اعتراف روسي: “حقل التجارب” السوري رفع مبيعات السلاح وزاد الخبرة

سواليف

أقرت وزارة الدفاع الروسية أن مشاركتها في القتال إلى جانب النظام السوري أكسبت قواتها المزيد من الخبرات القتالية، لافتة إلى أن هذه المشاركة أتاحت “فرصة ثمينة” لإثبات فعالية السلاح الروسي.

وجاء هذا الإعلان في مقطع فيديو نشرته الوزارة على “يوتيوب”، اليوم الأربعاء، تستعرض فيه النتائج المرحلية للعملية العسكرية الروسية في سوريا ضد المعارضة السورية المسلحة.

وأوضحت الوزارة أن الجيش السوري استعاد حتى الآن 96.5 في المئة من أراضي بلاده، بعد أن كان يسيطر على 8 في المئة فقط منها عند انطلاق العملية العسكرية الروسية في سوريا سنة 2015.

حقول تجارب

وكشفت الوزارة أن أكثر من 63 ألف عسكري روسي، بينهم 26 ألف ضابط و434 جنرالًا، تلقوا الخبرات القتالية العملية في سوريا، فضلًا عن الخبرات التي اكتسبتها طواقم الطيران الحربي وطواقم الطيران الاستراتيجي الروسيان.

وأفادت الوزارة بأن البحرية الروسية نفذت 189 رحلة، شاركت فيها 86 سفينة حربية و14 غواصة، و83 سفينة إسناد، فيما أطلقت السفن والغواصات 100 صاروخ مجنح من نوع “كاليبر” على مواقع المعارضة، كما أطلقت الطائرات الاستراتيجية بعيدة المدى 66 صاروخًا من نوع “جو-أرض”.

وأقرت الوزارة بأن الجيش الروسي أجرى اختبارات على 231 نوعًا من الأسلحة العصرية والمحدثة، التي أظهرت درجة عالية من الفاعلية، فيما تناوبت 70 طائرة روسية بلا طيار على مدار الساعة في أجواء سوريا.

مكاسب بالمليارات

وفي سياق متصل، قال المدير التنفيذي لشركة “أسوبورون إكسبورت” الروسية لتصدير الأسلحة، ألكسندر ميخاييف: إن المشاركة العملية لمنظومة الدفاع الجوية (إس 400) في سوريا زادت من الطلب على شرائها والاهتمام الدولي بها.

وأوضح مخاييف في تصريحات نقلتها عنه وكالة “تاس” الروسية أن “الطلب على المنظومة ازداد إلى حد ما، بعد الأحداث السورية، نحن قادرون على رؤية ذلك في منتدى الجيش 2018”.

وتشارك منظومة الدفاع الجوي (إس 400) في سوريا لحماية قاعدتي طرطوس وحميميم في الساحل السوري.

وحددت “أسوبورون أكسبورت” موعد تسليم المنظومة لتركيا العام المقبل، بعد صفقة وقعتها الأخيرة مع روسيا العام الماضي، فيما تجري مفاوضات مع الهند بهذا الشأن.

ووفقًا لتقارير عسكرية، فإن منظومة (إس 400) هي الأحدث بين أسلحة الدفاع الجوي على الصعيد العالمي، وتتميز بقدرتها على تتبع 160 هدفًا، وإطلاق 80 صاروخًا في آن واحد، وتتمتع بمدى رصد يصل إلى 600 كم.

وإلى جانب هدفها السياسي في دعم الرئيس السوري بشار الأسد، فإن روسيا، ووفقًا لمحللين، اتخذت من الساحة السورية حقل تجارب؛ لاختبار فعالية أسلحتها، وأجرت تعديلات على بعض أنواعها بعد تجريبها على الأراضي السورية.

واتهم ناشطون ومنظمات حقوقية روسيا بالتسبب في مقتل المئات من السوريين منذ دخولهم ميدان القتال في سبتمبر/ ايلول 2015.

وأوضح الناشطون أن روسيا لم تنخرط جديًا في العملية السياسية، بل تمسكت بالحل العسكري منذ البداية، مشيرين إلى أن الكرملين وجد في الأرض السورية “مختبرًا عمليًا لاختبار أسلحته، دون أن يكترث بمعاناة السوريين”.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أقر، بدوره، أن العملية العسكرية في سوريا مثلت فرصة فريدة لاختبار وتدريب قواته.

وأضاف بوتين، خلال برنامجه السنوي على التلفزيون الرسمي، في حزيران/ يونيو الماضي، أن “مهاجمة المتطرفين في سوريا أفضل من التعامل معهم في روسيا”، مؤكدًا أنه “لا يخطط لسحب جميع قواته من سوريا”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى