أما آن الآوان لهذا الفارس أن يترجل؟! / منذر الزغول

أما آن الآوان لهذا الفارس أن يترجل ؟!

قد تكون وزارة التربية والتعليم في أي دولة من أهم و أكثر الوزارات حساسية و مسؤولية ، وصلاح هذه الوزارة وسلامة قراراتها سينعكس بالتأكيد على الدولة وتقدمها وازدهارها إضافة الى أن قراراتها السليمة ستؤدي بالتأكيد إلى إيجاد جيل كامل متسلح بالعلم والمعرفة .

كلنا يعرف أن وزير التربية والتعليم الحالي الدكتور محمد الذنيبات رجل فاضل وقد عمل طوال الوقت لإعادة الهيبة للمعلم ولوزارة التربية وللعملية التربوية برمتها وقد اتخذ أيضاً قرارات هامة وجريئة كانت محل جدال ونقاش واسع بين أوساط الشعب الأردني بشكل عام والقطاع التربوي بشكل خاص .

لكن أحياناً كان لهذه القرارات آثار سلبية جداً على الطلبة وعلى القطاع التربوي ،، حيث بدأت تشكل هذه القرارات إحباطاً كبيراً عند الأهالي وأولياء الأمور ، وبدأنا نرى بأم أعيينا آلاف الشباب الأردني في الشارع نتيجة هذه القرارات المتخبطة لوزير التربية ومنها العقوبات الظالمة جداً لمن يتم ضبطه بمحاولة الغش أو حتى التفكير في ذلك في امتحان الثانوية العامة حيث تنزل العقوبات بحق هؤلاء الطلاب بشكل لم يعرف له التاريخ مثيل و التي لا يمكن أن تتناسب مع حجم الذنب المقترف من قبل الطلبة .

مقالات ذات صلة

لا أريد أن أبالغ بنتيجة هذه العقوبات وآثارها السلبية على الطلبة وأولياء الأمور وعلى المجتمع ولكن يكفي أن أقول أن هؤلاء الطلبة أصبح لا حول لهم ولا قوة وهم بالتأكيد أصبحوا فريسة سهلة لتجار المخدرات والعصابات،،، لا شيء يحتويهم و يلتقط إندفاعهم سوى الشارع الذي لن ينتج لنا إلا جيلاً لا يدرك أي معنى للوطنية والانتماء ،ناهيك عن الآثار السلبية على الجامعات الخاصة التي لم تعد تجد أي طلبة بفضل هذه السياسات الظالمة .

القرار الأخير لوزير التربية بجعل امتحان التوجيهي فصلاً واحداً هو سلسلة من القرارات الظالمة التي ستأتي على من تبقى من طلابنا وطالبتنا، وسينعكس تأثيره السلبي على شريحة واسعة من مجتمعنا ، و بكل تأكيد سيطلق شرارة لن تنتهي من موجات الاستنكار والغضب وقد بدأنا نلمس آثارها .

أخيراً شخصياً كنت ذات يوم مع كل قرارات الوزير الذنيبات وكنا معه في إعادة الهيبة لامتحان التوجيهي ، ولكن الأمور تجاوزت إعادة الهيبة وإصلاح التعليم إلى إلحاق الأذى والضرر بالطلاب والمجتمع ، وبدأنا نرى جيلاً كاملاً محبطاً ويائساً من قرارات الوزير واستراتيجية الوزارة ، وبالفعل يتملكنا الخوف على هذا الجيل من أن يكون فريسة سهلة لكل ما لا نحب ولا نرضى لأبنائنا ومجتمعنا و وطننا .

معالي الوزير ومع كل الحب والاحترام والتقدير لشخصك الكريم أنصحك لوجه الله تعالى من أجل الوطن أولاً ومن أجل المجتمع وهذا الجيل المحبط أن تترجل وأن تترك السفينة لربان غيرك قبل فوات الأوان ، فالظلم بلغ مداه ، و حالات الاحتقان والغضب الشديد بلغت أوجها ، وأخشى ما أخشاه أن يأتي ذاك اليوم الذي لا تنفع معه كل حكمة الحكماء و تجربة العقلاء من أن يتداركوا آثار قراراتك المجحفة التي قتلت كل طموح و انتماء عند طلبتنا .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى