آواهم العرب قبل 80 عاماً.. اليونانيون يردون الجميل بالقمع / صور

سواليف
آلاف المهاجرين العرب منعوا مؤخراً من الدخول لأوروبا بحثاً عن الأمان، وعوملوا بقسوة وقمع من قبل قوات الجيش اليونانية، التي أجبرت أعداداً كبيرة من المهاجرين أن يقيموا على حدودها البرية وسط برد قارس.

بين هؤلاء المهاجرين نساء وأطفال وكبار في السن، هرعت تركيا لمساعدتهم بمدهم بما يحتاجون إليه من مساعدات وغذاء، في حين أن المهاجرين عبر البحر تلقوا معاملة سيئة وهم على ظهر قواربهم ومنعوهم من الوصول إلى البر.

وكان عدد كبير من المهاجرين السوريين والعرب حاولوا اللجوء مؤخراً إلى أوروبا من تركيا عبر اليونان، اختار بعضهم الدخول لليونان براً وآخرون اختاروا الوصول إلى سواحلها بحراً، وذلك بعد عملية نزوح كبيرة من إدلب في شمالي سوريا، على إثر الهجوم الذي تشنه قوات النظام وروسيا على مواقع المعارضة.
لجوء الأوروبيين إلى بلدان العرب

هجرة آلاف العرب، وخاصة السوريين، وتعرضهم للقمع والعنف من قبل القوات اليونانية لمنعهم من دخول اليونان، يعيد إلى الذاكرة ما حدث قبل عقود، حين حصلت هجرة مماثلة لكنها مختلفة الاتجاه.

فعندما احتل الجنود الألمان والإيطاليون اليونان، في الحرب العالمية الثانية (1939-1945) فرّ الآلاف عن طريق البحر إلى معسكرات اللاجئين في الشرق الأوسط.
واستقبلت فلسطين وسوريا ولبنان ومصر اللاجئين الأوروبيين من إيطاليا واليونان وبلغاريا وبولندا ودول البلقان، في مخيمات استوعبت أعداداً كبيرة من هؤلاء الأوروبيين.

تقرير سابق نشره موقع “بوبلك راديو إنترناشيونال”، تحدث عن احتواء المخيمات العربية للمهاجرين الأوروبيين، وسلط الضوء على تعامل إنساني كان يحظى به المهاجرون.
وذكر التقرير أن المخيمات كانت تدون معلومات كاملة عن كل لاجئ، تهتم بمعرفة هواياته وتحصيله العلمي وخبراته، وتحرص على تقديم الفحوصات الصحية والعلاجات لهم.
وأشار إلى أن حياة مريحة تمتع بها المهاجرون في هذه المخيمات، داعماً المعلومات بصور تظهرهم وهم يمارسون هوايات وأنشطة رياضية وألعاباً، وكانوا يمرحون ويرتدون ثياباً أنيقة.

وقال إنه كان يسمح للاجئين بالتجول في المدن ومشاهدة الأفلام في قاعات السينما المحلية والسباحة في البحر، ويسمح لهم ببناء ملاعب للأطفال ومسارح وتقديم عروض راقصة.
وأضاف أنهم حظوا بصحيفة خاصة بهم، وكانت تقدم وجبات الطعام اليومية بما يتناسب مع عادات وتقاليد كل فئة وجنسية.

وبين أن المخيمات وفرت فرص تدريب نظرية وعملية متعددة، ومنها ما قدمه مخيم عيون موسى، الذي قدم برامج عملية عن التمريض والتشريح والتوليد والإسعاف الأولي، بهدف التخلص من نقص العمالة الذي يعاني منه مستشفى المخيم.
الزمن يعيد نفسه

في مايو 2016 سلطت صحيفة لافانغوارديا الإسبانية، عبر تقرير مزود بالصور، الضوء على تدفق آلاف اللاجئين والنازحين قبل أكثر من سبعة عقود من أوروبا في اتجاه الشرق الأوسط.

الصحيفة الإسبانية قالت في تقريرها إن العالم الذي نسي مآسي الحرب العالمية الثانية، التي كانت وراء إقامة المفوضية الأممية للاجئين، مُطالب اليوم بتذكر لجوء آلاف اليونانيين ومواطني دول البلقان ويوغوسلافيا السابقة من صرب وكروات وصولاً إلى البولنديين، إلى الشرق الأوسط عبر البحر، مروراً باليونان وبتركيا في اتجاه مصر وفلسطين وسوريا شرقاً، ودول شمال أفريقيا غرباً.
وتابعت تقول إن احتلال إيطاليا في 1943 أعطى إشارة انطلاق لأكبر موجة لجوء أوروبية إلى الشرق الأوسط عبر يوغوسلافيا السابقة، على شكل جسر بحري نظمته القوات المتحالفة ضد ألمانيا، أجلت بواسطته مئات الآلاف في اتجاه دول الشرق.

التقرير أوضح أن اللاجئين حظوا بمعاملة جيدة في البلدان العربية، وكانوا ينالون اهتماماً من ناحية المنام والمأكل والملبس وممارسة الهوايات.
الهروب إلى الشرق

ونشرت “بي بي سي بالعربي” في 2016 تقريراً تطرقت فيه إلى تحول البلدان العربية الواقعة على الساحل الجنوبي للبحر الأبيض المتوسط، إلى مناطق لجوء للأوروبيين الهاربين من الحرب.

يقول التقرير إن مجموعة من اللاجئين اليونانيين فروا إلى سوريا هرباً من الاحتلال النازي، الذين كانوا في الأساس من جزيرة خيوس الواقعة على مسافة بضعة كيلومترات من الساحل التركي.
وأخذت ماريانثي أندريدي، إحدى اللاجئات تتذكر ما حدث: “كان الألمان هنا، وكنا جوعى. كان عمري حينها ثلاثة أعوام”.

وأضافت: “ولهذا، توجهنا إلى تركيا بطريق غير شرعي، ومن هناك استقللنا القطار إلى مخيم النيرب في حلب (سوريا)”.

ويقول لاكوفوس ميخائيليدس، أستاذ التاريخ في جامعة أرسطو بمدينة سالونيك اليونانية، إن السجلات اليونانية تكشف عن أن مخيم النيرب لم يكن أكثر من مركز تجمع.

ويوضح أن “اللاجئين أحضروا إلى هنا لبعض الوقت قبل أن يرسلوا إلى أماكن أخرى عديدة من الشرق الأوسط وحتى أفريقيا”.

المصدر
الخليج اونلاين
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى