يا موسم الحصاد / وزيرة الطراونة

يا موسم الحصاد …….

ينتابني اكتئاب مؤقت كلما رأيت النعمة ملقاة حول حاويات القمامة …. حين كنت صغيرة كان الخبز بنكهة الوطن الذي كانت تملأ سهوله سنابل القمح .. كنا نحتفل موسم بذراه مرورا بمراحل نموه .. نتوقف عند محطة نتهلل ببركتها حين نحضر لحرق القمح الأخضر لمونة الفريكة .. ثم تأتي احتفالية طقس الحصاد .. بعدها يأتي الإستعداد و فزعة الأقارب و الجيران لعملية تنقية القمح من الحصى .. ومن ثم إرسال الجزء الأكبر منه إلى ( بابور ) الطحين والباقي يستعد للسلق ليتحول إلى جريشة وبرغل أو عيش وهكذا كانت البركة حاضرة تظلل الأفق فلا تخلو دار من ادام ورزق .. حينها كان عرق المواطن والبركة هما الزورق الآمن بعد التوكل وطرد القلق …. كان طعم الخبز بقمح بلادي من اللذة بحيث لا فتات يبقى وإن كان الادام خبزة و زيت وكثير من الحب ويد الله .. أقول قولي هذا و كلي شوق لزمان الرفق ونبذ الفرق .. لعل كلامي يخرق الورق إلى التنفيذ والعودة لزراعة القمح لنهنء من جديد بخبز مبارك لا نطرح منه شيئا ….. قولوا آمين …. عسى الاكتئاب المؤقت لا يزورني أبدا .

بقلم : وزيرة الطراونة

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى