قيلولة / رامي علاونة

قيلولة

تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي صورة و مقطع ڤيديو لنائب معروف يظهر فيهما النائب وقد ارتخت جفناه وغطّ في ‘غفوة’ (يصعب على المشاهد تحديد زمنها ومدتها) تحت قبة البرلمان أثناء ‘الاستراحة’-كما قال هو لاحقا في تعليق له على الخبر الذي نشرته احدى القنوات الفضائية في صفحتها على الفيسبوك.
وكانت هذه الصورة التي ظهر فيها النائب وغيرها من صور النواب الآخرين مثارا للسخرية والسخط على النواب بشكل عام، حيث بدا عدد منهم بصورة غير لائقة تحت القبة في مرحلة مبكرة جدا من عمر هذا المجلس وأثناء جلسة انتخاب اللجان النيابية، التي يمكن وصفها بجلسة ‘تشكيل’ المجلس، فقد ظهر البعض منكبّين على هواتفهم الذكية، وظهر آخرون و هم يشعلون سجائرهم تحت القبة على الرغم من أن التدخين ممنوع في المجلس. لكن ‘استراحة جفني’ النائب كانت الأكثر تداولا، ربما لشهرة هذا النائب الذي يحظى بشعبية أكثر من أقرانه النواب.
بصراحة، ترددت كثيرا قبل كتابة رأيي في غفوة النائب وامضيت وقتا طويلا في انتقاء كلماتي لأني لا اريد أن احكم على الأمور من ظواهرها فأقع في ظلم النائب، فالغفوة اثناء النهار أنواع: منها ما هو مستحب ومنها ما هو مكروه، وحتى نحكم على غفوة النائب لا بد لنا من الإلمام بحيثياتها ومعرفة نوعها و وقتها.
فالغفوة أثناء النهار قد تكون ‘حيلولة’ وهي الغفوة بعد الفجر، وسميت بهذا الاسم لأنها تحول بين العبد و رزقه وهي مكروهة من ناحية شرعية. إلا أن غفوة النائب لا يمكن تندرج تحت هذا النوع لأن وقت انعقاد الجلسة يقع في وقت متأخر نسبيا بعد الشروق.
ومن انواع النوم ايضا ‘القيلولة’، وهي الغفوة بعد الظهيرة، وهذا النوع مستحب وفيه فوائد صحية كثيرة، ومن الممكن ان تندرج غفوة النائب تحت هذا النوع، لكننا لا نستطيع الجزم من خلال صورة او مقطع ڤيديو غير موثق بتوقيت.
ومن انواع النوم في النهار ايضا ‘العيلولة’، وهي الغفوة بعد العصر. هذه الغفوة غير مستحبة وفيها ضرر على الجسد، فهي تسبب العلل، لذلك كانت غير مستحبة، أومكروهة شرعا.
وعليه، أقول ان غفوة النائب تحتمل ان تكون إحدى اثنتين: إما ‘عيلولة’ و إما ‘قيلولة’، فإذا كانت قد وقعت بعد العصر، فهي ‘عيلولة’ وعلى النائب ان يتركها وأن يجاهد نفسه ليبقى مستيقظا متيقظا لما يدور حوله في المجلس وان يكون عند حسن ظن العباد الذين انتخبوه ليكون ممثلا لهم تحت القبة. أما إذا كانت قد وقعت بعد الظهيرة فهي ‘قيلولة’، ولا بأس فيها إن شاء الله، ولا ضير إن أخذ النائب وغيره من أعضاء المجلس ‘قيلولة’ قصيرة كل جلسة تشد من أزرهم و تعينهم على القيام بالواجبات ‘الموكولة’ اليهم على اكمل وجه…هذا والله أعلم!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى