رسالة الى وزير المياه……
لا يدري المواطن من اين يبدأ ، فقد صار الاستخفاف بنا منهجا عاما ، وحيط المواطن دائما مائل ، فبالرغم من ضيق الحال وسوء المآل الذي وصلنا اليه لم يبق شيء الا ان نحارب بشربة الماء وهو اقل ما يمكن ان يقدم حتى للدواب…
نغصوا علينا عيشنا ، وسودوا علينا حياتنا ، وصار بطن الارض أحب الينا من ظهرها ، وابتلينا بمسؤولين عاشوا حياتهم بطولها وعرضها وتركونا وشأننا، وعز عليهم الشعور بآلامنا ، والتفقد لجراحنا ،والاستماع لمطالبنا ،والوقوف عند حاجاتنا ،فغارت الجراح ،وزاد النزف.
ما كنت اظن سوء الادارة يصل الى هذا الحد ، هل تصدقون يا ساده ان صيانة خطوط المياه لا تصل الا يومي الخميس والجمعة ، ففي مدة شهر واحد انقطعت المياه ثلاث مرات عن مدينتنا الحصن وربما عن بعض المناطق الاخرى في مدينة اربد وما حولها بحجة الصيانة ونحن نعلم ان كل منطقة لها دور في تقسيم المياه ، فمن فاته يومه من حصته فقد فات وانتهى ، وهنا يأتي السؤال ، لم لم يعوض هؤلاء بيوم آخر ؟ ولم لا تكون الصيانة الا بنفس اليومين المذكورين ؟ هل تدري ايها الوزير ما كلفة ذلك على المواطن ؟ المواطن المدعوس المدفوس المفلوس ،تنك الماء ٣م كلفته ١٥ دينار ، عندي ثلاثة خطوط وخزانات تتسع ٩م ، بمعنى لكل عداد ٣م اسبوعيا ، وهذا يعني كل ما عملتوا صيانة سأدفع اسبوعيا ٤٥ دينارا ، وبما ان الانقطاع تكرر في نفس الشهر أكثر من مرة ، فهذا يعني بالحسبة البسيطة سأدفع ١٣٥ دينارا في الشهر الواحد وربما تكرر الامر اكثر فسنبقى نستنزف ، وبعض الناس عنده اكثر ثلاثة خطوط خمسة او ستة او اكثر او اقل.
اعرف ما ستقول راجعوا مدير المنطقة سيعوض عليكم بتنكات مياه نستأجرها لتخدمكم ، فأقول : هذا اذا كان ذلك ممكنا ، فاذا انعموا عليك بوصل لتنك يتسع ٣م فسيأتيك دورك بعد شهرين ، بعد ان تكون حرمت اولادك لذيذ الحياة ، وحملت نفسك فوق ماتحتمل من كثرة الدين وقلة الحال …
الى من نشتكي ؟ واين نلجأ ؟ وقد وعرتم علينا الطريق وصعبتم علينا العيش ، وحالنا وحالكم كمن قال : كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ
والماء فوق ظهورها محمول
انها ازمة ادارة لا غير
