الزومبي والزومبا / رائد عبدالرحمن حجازي

الزومبي والزومبا
في نهاية سبعينيات القرن العشرين إنتشرت أفلام أكلي لحوم البشر(الزومبي) وكما تعرفون فهي بشكل رئيس ومختصر تعتمد على أكل الأحياء من قِبل الأموات .

لذلك كانت دور السينما تمنع من هم أعمارهم دون السادسة عشرة من العمر بحضور هذه الأفلام إلا أنني وأصدقاء الطفولة ومن منطلق كل ممنوع مرغوب كُنا نقف أمام شباك التذاكر على أطراف أصابع أرجلنا مترنحين لنزيد من طولنا ونُثبت لبياع التذاكر بأن أعمارنا تتجاوز السادسة عشرة . طبعاً بياع التذاكر كان يرمقنا بنظرات وكأنه يقول لنا فعلاً إنكوا هبايل أي والله لو أعماركوا عشر سنين غير أقطعلكوا تذاكر . وكنا نفرح معتقدين بأننا خدعناه .

بعد مشاهدة الفلم كنا نبقى أيام وربما أشهر نتذكر المشاهد المرعبة والتي كانت أحياناً تمنعنا من الإنتقال من غرفة لغرفة داخل المنزل إلا بُصحبة من هم أكبر منا خوفاً من أن يخرج علينا أحد أكلي لحوم البشر.

مؤخراً لفت نظري إنتشار ما يُسمى بالزومبا وخصوصاً بين النساء فمنهن من تُنسق مع صديقتها أو سلفتها أو بنت الإحمى لكي يلتحقوا بالزومبا .
“بيني وبينكوا أنا فكرت إنهن بدهن يوخظن دورة بأكل لحوم البشر ولكن سرعان ما تبدد خوفي عندما أدركت أن الزومبا تختلف عن الزومبي فالزومبا يا إخوان طلعت تنطيز ورقص على أنغام موسيقية بهدف تخسيس الوزن , ومش بس هيتش قال بتقظي على الإكتئاب “.

مما سبق أستنتجت بأن ما يدور في وطننا العربي ما هو إلا زومبي وزومبا ولكن بالمعنى المعكوس , فزومبي الوطن العربي هو أكل الأحياء من قِبل الأحياء وليس من قِبل الأموات كما هو في الأفلام , فكم من مشهد شاهدناه على شاشات الفضائيات لأحدهم يقطع الرؤوس وينكل ببني جلدته سواء بتقطيع الأطراف أو بقر البطون أو الرمي بالرصاص أو دفنهم أحياء .
أما زومبا الوطن العربي فتزيدنا إكتئاباً وهماً وحزناً على عكس رياضة الزومبا التي كما قلت لكم إنها تُزيل الإكتئاب .

رائد عبدالرحمن حجازي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى