أخبريني / كرم الشبطي

أخبريني

أو لا تخبريني
أخبارك تملأ الصفحات
تصفحتها منذ كنت طفل صغير
أقلب الجرائد وأبحث عن سرك
كبرت علي إسمك وعشقك الكبير
السرمدي الجميل الأصيل بنبعك
حلمت بكِ وتمنيت أن ألقاكِ بيوم وأحضنك
كم أنا متلهف لهذا اليوم البعيد القريب
شربت من أرضك وتنفست عبق الأزهار في الجبال
تراودني الذكريات كيف وصلت وتجولت في ربيعك
من الجنوب للشمال وكان لبنان يقاوم في وقتك
سمعت صوت الضربات وكيف كانت تخيفهم وترعبهم
كنت أكتم فرحتي داخلي ولا أستطيع البوح والتعبير
انتصر الحق ودحر المحتل وهو يتخبط في كيان مغتصب
شعرت أنها البداية وقلت في سري لكم يوم ونهاية
حقنا هنا في هذه الطبيعة الخلابة بكل ما تملكه
زرت الجولان المحتل وسحرني ولا أستطيع وصفه لكم
جنة الخضار تعانق الشمس في الشروق وتراها غير
كان هادئ جداَ والمستوطنين يعلقون يافطاتهم
يصرخون لن نرحل وكان وقتها مفاوضات تقلقهم
قلت فعلا أنتم لن ترحلوا عبر هذه الأجواء
لكن سترحلون منها يوما مرغمين علي الهرب
داخلهم هشاشة ويصورنها للعرب قوة وعربدة
يمتلكون الأسلحة وتاريخهم سحق كل من تجرأ
التاريخ حقيقي ولا يكذب وعشنا مراره في حلقنا
لكل حديث مرحلة وتجربة وتحتاج للكثير بشرحها
بعدها تسلح شعبنا وأقام انتفاضته الثانية
بالحجر قاومنا هناك وكما كنا في غزة العزة
حتي يوم الاعتقال وقضينا المدة عدة أشهر
وتم ترحيلنا علي أكبر سجن في هذا الكون المظلم
توالت الاحداث بكل تركيباتها المعقدة جدا
وهربوا من هذا الجحيم تحت ضربات المقاومة
وكانت المفاجأة لهم وللعالم بان شارون نفسه
قرر الخروج وقال سنتركهم ونحاصرهم من خارج السور
وابنوا الأسوار الكبيرة في الضفة خاصرتنا ضيقة
شعورهم بأن الحلم الزائف قارب علي الإنتهاء
وصفه أحد المؤرخين بهم لا بد ان نصل للمائة
قلت لن يحصل ذلك ولن تنعموا بالامن سواء هنا او هناك
تغيرت المعادلات واصبحتم غير قادرين علي المواجهة
ليس من باب القوة ولكن من باب الحق لنا سننتصر
هذا يقين ويورث وعمر الثورات لا تقاس بالسنوات
أنما حتما بالنهاية السعيدة لحرية شعبنا والوطن
الامل وحده يزرع فينا كلمة الوفاء والعطاء لأرضنا
من وحي الاشتياق والرؤية الصواب نبث خبر للحياة
لا تسمعون كل من يتربص ويصور المشهد انه مستحيل
لا يوجد شيئ من هذا القبيل بمن يؤمن بعدالة القضية
كل المؤشرات تشير لبوصلتنا عبر تغيرات حقيقية للمنطقة
عكس الصورة الضباب التي نشروها علي العلن باسم التطبيع
هذه وحدها كفيلة بأن الحق سيعود رغما عن كل من خان العهد
لا نعرف غير القسم ولن نعيش من غير تحرير فلسطين بالكامل
هناك موعد لمن سيحرر ونحن سنلحق بهم فيما بعد وسلاحنا الروح
ومعنا قنابل دميغرافية ستنفجر بالوجه لهذا المحتل القبيح
صراعات الكيان داخله ستكبر أكثر مما تروه وستنكشف حقائق
مجتمع متفسخ عبر من اوجدهم وجاء بهم من كل أرجاء المعمورة
أصبح كل هدفهم كيف يحمون أنفسهم وهم يتراجعون رويدا رويدا
وكل من حولهم ينتظر الفرصة المناسبة لأي انهيار قد يحصل فعلا
عالم القطب الواحد لن يدوم طويلا وسيكون متعدد الأقطاب مستقبلا
وانتظرونا فيما بعد عبر رسائل وحب واشتياق لمن تسكن روحنا
ومن تكون غيرها حبيبتنا إن لم تكن فلسطيننا

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى