أنتم من اجبرنا على تعلم السياسة ! / د. محمد يوسف المومني

أنتم من اجبرنا على تعلم السياسة !

دخل الحمار حزيناً على الرئيس فوجدهُ جالسٌ على كرسيه يأكل العنب
فلما أنتهى الرئيس من ( اكل العنب ) ألتفت للحمار وقال له : ماذا تريد أيها الحمار ؟
قال الحمار: جئت أيها الرئيس شاكياً لك من سوء أحوالنا وتدهور أوضاعنا المعيشية!
فغضب الرئيس غضباً شديداً وقام من كرسيه ثائراً وقال … كفى يا حمار !!
فبتسم الحمار في وجة الرئيس ، أبتسامتاً عريضة ، وقال … مالذي أغضبك يا أيها الرئيس من الحمار الذي هو أمامك ؟
قال الرئيس : الذي أغضبني هو كلامك عن أوضاعكم العامة !!
فقال الحمار بكل أدب : وما الذي تريد أيها الرئيس أن نتكلم به ؟ لكي لا تنزعج
قال الرئيس : أي شيء .. أي شيء غير الكلام في السياسة !
قال الحمار : مثلُ ماذا مثلاً ؟
فكر الرئيس قليلاً ثم قال : مثل البرتقال يعني !
قال الحمار بدهشة كبيرة … البرتقال !!
قال الرئيس : ما بك ؟ نعم تكلم عن البرتقال
قال الحمار … ولكني يا سيدي لا أعرف من البرتقال سوي شكلة !!
أحتار الرئيس : وأخذ يفكر وهو يضع يده على جبهته مفكراً ، فقال فجأة …. نعم .. نعم تكلم عن السفر والسياحة وفوائدهما
أبتسم الحمار مره اخرى في وجه الرئيس وقال : يا سيدي أسف أعذرني فإني لم أسافر ولا مرة واحدة أبداً !!
فغضب الرئيس من الحمار بقوة وقال له: أتسخر مني أيها الحمار وتضحك علىّ ؟ !
قال الحمار بكل وقار : حاشا لله ايها الرئيس .. فإني لم أقل إلا الحق ، فأنا لا أملك ( جوازاً ) أصلاً لكي أسافر !!
قال الرئيس : حسناً .. حسناً لقد صدقت … تعال إذاً نتكلم عن الأفلام والمسلسلات

قال الحمار … رعاك الله يا سيدي نحن الحمير ليس لدينا وقت لنشاهد الأفلام والمسلسلات .. فنحن دوماً مشغولين في الكد وتحصيل لقمة العيش من طلوع الفجر ، وحتي غروب الشمس .. فنرجع إلي آهالينا لا نريد سوي لقمة نسد بها جوعنا ، وفراش نمدد عليه ظهورنا المنحنية تعباً من عظم المشقة .
قال الرئيس : لقد حيرتني أيها الحمار .. أقترح على أنت موضوعاُ نتكلم فيه
قال الحمار للرئيس … نعم سوف أقترح عليك شيءً الآن !
الرئيس بلهفه شديدة وشغف … هيا أقترح .. هيا تكلم
قال الحمار …. أقترح عليك أيها الرئيس .. أن تعيش ( حماراً ) ليوماً واحد فقط … لكي تشعر بمعانات الحمير أمثالنا !!
غضب الرئيس وثار كالبركان وقال …. أيها الحرس .. يا أيها الحرس .. أقبضوا على هذا الحمار والقوه في السجن
قال الحمار للرئيس وهو يبتسم ومقيد ومحمول إلى السجن : كيف تريدوننا أن لا نتكلم بالسياسة .. وأنتم من أجبرنا على أن نتعلمها !!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى