5 من أشهر الاغتيالات السياسية في الـ 60 عاماً الأخيرة

سواليف

تتعدى الاغتيالات السياسية عادةً كونها جرائم عادية، فهي اغتيال لحقبة سياسية ونهج ومرحلة من عمر الأمة، وتجري بتدبيرٍ وتخطيطٍ على مستوى أنظمة دولية وأخرى محلية.

يُلقى اللوم على من أطلق الزناد وقد يخلد التاريخ ذكرى اسمه، فيراه البعض مجرماً بينما يراه آخرون بطلاً، وتبقى الحقيقة أن المجرم الأساسي هو صاحب – أو أصحاب – القرار.

فيما يلي نستعرض 5 من أشهر الاغتيالات السياسية في الـ 60 عاماً الأخيرة:

1- الرئيس الجزائري محمد بوضياف

يعتبر الرئيس الجزائري الرابع محمد بوضياف أحد أكبر رموز الثورة الجزائرية. تم اغتياله في 29 يونيو/حزيران من العام 1992، أثناء قيامه بزيارة عمل وتفقد لولاية عنابة، إلى جانب أماكن أخرى من بينها دار الثقافة.

وأثناء إلقائه خطاباً أمام قاعة مليئة بمسؤولي الدولة وممثلي المجتمع المدني، وعلى مرأى من كاميرات قنوات التلفزة بمجرد وصوله لعبارة (الدول التي سبقتنا.. بماذا سبقتنا.. بالعلم.. والإسلام..)، انبعث صوت قنبلة يدوية من الجهة الشمالية للمنصة، ليفاجأ الرئيس الجزائري بطلقات رشاش خرجت من سلاح الملازم الأول مبارك بومعرافي أصابت رأسه. نقل بوضياف بسرعة إلى مستشفى عين النعجة باستخدام طائرة مروحية لكنه توفي أثناء نقله.

ولا تزال حتى الساعة ملابسات الاغتيال غامضة. واتهم البعض المؤسسة العسكرية، بعدما بدأ بوضياف سلسلة خطوات لمكافحة الفساد، وأدين لاحقاً بومعرافي بصفته الفردية بعد تحقيق في الواقعة.

2- رئيسة وزراء باكستان بينظير بوتو

في 19 أكتوبر/تشرين الأول من العام 2007، تم استهداف موكبها بتفجيرين انتحاريين أديا إلى مقتل 125 شخصاً، إلا أنها خرجت سليمة ولم ينجح التفجير في إصابتها.

وفي 27 ديسمبر/كانون الأول 2007، تعرضت لمحاولة أخرى انتهت باغتيالها بعد خروجها من مؤتمر انتخابي. كانت تحيي الجماهير من فتحة سقف سيارتها فتم إطلاق النار عليها وأصيبت في العنق والصدر، وتبع ذلك تفجير انتحاري على بعد 25 متراً منها.

3- الرئيس الأميركي جون كيندي

هو الرئيس الـ 35 للولايات المتحدة الأميركية، ورابع رئيس للبلاد يسقط ضحية اغتيال، والثامن الذي يموت وهو في منصبه.

حدثت عملية اغتيال جون كينيدي أمام أعين الآلاف الذين وقفوا على جانبي الطريق بمدينة دالاس، حيث تلقى منها تهديدات كثيرة بقتله.

ويبدو أن كينيدي قرر أن يتحدى هذه التهديدات، فعبر موكبه بسرعة بطيئة في وسط المدينة، وأصيب بطلقات نارية قاتلة في 22 نوفمبر/تشرين الثاني 1963. وبعد أقل من ساعة وربع تم اعتقال المشتبه به الأول في عملية الاغتيال ويدعى لي هارفي اوزولد، الذي تمكن من قتل شرطي وإصابة آخر بجروح.

ويؤمن أميركيون حتى اليوم أن اوزولد، الذي قتل بعد القبض عليه، لم يكن وحيداً، فرجوع الرئيس إلى الخلف يعني أنه أصيب من الأمام، كذلك إصابة حاكم تكساس الذي كان في المقعد الأمامي في نفس وقت إصابة الرئيس، ما يعني أن شخصين أطلقا الرصاص.

ودار حديث عن سماع 6 رصاصات، لكن لم يتم العثور إلا على اثنتين، وأثارت تصرفات نائب الرئيس ليندن جونسن ريبة الأميركيين، إذ أصر على حلف اليمين كرئيس للولايات المتحدة في ولايته تكساس قبل العودة إلى البيت الأبيض.

ولم يهتم كثيراً ببعض التفاصيل التي رافقت دفن كينيدي، وفيما بعد قام بتغيير عدة قرارات أصدرها كينيدي.

4- رئيس جمهورية الشيشان أحمد قاديروف

في 9 مايو/أيار 2004 وأثناء الاحتفال بيوم النصر في الشيشان، حدث انفجار ضخم أدى إلى مقتل حوالي 32 شخصاً وجرح 46 ومصرع الرئيس الشيشاني أحمد قاديروف.

كان قاديروف الشخص الذي علقت عليه روسيا آمالها لاستقرار الشيشان بعد صراع طويل، وتبنى القائد الشيشاني الانفصالي شامل باسييف عملية الاغتيال.

5- الرئيس المصري أنور السادات

تم اغتيال الرئيس المصري الراحل أثناء عرض عسكري في 6 أكتوبر/تشرين الأول من العام 1981. كان الحاضرون يستمتعون بالمشاهدة، ثم انطلق صوت المذيع الداخلي “الآن تجييء المدفعية”. وفجأة توقفت إحدى الدّراجات بعد أن أصيبت بعطل مفاجئ، ونزل قائدها وراح يدفعها أمامه، لكن سرعان ما انزلقت قدَمه، ووقع على الأرض، والدّراجة فوقه فتدخّل جندي كان واقفاً إلى جوار المنصة، وأسعفه بقليل من الماء.

توقفت سيارة خالد الإسلامبولي، وأصبحت أمام المنصة تماماً، وفي لحظات وقف القناص حسين عباس، وأطلق دفعة من الطلقات، استقرت في عنق السادات، ثم ألقى قنبلة وأخذ رشاش السائق وطار مسرعاً إلى المنصة.

كان السادات قد نهض واقفاً بعد إصابته في عنقه وهو يصرخ، بينما اختفى جميع الحضور أسفل كراسيهم. وتحت ستار الدخان، وجّه الإسلامبولي دفعة طلقات جديدة إلى صدر السادات أودت بحياته.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى