أليس منكم أو فيكم رجل رشيد؟! / أ. د يحيا خريسات

أليس منكم أو فيكم رجل رشيد؟!

خطاب أوجهه لوزارة التربية والتعليم ونقابة المعلمين على حد سواء:
إن عدم اتفاقكم أو عدم سماعكم لمطالب بعضكم وعدم تفهم كل طرف لحجج وبراهين الطرف الآخر، أوصلنا حاليا الى طريق مسدود، فهذا هو اليوم الرابع ينقضي والطلبة مازالوا في بيوتهم، والمعلمون يكتفون بالبصمة والطابور الصباحي وبعض الأعمال الأخرى ولا يدخلون القاعات الصفية.
اتسأل من المستفيد من وراء هذا التصعيد ومن الخاسر؟! لاشك أنهم أبناؤنا الطلبة وفي المحصلة الخاسر الأكبر هو الوطن.
أتفهم مطالب نقابة المعلمين بضرورة تحسين وضع المعلمين المادي، وأتفهم رأي الحكومة بأن الموازنة تعاني من التضخم والعجز، وأن هذه المطالب ليس الآن وقتها، وأتفهم عرض الوزارة للمسار المهني والذي يفصل بين المعلمين على أساس الكفاءة والمهارة وتطوير القدرات، كما هو معمول به حاليا في جامعاتنا الوطنية مع اختلاف المسميات بين الجهتين.
أتفهم أيضا أن المبلغ المطالب إضافته لن يغير من حال المعلم كثيرا، بل سيخفف الأعباء قليلا عليه.
إذا غلبنا المصلحة الوطنية على المصالح الشخصية، فلا بد من عودة الطلبة الى مقاعدهم، وعدم التفكير بالحلول البديلة الأخرى كتعيين بدلاء للمعلمين أو اعلان العطلة في مدارسنا واختراع نظام التعويض كالدوام يوم السبت او التقليص من العطلتين الصيفية والشتوية لتعويض أيام العطل.
الحل يكمن في تطبيق بعض مطالب نقابة المعلمين بصرف جزء من العلاوة الثابتة، ولتكن 15% أو 20% مثلا، حتى يشعر جميع المعلمين بنوع من التحسن، والبدء مباشرة بتطبيق المسار المهني، حتى نميز من يعمل على تطوير نفسه ورفع كفأته ممن يرضون بالأدنى دون بذل أي جهد لتطوير الذات.
نأمل أن يتم رفع الإضراب والبدء بالتدريس بأقصى سرعة، ونأمل من صناع القرار في الوزارة والحكومة تلبية بعض المطالب، حفاظا على الأمن المجتمعي، وتغليبا للمصلحة الوطنية العليا، فالوطن لا يحتمل المناكفات من أي طرف، فالجميع مسئولون وعلى الجميع تحمل مسئولياتهم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى