اعتقال فتاتين من فلسطينيي 48 بزعم محاولة طعن حارس

اعتقلت الشرطة الإسرائيلية صباح أمس الخميس، فتاتين (13 عاما) من مدينة الرملة، على الساحل الفلسطيني، بزعم أنهما حاولتا طعن حارس لدى دخولهما الى أحد المجمعات التجارية. وفي حين ادعت الأجهزة “الأمنية”، أن الخلفية قومية، فقد رفضت جهات في عائلتي الفتاتين الادعاء.
وحسب مزاعم الأجهزة الإسرائيلية، فإن الفتاتين اقتربتا الى مدخل أحد المجمعات التجارية في مدينة الرملة، الفلسطينية التاريخية، التي باتت ذات أغلبية يهودية. وطلب الحارس من الفتاتين أن تعرفا عن انفسهما فاستلتا سكينين وشرعتا بطعن الحارس، الذي اصيب باصابة طفيفة. ورغم سرعة السيطرة على الفتاتين الصغيرتين، فقد أظهر شريط تصوير هجوم أحد المتواجدين اليهود يركل الفتاة الصغيرة برأسها وهي ملقاه على الأرض، وكرر الأمر عدة مرات وكان يدوس على الرأس دون أن يبعده أحد.
وقالت جهات في عائلتي الفتاتين، إن واحدة منهما توجهت الى عيادة المرضى، لاجراء فحوص، وكانت برفقتها زميلتها وهي في ذات الوقت قريبتها، وكان من المفروض أن تعودا الى المدرسة، ولكن لا يعلمون ما جرى لهما، وقالت المصادر لوسائل إعلام محلية، إن الفتاتين لم تظهرا أي مؤشرات لوجود نوايا تنفيذ عملية.
والفتاتان من سكان حي جواريش العربي، وهو أحد أكبر الأحياء العربية الباقي في مدينة الرملة، ويشهد أوضاعا بائسة بفعل سياسة التمييز العنصري تجاه العرب في المدينة.
في سياق اخر، ذكرت الإذاعة الاسرائيلية العامة أمس، أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ترأس الليلة قبل الماضية اجتماعا لقادة الأجهزة الأمنية، وجرى في البحث في ملابسات عملية باب العمود التي وقعت أمس الأول الاربعاء، واسفرت عن استشهاد ثلاثة شبان من بلدة قباطيا من منطقة جنين، في شمال الضفة، إذ أن السؤال المركزي الذي يشغل الاحتلال، هو كيفية وصول الشبان الثلاثة مسلحين الى القدس، رغم جدار الاحتلال وكل الحواجز العسكرية.
وحسب الإذاعة، فإن نتنياهو طلب من قادة جيش الاحتلال فحص امكانية عزل منطقة شمال الضفة كليا، من نابلس وحتى جنين شمالا، عن وسط وجنوب الضفة كليا. الى جانب فحص امكانية سحب تراخيص العمل في مناطق 1948، من اقارب منفذي العمليات الفلسطينية.
وعلى الصعيد الامني قطع الجيش الاسرائيلي منذ مساء الاربعاء الماضي جميع منافذ بلدة قباطية التي يتحدر منها ثلاثة فلسطينيين تتراوح اعمارهم بين 19 و20 عاما نفذوا الهجوم في القدس الذي ادى الى مقتل مجندة عمرها 19 عاما واصابة ثانية بجروح.
وقال رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو اثناء زيارته المجندة الجريحة في المستشفى بالقدس ان “قباطية مغلقة والجيش والشين بيت (الامن الداخلي) ينفذان حملة توقيفات”.
واعتقل الجيش الاسرائيلي حوالى عشرة اشخاص من اقرباء ومقربين من المهاجمين الثلاثة، وفق ما افادت الشرطة الفلسطينية.
ودارت مواجهات بين الجنود الاسرائيليين وسكان من قباطية التي استشهد العديد من سكانها في اعمال العنف التي تشهدها الاراضي الفلسطينية واسرائيل منذ اربعة اشهر.
ومنذ الاول من تشرين الاول (اكتوبر)، استشهد 164 فلسطينيا و26 اسرائيليا واميركي واريتري في اعمال عنف تخللتها عمليات طعن ومواجهات بين فلسطينيين واسرائيليين واطلاق نار، حسب حصيلة اعدتها وكالة
فرانس برس.
وخلافا للغالبية الكبرى من الهجمات، فان هجوم الاربعاء لم يشنه فلسطيني معزول يحمل سكينا، بل ثلاثة فتيان يحملون فضلا عن السكاكين رشاشين وعبوات ناسفة لم تنفجر.
وقتلت المجندة هدار كوهين (19 عاما) برصاصة في الرأس فيما اصيبت مجندة ثانية بجروح متوسطة بالسلاح الابيض وذكرت الصحف الاسرائيلية انهما لم يتم تجنيدهما سوى منذ شهرين ولم تتما
فترة تدريبهما.
وحذرت صحيفة معاريف بأن هذا الهجوم “يشكل اشارة انذار هامة. لم نعد في سياق عمل عفوي، ولم نعد نواجه مهاجمين غير محترفين”.
وسبق ان ردت الحكومة على عمليات فلسطينيين خلال الاشهر الماضية بتعزيزات كثيفة في القدس وتسريع عمليات هدم منازل فلسطينيين واعلان تليين لقواعد اطلاق النار واللجوء المتزايد الى التوقيفات بدون توجيه التهمة ولا المحاكمة.
غير ان نتانياهو يبقى محدودا في تحركاته، اذ يواجه تخفظات قسم كبير من جنرالاته وهم يتوقعون ان تستمر موجة العنف لمدة اشهر غير انهم يعارضون اي عقوبات جماعية ويدعون الى الحفاظ على حياة طبيعية نسبيا للفلسطينيين لمنع المزيد
من التصعيد.-(ا ف ب)

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى