صدامات عنيفة في مدن فرنسية للسترات الصفراء

سواليف _ نظم محتجو “السترات الصفراء” مسيرات في العاصمة الفرنسية باريس، اليوم السبت، للأسبوع التاسع عشر على التوالي، ضد حكومة الرئيس إيمانويل ماكرون، فيما انضمت قوات الجيش إلى الشرطة لأول مرة، للمساعدة في تجنب وقوع أي اضطرابات.
ومُنع المحتجون من التجمع في الشانزيليزيه، بعد نهب متاجر ومؤسسات وعمليات تخريب، في مطلع الأسبوع الماضي، ما دفع الحكومة إلى استدعاء وحدات من الجيش في ما أطلق عليها اسم عملية “الحارس سونتينيل”.

وحظر محافظ الأمن الجديد ديديي لاليمونت، التظاهرات في جادة الشانزيليزيه وما جاورها بما فيها ساحة الكونكورد، ودشّن فلسفته الأمنية الجديدة المرتكزة على دفع قواته لمواجهة مباشرة مع المتظاهرين، واستخدام طارئتي دْرون، وتوجيه وحدة جديدة لمكافحة مثيري الشغب واستخدام خراطيش “إل بي دي” الأكثر تطوراً.

واستعاض متظاهرو “السترات الصفراء” عن التظاهر في الجادة بالتجمع في مناطق أخرى في العاصمة، مطلقين مساراً جديداً يهدف للمرور عبر باريس من جنوبها إلى شمالها.

وتحولت الحركة إلى رد فعل عنيف وأوسع نطاقاً ضد حكومة ماكرون، رغم إلغاء الحكومة ضرائب الوقود التي أشعلت الاحتجاجات، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

وحضرت جموع المتظاهرين إلى ساحة تروكاديرو وشاتليه، فيما انطلقت تظاهرة من ساحة دونفير-روشرو، متجهة إلى كنيسة ساكري-كور في منطقة مونمارت، على رأسها جيروم رودريغيز، وهو من قياديي الحراك، والذي فقد عينه اليمنى قبل أسابيع (26 يناير/كانون الثاني الماضي)، في ساحة الباستيل بسبب مقذوف أطلقته الشرطة.

ولا يزال تحقيق مفتشية الشرطة جارياً لتحديد طبيعة هذا المقذوف، وما إذا كان يتعلق بـ”إب بي دي-40″ الذي يطالب متظاهرون وجمعيات حقوقية دولية وأممية بوقف استخدامه فوراً.

وشوهد جان لوك ميلانشون، زعيم “فرنسا غير الخاضعة”، في تظاهرة اليوم، السبت، في باريس، في خطوة لدعم للمتظاهرين، ولتحدي محافظ الأمن الجديد، أيضاً.

وهاجم ميلانشون، بشدة، تعيين لاليمونت، القادم من منطقة “لاجيروند”، ورأى في تغريدة على “تويتر”، أنّ تعيينه في باريس “مكافأة لهذا الشخص العنيف الذي فشل في منطقة لاجيروند”، وذلك احتجاجاً على تعرض النائب البرلماني عن “فرنسا غير الخاضعة” لويك برودوم، لضربات عصي من الشرطة، يوم 2 مارس/آذار الحالي، وكان يغادر تظاهرة لـ”السترات الصفراء” لامتطاء دراجته الهوائية، ولا تزال القضية بين أيدي مفتشية الشرطة.

كما شوهد القيادي في “الحزب الجديد المناهض للرأسمالية”، أوليفيي بوزانسنوت، في التظاهرة.

وقد استبقت الشرطة الأمور، اليوم السبت، فلجأت، منذ الصباح وإلى ما قبيل الساعة الثانية بعد الظهر، إلى نشر نحو 5700 رجل تفتيش احتياطي.

وأوقفت 56 متظاهراً، وفرضت غرامات على 45 شخصاً، من بينهم إيريك درووي، أحد أهم وجوه حركة “السترات الصفراء”، وزعيم “فرنسا الغاضبة”، بسبب وجودهم في المناطق التي أعلنتها محظورة على التظاهرات، وقد رفض درووي التوقيع على المحضر.

ولم يقتصر تغريم المتظاهرين في أماكن محظورة على التظاهر، على باريس، فقد حدث الشيء نفسه في مدينة نيس، حيث تجمع عشرات من المتظاهرين، اليوم السبت، في وسط المدينة بساحة غاريبالدي، في تحدٍّ ظاهر لقرار الحظر.

وأوضح موقع “فرانس 24” المحلي، وفق ما أوردت وكالة “الأناضول”، أنّ “رئيس شرطة باريس أصدر قرارا بمنع معدات الاحتماء وما من شأنه إخفاء معالم الوجه وحمل الأسلحة، حتى اللعب منها، ونص على فرض غرامات كبيرة لكل مخالفة لحظر التظاهر”.

كما صدرت قرارات بمنع التظاهر في مدن أخرى، على غرار تولوز (جنوب غرب)، وبوردو أو نيس (جنوب شرق)، التي سيزورها، غداً الأحد، الرئيس الصيني شي جيبينغ في مستهل زيارة رسمية.

من جهتها، نددت رابطة حقوق الإنسان بهذه القرارات، معتبرة أنّها “تعدٍ خطير جديد على حرية التظاهر”، وتقدمت بشكوى إلى مجلس الدولة، أعلى سلطة قضائية إدارية في فرنسا.

وعلى الرغم من أنّ درجة العنف خفت اليوم، إلا أنّ كثيراً من التظاهرات شهدت احتقاناً ومواجهات بين قوى الأمن والمتظاهرين، كما هو الحال في مدينة مونبلييه التي انطلقت فيها تظاهرة ضمت أكثر من 4500 شخص. وقد تسببت المواجهات العنيفة، لحد الآن، في إصابة متظاهر بمقذوف في وجهه، فيما جرح شرطيان اثنان، واحترقت سيارة بسبب إطلاق غازات مسيلة للدموع.

وفي تولوز، وهي مدينة عرفت منذ البداية تظاهرات وازنة، تعرّض متظاهر للإصابة بطلقة مباشرة من سلاح “إل بي دي- 40″، في رأسه. كما شهدت مدن ليون وليل وروان مواجهات متظاهرين مع قوى الأمن، استخدمت فيها الأخيرة غازات مسيلة للدموع.

وقدّرت وزارة الداخلية عدد المتظاهرين، اليوم السبت، في الساعة الثانية بعد الظهر، بـ8300 متظاهر في عموم فرنسا، من بينهم 3100 في باريس.

العربي الجديد

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى