أردوغان يكشف سر تغريدات ترامب الغاضبة عن عملية نبع السلام

سواليف
مع تواصل سيل تغريدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن تركيا وعمليتها العسكرية في الشمال السوري، فضل نظيره التركي رجب طيب أردوغان الحذر في ردود فعله، لا سيما وأنه نال بالفعل “الضوء الأخضر” لشن “نبع السلام”.

وقال أردوغان لصحفيين أثناء عودته إلى بلاده بعد زيارة إلى صربيا، فجر الخميس، إن ترامب “مضطر للتغريد بهذه التصريحات لتخفيف الضغوط التي يتعرض لها”، وذلك في إشارة إلى “وعيد” الرئيس الأمريكي بتدمير الاقتصاد التركي، إن هي أنقرة “تجاوزت الحدود” في عمليتها.

وأضاف أردوغان، في تصريحات ترجمتها “عربي21″، أن ترامب اتخذ القرار الصحيح بشأن المنطقة الآمنة، لافتا إلى أنه شارك القرار التركي بالتحرك شرق الفرات في مكالمة جمعتهما الأحد الماضي.

وتابع أن ترامب يواجه ضغوطا من داخل إدارته، فضلا عن عدم التزام البيروقراطية العسكرية والأمنية في الولايات المتحدة بقراراته.

ولفت الرئيس التركي إلى وجود سياسيين وإعلاميين يمارسون ضغوطا على ترامب، وأن الأخير يخفف منها من خلال رسائل على تويتر.

وكان ترامب قد هدد بـ”تدمير الاقتصاد التركي”، في حال قامت أنقرة بـ”أي فعل خارج الحدود” وفق وصفه.

وقال في تغريدة: “كما ذكرت بقوة من قبل وأعيد أيضا، إذا فعلت تركيا أي أمر أعتبره بحكمتي العظيمة التي لا مثيل لها خارج الحدود، فسوف أقوم بتدمير اقتصاد تركيا وإزالته بالكامل (ولقد فعلت هذا الأمر من قبل)، عليهم والأوروبيين الانتباه”.

وأضاف في تغريدة أخرى: “مقاتلو داعش الذين تم أسرهم مع عائلاتهم، لقد فعلت الولايات المتحدة أكثر مما يتوقعه أي شخص بما في ذلك السيطرة على 100 بالمئة من مناطق الخلافة، لقد حان الوقت للآخرين في المنطقة ممن يتمتعون بثروات ببعض الثروات الكبيرة لحماية أراضيهم.. الولايات المتحدة عظيمة”.

وفي تصريحاته، قال أردوغان إنه طلب من ترامب سحب قواته من شرق الفرات، إلا أن الانسحاب جاء بهذا القدر فقط، في إشارة إلى الجنود الخمسين الذين تم سحبهم من بعض النقاط في الشمال السوري.

وأكد الرئيس التركي أن نظيره الأمريكي جاد في قراره سحب تلك القوات.

وعلق أردوغان حول العلاقة بين الولايات المتحدة والوحدات الكردية بأنه “غير مقتنع بوجود تحالف بينهما”.

وأوضح أن الولايات المتحدة تقف دائما ضد الحركات الشيوعية، ومن المستحيل أن تصبح منظمة ماركسية لينينية صديقة لواشنطن، مضيفا: “من الصعب فهم تلك العلاقة حاليا”.

ليندسي غراهام

وهاجم الرئيس التركي السيناتور الأمريكي ليندسي غراهام، واصفا إياه بـ”غير الصادق”، لافتا إلى أنه طلب لقائه على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وقال: “حصلت على انطباع عنه خلال اللقاء، وعندما زارني في المجمع الرئاسي (بأنقرة) شرحت له ما حصل في عفرين وكيف جرت العملية هناك”.

وأضاف أن “غراهام عندما زار تركيا، وصف وحدات حماية الشعب الكردية بالتنظيم الإرهابي، إلا أنه عاد الآن يدلي بتصريحات غريبه، ومحرجة لترامب”.

وكان السيناتور الأمريكي ليندسي غراهام، قد وجه تهديدا شديدا لتركيا، الثلاثاء، في حال نفذت الأخيرة عمليتها العسكرية في منطقة شرق الفرات بالشمال السوري.

وقال غراهام عبر تويتر: “إذا انتقلت تركيا إلى شمال سوريا، فستتبعها العقوبات من الجحيم (..)، عقوبات واسعة وعميقة ومدمرة”، على حد قوله.

لا أجندة سرية

أكد أردوغان أن بلاده “ليست لديها أجندة سرية” في تحركها بالشمال السوري، مضيفا: “أجرينا عمليات في مناطق الباب وجرابلس وعفرين، ثم تسلمناها لأصحابها، كما استثمرنا بالبنية التحتية، وأنشأنا المستشفيات والمدارس في جرابلس، ونواصل ذلك في عفرين”.

وتابع بأن بلاده تهدف من إنشاء المنطقة الآمنة لتأمين الحدود، وعودة اللاجئين السوريين إلى أراضيهم، مضيفا أن بلاده أعدت خططا حول ذلك، وقام بإطلاعها للجميع خلال مشاركته في الجمعية العامة للأمم المتحدة، والذين أشادوا بها، “ولكن لا يصدر منهم أي صوت الآن”.

وأضاف: “يوجد تهديد على حدودنا، ومن واجبنا أن نجلب السلامة والاستقرار لشعبنا على الحدود”.

وأشار إلى وجود اتهامات بأن تركيا تريد إحداث تغيير ديمغرافي في منطقة شرق الفرات، موضحا: “هذا تضليل كبير، نحن لا نهدف لذلك، وإن كان الأمر كما يقولون لقمنا به في عفرين وجرابلس والباب”.

وشدد على أن بلاده ليس لديها مشاكل مع الأكراد في شرق الفرات، وأن المعضلة الوحيدة وجود المجموعات الإرهابية في شرق الفرات والتي يجب أن تغادر تلك المنطقة.

المجال الجوي السوري

أكد الرئيس التركي أن العمليات التي تقوم بها بلاده لا تخالف النظام الدولي، مشددا أنه في شرق الفرات لا يوجد ما يسمى “المجال الجوي الأمريكي”، بل هو سوري، وأن بلاده تجري عملياتها بموجب “اتفاق أضنة” مع دمشق.

وتابع: “بحسب اتفاق أضنة إذا لم يتخذ النظام السوري أي إجراءات ضد حزب العمال الكردستاني، فإن قواتنا لها الحق بالتدخل”.

وفي رده على تساؤل حول العلاقة مع النظام السوري، أكد أردوغان أنها غير مباشرة، وإنما من خلال روسيا.

وأضاف أن بلاده تلقت رسائل من القبائل السورية في الشمال، تطالب بدعم من القوات التركية هناك في مواجهة الوحدات الكردية.

المصدر
عربي 21
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى