حكاية مواطنٍ يريد .. / كامل نصيرات

حكاية مواطنٍ يريد ..
تريد أن تلتحم بمجتمعك ؛ وتضحك كما البشر ..! تريد أن تلبس قميصك الأنيق و بنطلونك (المكوي) و تنتعل حذاءك النظيف و المتلمع جيداً ..وتضع عطراً تشمّ رائحته النساء عن بعد عشرين متراً بحيث ينظرن خلفهن حين تمرّ من أمامهن..! تريد أن تخرج و جيبك عامرٌ بثلاثين ديناراً ؛حتى إذا حدث طارئ معك ؛ لا تجفل ولا تخشى عواقب الطارئ..! تريد أن تجلس على طاولة في أيّ مقهى أو كوفي شوب أو مطعم بسيط ..و تجلس بأمان ..و تقول بصوت غير متهدِّج ولا متردد للجرسون : شو في عندك ؟؟ .! تريد أن تقول لصديقك وهو يشتكي لك الحياة أو يتذمر من موقف ما : يا زلمة الحياة أبسط من هيك ..؟ تريد أن تقول ذلك وأنت مقتنع بذلك و الكلام متماهي معك بالنصيحة ..!
تريد أن تربّي (شواربك) و (تفتلهنّ) بكامل الحريّة و الفرح وأنت ترى أن هذه الأوطان تليق بشواربك وأن شواربك (مش وجه بهدلة ) ..! تريد أن تصحو من نومك دون أن يكون بعد قليل (قائمة طويلة من النقّ و الطلبات) ..تصحو على كلمة : حبيبي و عمري و قلبي ! .تريد أن تأكل وأنت لا تشعر أن هذه وجبتك الأخيرة ..أو وجبتك ناقصة ..أو محتار بالوجبة التي تليها ..! تريد أن تسهر بالليل لأنك تحبّ الليل و السهر وليس لأنك (مش عارف تنام) وخائف من بكرة ؛ و لست تعرف كيف ستواجه فلاناً ؛ وفلانٌ هذا له عليك الشيء الفلاني ..! تريد أن تقنع أطفالك أن الحياة حلوة بس نفهمها ؛ وأنت لم تفهمها بعد وهي ترفض أن تفهمك حالها ..! تريد أن تتبختر وأنت تقول و تدندن بدفءٍ مليءٍ بالفخر : بلاد العرب أوطاني ..!
تريد كل ذلك ؛ مرّة واحدة ..؟ أليس كذلك ..؟ ما أبرد وجهك ..صحيح ما بتنعطى عين ..شغّالين عند اللي خلّفوك لنجعلك تفعل ما تريد ..! فعلاً ما أبردك ..!