إنهم المعلمون

إنهم المعلمون
أ. د. خليل الرفوع

ثلاث أرجل تحمل الأردن منذ التأسيس : الجيش ، المعلمون، الحراثون، ولقد ركب الطاولة كثير من اللصوص والمختلسين والوصوليين لكن الطاولة لم تقع؛ لأن أرجلها صلبة من قرامي الأرض، لكن إذا  كُسِرتْ إحدى تلك الأرجل لا قدر الله ستقع الطاولة وحينها لن تقوم للوطن قائمة، فجبر كسور الكبار صعب خاصة حينما يكون من أيد مرتجفة، اللصوص لا يجبرون بل يسرقون،  وتاريخ المعلمين في الأردن صبر ورجولة وكبرياء، وأي خدش في هذا اللوح الوطني المحفوظ هو كسر لا يصلح.
المعلمون ليسوا طبقة برجوازية استعلائية وليسوا طبقة ارستقراطية طارئة على وطن تتنازعه أيد غريبة قد أطالت أذرعها وأصابعها المناصبُ وطيبة الهنود الحمر، هم لم يعرفوا إلا طلابهم وبيوتهم وأخلاقا شريفة تسيّرُ حياتهم في زمن مادي قاهر تسلط فيه المال وعبيده المكتنزون، لم يختلسوا ولم يسرقوا ولم تتلون أكفهم بالشيكات أو بالصفقات أو بغسيل الأموال، وغاية أحلامهم قرض بلا فائدة ربوية خشية الوقوع فيما حرم الله.
للوطن كرامة لا تنتزع إلا بذل أهله أو بقهر رجاله، وحينما يكون المعلمون هم الأهل والرجال بل مشاعل الهداية فإن مطالبهم أضواء تزيد الطريق نورا ودفئا فلا خير فيهم إن لم يقولوها ولا خير فينا إن لم نسمعها،لقد عُتِّقت مطالبهم حتى أضحت حقوقا لا مساس فيها، فلماذا لا يعطونها وقد بُحّتْ حناجرهم وصُدعت رؤوسهم وهم يقفون على أرصفة الكرامة وليس على رفوف حزبية مفبركة، إن جاز لنا التشبيه فالدولة أبوة كاملة  لا تنكر أبناءها بل تئن لشكواهم وتعين المحتاج منهم وتأخذ على يد الظالم لتكف الأذى مساواةً وعدلا، ولن تفلح أمة تنزل علماءها منازل ليست لهم مطلبا أو منزلا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى