من قتل وصفي التل ؟ / أحسان الفقيه

من قتل وصفي التل ؟
*هذا هو ابن العم (وصفي التل) وقبل ان تبخسوا الشهيد حقّه وجهده وإخلاصه ودمه ..
حدثوني عن وطنيتكم أنتم..
ماذا قدّمتم للأردن وللأمّة وللأسلام ولفلسطين؟
واقرأوا جيدا يا بني قومي ممن تت ابعون قنوات الفلول وتصدّقون اعلام مسيلمة ..
1- وصفي التل هو النجل الأكبر لشاعر الأردن الفذ عرار (مصطفى وهبي التل ) ولد في شمال العراق لأم كردية بعيدا عن وطنه وأصابته رصاصات الغدر بعيدا عن تراب وطنه الذي أحبه كما ينبغي لحبّ الأوطان أن يكون..
2- كانت شخصيته قيادية عتيدة صلبة صارمة كان لديه غريزة حب الابتكار .. درس الابتدائية في اربد والثانوية في مدرسة السلط وأسس جمعية ( الكف الأسود ) فقام هو ورفاقه بإلقاء قنبلة قديمة من مخلفات الدولة العثمانية على منزل (متصرف السلط) آنذاك عندما تناهى إلى سمعهم انه يعارض ثورة فلسطين عام 36..
3- بعد ظهور نتائج الثانوية العامة ابتعثت الدولة الثلاث الأوائل إلى الجامعة الأمريكية
في بيروت .. فبينما تعرف في مدرسة السلط على زملاء له من الكرك والبلقاء وعمان
وجد في بيروت زملاء من سوريا ولبنان والعراق وفلسطين ومصر ارتبط معهم بصداقات
شخصية استمرت طويلا ..
4- بناء على تعليمات من قيادة ( حركة القوميين العرب ) وحتمية المعركة القادمة في الدفاع عن عروبة فلسطين يجب التدريب العسكري واستعمال السلاح .. قدم وصفي بطلب للالتحاق بالجيش الأردني إلى قائد الأركان آنذاك ( كلوب باشا ) لكن سياسة كلوب باشا الماكرة كانت تقضي بعدم ضم جامعيين ..!! لذا لم يقبل نهائيا ..
5- لم يجد بدا من الالتحاق بالجيش البريطاني ولم يكن هو الوحيد فهناك المئات
من الفلسطينيين .. ومما يؤكد ان خطوته كانت سليمة صحيحة ما قاله احد زعماء الكفاح الفلسطيني في حرب 48 أنور الخطيب :(ان دخول وصفي في الجيش البريطاني كان عملا عظيما
تمنيت بعدها أني دخلت وتدربت على السلاح فقد عجزت انا وعدد من شبان
القدس عن استعمال مدفع مورتر كان بين أيدينا ..)..
6- أمضى الشهيد 3 سنوات في التدريب الشاق في الجيش البريطاني
فتكاملت شخصيته واقترن العلم بالعمل والنظرية بالتطبيق وتعلم قيمة النظام
والانضباط وقيمة الوقت وصقلته الجندية ودعمت تجربته وتركت أثرا عميقا
في تفكيره وتصرفاته طوال حياته الحافلة بالأحداث الجسيمة..!!
7- عام 48 التحق الشهيد بـ(جيش الإنقاذ العربي ) وعُيّن ركنا للعمليات .. قدم الشهيد تقريرا متكاملا من 15 صفحة قبل الحرب يقترح خطه يقدمها قائد جيش الإنقاذ اللواء إسماعيل صفوت للزعماء العرب للاستيلاء على الموانئ التي يستعملها اليهود للإمدادات وهما (مينائي حيفا ويافا) .. فما كان من اللواء الا ووضع التقرير جانبا بحجة ان الزعماء العرب لو اطلعوا على التقرير فلن يجازفوا بإرسال جندي واحد الى فلسطين ..!!
8- قصة جيش الإنقاذ قصة مؤلمه مروعة لكنها لم تكن سوى فصل من فصول ضياع فلسطين التي تعاون فيها (العرب والغزاة) في صنعها ..أما وصفي فيختتم احد مقالاته عن جيش الإنقاذ بعبارة تقطر دما و ألما :
( لو ان العدو كلف بوضع خطة لهزيمتنا لما استطاع أن يبدع بمثل ما أبدعنا في سوق أنفسنا نحو الهزيمة النكراء المذلة المخزية ..)..
وصفي التل الجندي الثائر
9- عندما كان الشهيد قائما بأعمال السفارة الأردنية في طهران عام 58 عاد الى عمان ليقنع المسؤولين لنجدة إخوانهم في الجزائر ضد الاستعمار الفرنسي وقدم مشروع ارسال قوات مدربه يكون هو احد افرادها للقتال مع الأخوة في الجزائر ..
10- وصفي الجندي العروبي الثائر في العدوان الثلاثي على مصر ارسل عدة رسائل إلى الرئيس عبدالناصر يطلب اليه ان يقبله متطوعا للقتال والدفاع عن ارض مصر ومن أي موقع .. لاحقا قام السفير الأردني بتذكير عبدالناصر برسائل وصفي إليه إثر اتهامات اطلقها
ضد وصفي بالخيانه في احد خطاباته ..!!
11- وصفي التل الثائر
كانت رؤيته للجهاد والمقاومة هي إنهاك العدو عبر حرب استنزاف فكان يردد دائما ( الآن الآن ..وليس غدا ) وكان يرى أن خطيئة العرب سنة 48 هي إلقاء السلاح وإعطاء العدو الفرصة لاجتياحنا عام 56 و 67 ) ..
12- وصفي التل الثائر
هو من أطلق على الأردن شعار ( مجتمع قرطاجنه) التي حاصرها الرومان فأصبح لا حياة لمواطن لا يسهم في معركة البقاء .. ( أي انه مجتمع محارب ومقاتل حتى الموت بكل ما في ذلك من معنى ..) ..
13- وصفي التل الثائر يقول عن القدس:
( لا يجوز ان تذهب القدس وتضيع المقدسات دون ان نبذل دمائنا رخيصة في سبيلها
ما معنى ان تبقى أي عاصمة بعدها ؟؟ ليكن ما كان في الجزائر انا مستعد للذهاب ولن ارجع إلا قتيلا او جريحا او منتصرا ..)..
14- وصفي التل الثائر
في نظرته الى المعركة الحتمية يقول 🙁 اذا كان الصوفيون يقولون:( الله محبة ) فأنا أقول : (إن النصر إرادة ) وانا بحاجة الى الايمان ولو كان بمقدار حبة خردل التي تزحزح الجبال ..
الإيمان المضمّخ بفكرة ( اطلبوا الموت توهب لكم الحياة ))..!!
15- وصفي التل الثائر
فيما كتب وخطب وفيما جادل وناقش وفيما قاتل وحارب كانت فلسطين أسمى أمله
وأقدس مبتغاة ..
فلسطين كانت اللّحمة والصدى والمبدأ والمنتهى هي الوجود والمصير .. يرمي من قوس عقيدة راسخة يتنزه عن هوى خاص او غرض شخصي محض بمرونة وصلابة وإقدام الى درجة الجموح مع طموح .. وقد أدى ضريبة الشرف والرجولة كاملة من دمه ليعانق عطر الشهادة ..
**************************
من قتل هذا العاشق الحوراني العروبي الاصيل؟؟؟؟
عاشق فلسطين وترابها وأهلها وصفي التل لم يقتله الفلسطينيون
فهم يعرفون مدى حبه لفلسطين وأرضها وشعبها والأردنيون لم يتهموا الفلسطينيين
بدمه ..
*قاتل وصفي هو مشروعه الذي طرحه في مجلس الدفاع العربي المشترك ..
الاغتيال الآثم تم على طريقة العصابات المافيوية ..!!!!
أي بتواجد هواه يطلقون النار وبشكل معلن ..
بينما القاتل الحقيقي قناص حاذق خفي معه بندقية آليه عالية الجودة يطلق طلقة واحدة في مقتل من مكان عال ..
دعونا نتأمل هذه الأسئلة:
16- لماذا لم تقم السلطات المصرية باستقبال الوفد الأردني الذي يرأسة رئيس وزراء ووزير دفاع دولة عضو في الجامعة العربية وبطريقة بروتوكولية معهودة بل اكتفى
بإرسال موضف بسيط في التشريفات ؟؟
17- في مطار القاهرة الدولي تم ضبط مسدسين لاثنين من الذين اتهموا بقتل
الشهيد ولم يعتقلوهما بل تركوهما يدخلان بسهولة ولم تفرض عليهم أي رقابه ..!؟؟
18- قام الأشخاص الخمسة المتهمين بقتل الشهيد بزيارة فندق الشيراتون
(مسرح الجريمة ) عدة مرات وتناولوا الطعام ووزعوا الأدوار دون ان يلاحظ رجال
المباحث المصرية ؟؟
19- عندما تم إطلاق النار على الشهيد باعتراف المتهم الأول بالقتل
( جواد البغدادي) قال أنه لم يطلق سوى طلقة واحدة أصابت الشهيد في يده اليمنى
ولم تكن قاتلة ..؟؟
20- لماذا تركت السلطات المصرية الشهيد مضرجّا بدمه مدة 40 دقيقة دون إسعاف ؟؟
21- تقرير الطبيب الشرعي بشهادة مدير المخابرات الأردني أكد ان الطلقة القاتلة
لم تنطلق من أي مسدس من مسدسات المتهمين
وإنما هي طلقة من بندقية آلية أصابت الرقبة وأطلقت من مكان عالي ..؟؟
22- لماذا تأخر ممدوح سالم وزير الداخلية المصري وحسين الشافعي نائب الرئيس السادات بالوصول الى مسرح الجريمة .. ولماذا حضروا أصلا ..؟؟
23- لماذا تواطأ النظام المصري مع المتهمين بالقتل وعاملهم بلطف بعد الاعتقال
بل اعتبرتهم جيهان السادات أبطالا وأوصت إدارة السجن بتقديم خدمات فندقية لهم ..؟؟
24- عندما أعلن القضاء المصري براءتهم وأخلاء سبيلهم لماذا حملوا على الأعناق
وكأنهم حققوا نصرا على من اغتصب أرضهم وعرضهم ودنس مقدساتهم ؟؟
25- ما رأيكم بما قاله وزير الخارجية السوري عبد الحليم خدام (ليتني ما عرفت وصفي التل
وليتني لم أره ..لقد كنا نظلمه كثيرا متأثرين بالدعايات الباطلة ضده .. لقد رأيناه وأعجبنا به وأدركنا بعد فوات الأوان مدى الظلم والتجني عليه ..)..؟؟
==========
الكاتبة الاردنية احسان الفقيه
نشر في فيسبوك لأول مرة بتاريخ 28\11\2014
أعجبنيعرض مزيد من التفاعلات

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى