجاردنز او ما عرف بفتيات “اللاند كروزر” ، وحادث ملهى ليلي الجاردنز وإطلاق النار في ملهى ليلي الصويفية ، مما يشي أننا لسنا أمام ظواهر شاذة هنا وهناك..نحن أمام تفشّي واضح لدعارة مسكوت عنها ومصرّح لها..فمن تخرج باللباس الذي شاهدناه،وتقوم بالسلوك الذي قامت به من اعتداء لفطي وجسدي على أناس محترمين،والتهديد بأخذ رقم السيارة لا بد أنها وصلت ما وصلت اليه من القوة والسند ما لم يصله أحد..هذا المشهد لا يقلّ قساوة عن اطلاق النار من مسافة صفر على أحد أصحاب الأسبقيات إثر خلاف مع صاحب ملهى ليلي آخر وكاننا تحوّلنا الى شيكاغو في 48 ساعة..
سؤالي عندما تشاهد فتيات بهذا اللباس وبهذا السلوك المشين في سيارات وفي أماكن مشبوهة الا يحق للأمن أن يوقفهن أو يوجّه لهن تهمة خدش الآداب العامة؟؟..هل أصبح الطريق مستباحاً الى هذا الحد ومدننا مرتع للدعارة بكل اللهجات بما فيها اللهجة المحلية دون أن يكون هناك موقفاً حازماً لإنقاذ أردنيتنا..الا يوجد حرمات للأحياء وللبيوت وللطرقات حتى يستقوي ثلة من المتمرّدين والبلطجية والزعران والبغايا ومن يحميهنّ على المواطنين المسالمين المحافظين..ماذا لو شاهدت أطفالنا قطعان من بنات الليل في الشوارع بماذا نجيبهم؟ وكيف نردّ على تساؤلاتهم؟؟..
أنا عندما اخرج من غرفتي لغرفة الجلوس ارتدي “ثوبي المغربي” خجلاً من الأولاد..وهؤلاء يخرجن تقريباً بملابس داخلية في وسط عمان دون ان يأخذن بالاعتبار المساءلة أو التوقيف أو حتى الضبط او حتى الاستنكار المجتمعي..الهذا الحد وصل بنا التدجين؟!..
الأخلاق تتهاوى حقاً وبشكل سريع، الدعارة إحدى أوجه التهاوي، المخدرات،الرشوة، الاختلاسات ،التنمّر ، التسوّل الأردني في دول الخليج، وغيرها ..ولمن يتهّمنا بالتشاؤم أو المبالغة فقط اخرج إلى شوارع المدن الكبيرة بعد منتصف الليل.. لترى بأم عينك الى أين وصلنا؟!.

احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. والغريب ان وزير الداخليه يتحدث عما يحدث بالاردن بانه يحدث بكل دول العالم، لكني متأكد بان من يعرف الاردن جيدا يعلم بان هذا ليس معروفا بالاردن سابقا، وليس بالضروره ان ما يحدث بدول غربيه ان يتحدث عنه وزير الداخليه بانه من الطبيعي حدوثه في الاردن.

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى