أبحث عن كيان

أبحث عن كيان
نور الجابري

لقد إكتفيتُ من الحياة
فيا هواني
أنا أحرفٌ قَد جُمِعَّت
و تَجذرت
و تَشَكلت
و أصبَحت گ معجم ..يُترجمُ الآف المعاني
في كلِّ صمتٍ أُطلقُ الصرخات
كي أتنفس الصبح
فالصبحُ عشقٌ قد رواني

مَللتُ مِن خيباتِ دهر ..قد أطآل مشقتي
و بقيت في العمر أعاني
والعمر ليس بنزهة
كم ضَلّ في العمر ثواني

في أول العمر جراح
في أوسط العمر إجتياح
في آخر العمر إنتظارٌ للأوانِّ
انا ضفة نهريةٌ
انا وردة بحرية
انا كوكبٌ في غفلةٍ و قد أضعتُ مكاني
لقد إكتفيت من الحياة …فيا هواني

و بحثتُ عن ذكرى تناجيني
فمرَّ الشجن قربي و لم يَراني
و كأنما الليل رفيقي
عتمةٌ في القلبِ تحيا
كم هو الليل أناني
مزّقَّ الفرح الشريد
مثل نبض خافتٍ
و قد تَناثر بالوريد
الحزنُ باللّيل إحتواني

يا رب كيف أُترجمُ الآيات
يا رب كيف أُلآطف الأموات
يارب لقد مَللتُ من الحياة
و ضاعتْ فكرتي وهنت على زماني

الريح تضرب بالجبين
القلب خائف …و قد تَموضعَ كالجنين
و الخوف من نفسي إعتراني
فهل أنا مؤمّنٌ يا ربُّ
أمّ أنّي جبانٌ في مخيلتي
و أبحثُ عن خلاصٍ ..في تفاسير الجنانّـِ
يا ربُّ ليسَ لِمثلنا …قدّ كّوِنتّ هَذي الحياة
قد شُكِلت قد لُّوِنت
و قد إنتَهت ….و الموت مر و لم يراني
دُلَني يا ربُّ كيف هي الحقيقة
دُلَني على الطريق …ُدلَني على الطريقة
فقد إكتفيت من الحياة
و من هواني
دُلَني على جديدٍ يُخرج الماضي
من الروح الرهينة
كيف لي أن أسّتنسخ الفرح الغريب
…لذاكرتي و أنساها تلك المواريث القديمة
إنني يا ربُّ عبدا ..تائهٌ
و أبحثُ في دليلك عن كياني