أطباء وخبراء .. الأردن يمر بمرحلة انتشار و”استيطان” كورونا

سواليف
شدد أطباء وخبراء؛ على أن الأردن يمر حاليا بالمرحلة التي كان يمر بها سابقا، من حيث تأثير فيروس كورونا المستجد على المواطنين والمقيمين في المملكة، موضحين، أنه كلما زاد عدد الفحوص المخبرية زادت عدد الإصابات.
وأشاروا في تصريحات ، إلى أنه يجب تغيير نظرة فئة من المواطنين، لا ترى بأن الفيروس غير خطر، وان تأثيره من شخص لآخر، يعتمد على عدة عوامل، كالأمراض المصاب بها الاشخاص، وقوة مناعتهم، والجينات الوراثية، وغيرها.
في هذا السياق؛ أكد وزير التربية والتعليم الأسبق وأستاذ علم الفيروسات في الجامعة الأردنية الدكتور عزمي محافظة، أن الحديث عن سلالة جديدة من الفيروس أكثر فتكا وشراسة، يسعى أولا؛ إلى خدمة أهداف أخرى، منها الترويج للحظر الشامل يوم الجمعة في بعض المحافظات، أو منع التجول ليلا في ساعات محددة.
وقال محافظة إن “الفيروس يؤثر 100% على كبار السن، ويكون تأثيره خفيفا على صغار السن، وفق أكثر الدراسات العلمية تخصصا بالفيروسات”.
وبين أن الفيروس يتميز أحيانا بخطورته على بعض صغار السن، فيما يمر مرور الكرام على بعض كبار السن، حتى من لهم سيرة مرضية طويلة.
وأوضح أن هناك حالات سجلت لأشخاص يعانون من السكري او الضغط، تم شفاؤهم من الفيروس دون أعراض خطرة، منوها إلى أن ذلك لا يعني بأن الفيروس ليس خطرا ومهددا للحياة.
وأشار محافظة، إلى أن حالات عدة سجلت في العالم مشابهة لحالة الشاب الثلاثيني المتوفى أول من أمس، داعيا لضرورة التركيز على أن نسبة الوفيات تقترب من 40% لدى كبار السن ممن هم فوق الـ80 عاما، وتقل إلى 14% لمن هم فوق الـ70 عاما، وصولا إلى 0.
2% عند الأطفال الصغار.
وقال “كان من الأولى على الحكومة، كشف أسباب الوفاة لكل حالة، وعدم التكتم عليها، بخاصة وأن دول العالم المتقدم، تتحدث عن أسباب الوفاة لطمأنة المواطنين، وتوجيه البحث العلمي في الأردن إلى الفيروس وكيفية عمله”.
وأوضح أنه لم تنشر أي معلومة كافية ووافية عن الإصابات او الوفيات، حتى أن أحدا لا يعلم كيف عاش المصاب في المستشفى، وما العلاجات حصل عليها، وكيف حدد سبب وفاته، وما إلى ذلك، مستهجنا التعتيم الكبير الذي تنتهجه الحكومة بهذا الصدد.
واعتبر محافظة أن هناك أشخاصا لديهم استعداد جيني للإصابة بالفيروس بشكل شديد، وهذا منشور في أوراق علمية عديدة في العالم.
ولفت إلى أن الشاب المتوفى أول من أمس ووالده الذي ارتقى قبله بأربعة أيام، من المتوقع أن يكون لديهم جين وراثي، يعمل على استقبال الفيروس في الجسم، ويؤدي إلى تطويره ليصبح خطرا، وبالتالي فمن الضرورة على وزارة الصحة أن تتحدث عن الأسباب التي أثرت على صحة المتوفي، وأن تجري تحليلا خاصا في ذلك.
وبين أن بعض الجينات الوراثية قد تؤثر على صحة الإنسان عكسيا، بحيث تستجيب للفيروس وتعمل على تطوير الالتهابات بشكل أكبر، وصولا إلى فشل في أعضاء الجسم، يبدأ بالكلى وصولا إلى الكبد والقلب ومن ثم الدماغ، وهذا يسمى طبيا بفشل الأعضاء المتعدد أو صدمة التهابية.
وأكد محافظة أن هناك طفرة في الفيروس؛ تدعى B614G منتشرة كثيرا في المنطقة العربية، وهي طفرة لا تزيد من نسبة الوفاة.
من جانبه، أكد عضو اللجنة الوطنية للأوبئة ومسؤول ملف كورونا في محافظة اربد، الدكتور وائل الهياجنة، أن المملكة لم تسجل لديها حالات إصابة فعلية بالفيروس في المرحلة التي سبقت فتح المعابر البرية في جابر والعمري وغيرها.
ولفت الهياجنة إلى أن الإصابات التي كانت تسجل في بداية جائحة كورونا، كانت للأعمار المتوسطة، ممن لا يملكون سيرة مرضية خطرة، ما أدى لان تكون الإصابات خفيفة الأعراض بشكل عام.
وبين أنه علميا، وعندما يزيد عدد المصابين باضطراد، بخاصة بعد تسجيل نحو ألف إصابة جديدة في الأسابيع القليلة الماضية، فإن هذا الأمر يعد متوقعا، بخاصة وبعد تسجيل إصابة شاب او اثنين ودخولهما العناية الحثيثة.
وأوضح الهياجنة، أنه وفي العملية الإحصائية، فليس مستبعدا إصابة بعض الشباب بالفيروس وبشكل شديد.
واستبعد أن يكون الفيروس قد أصبح أكثر شراسة وعدوانية مؤخرا، لأنه وللحكم على ذلك، يجب فحصه ومعرفة مراحل التطور والاختلاف التي مر بها، وفحص المتوفين لمعرفة إصابتهم بامراض لم تكن معروفة لهم.
وأكد أن القضية الحالية تكمن في زيادة كبيرة في أعداد المصابين، أدت حكما لوجود حالات شديدة الخطورة بينها، وهذا الأمر طبيعي في أي مجتمع.
وبين الهياجنة، أن الفيروس يتحور جينيا ويتطور، لكن سلالاته المعروفة لم تختلف بشدتها كثيرا عن بعضها، وإنما ما يختلف هو الخصائص الديموغرافية بين المجتمعات، بخاصة في الولايات المتحدة وأوروبا، والتي تحتوي على نسبة كبيرة من السكان في مراحل الشيخوخة.
وشدد على ان الفيروس يدخل لجسم الإنسان عبر مستقبلات، يتركز معظمها في الجهاز التنفسي والرئتين، وأن أوراقا علمية متخصصة، أشارت إلى ان أجساما لا تمتلك مستقبلات كثيرة، لذلك لا يؤثر الفيروس فيها بشكل كبير على عكس آخرين.
وأوضح أنه من الضرورة بمكان، زيادة وزارة الصحة عدد الفحوصات المخبرية، وألا تكون عشوائية، بل توجيهها للمناطق الأكثر تأثرا.
وقال الهياجنة؛ إن هناك أماكن محددة يجب توجيه الفحوصات المخبرية إليها، كالمعابر الحدودية والمدارس والجامعات والأسواق، واستخدام أكبر لبرنامج “أمان” وإتاحة الفحوصات بشكل أكبر للمواطنين.
واعتبر أن الأردن خرج حاليا من مرحلة “البؤر” إلى مرحلة الانتشار المجتمعي للفيروس، بحيث أصبح الفيروس مستوطنا بشكل مكثف في المملكة، وأن الحديث عن بؤر، غير دقيق في هذه الفترة.
فيما أكد نقيب الأطباء الأسبق، الدكتور أحمد العرموطي، أن الفيروس الذي يجتاح الأردن حاليا، هو ذاته الذي سجلت أول إصابة به مطلع آذار (مارس) الماضي، ولم يختلف بشيء، وإنما الأجسام المصابة تختلف مناعتها عن بعضها بطبيعة الحال.
ولفت العرموطي، إلى عدم وجود دراسة علمية تثبت قطعيا مناعة الشباب أو الأطفال ضد الفيروس، بل أثبتت قدرة هذه الفئة على تخطي الأعراض الصعبة مقارنة بكبار السن.
ودعا وزارة الصحة، لتنفيذ حملات توعية واضحة بعد تفشي الفيروس في المملكة، بحيث أصبح الحديث الآن عن انتشار واسع، يجب على الأردنيين التعايش معه، وأخذ الاحتياطات اللازمة لمنع تأثيره على الأرواح.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى