700 مليون مقابل ماذا؟ / عمر عياصرة

700 مليون مقابل ماذا؟
«مؤتمر لندن» وبعد كل الضجيج الأردني يقرر منحنا 700 مليون دولار سنويا وعلى مدار ثلاثة أعوام كمبلغ إضافي من اجل غايات تحمل أعباء اللجوء السوري.
من هنا جاء في خاطري جملة من التساؤلات لا بد من طرحها والتفكير فيها بمنطقية ودون ضجيج ولعل أبرزها سؤال: هل نجحنا في إقناع العالم برؤيتنا وآلامنا التي نعانيها من اللجوء؟
هل المبلغ الذي سيدفع للأردن قادر على تقديم مقاربة تنمية متوازنة بين اللاجئ السوري والمواطن الأردني أم أن الاتفاق سيميل لطرف على حساب آخر.
هل ستتقدم لنا الدولة بشرح تفصيلي دون تهويل ومراوغة عن تفصيلات ما جرى في لندن أم أنهم سيتركون بعض الحقائق خلف الستار خوفا من اتهامات التوطين.
«700 مليون» مقابل ماذا من المزايا للاجئين السوريين؟ هل ستتم قوننة العمل لهم وماذا عن المناطق التنموية وهل هناك مشاريع صغيرة مهنية ستؤثر على نظيراتها الأردنية.
هل حقيقي أن ثمة «فيتو» من «مؤتمر لندن» على الدفع المباشر وان هناك استنساخا لتجربة المنحة الخليجية في تصريف الأموال؟ وهل معنى ذلك أن خزينتنا لن تستفيد؟
ما هي حقيقة وقصة القروض الميسرة بقيمة (5,7) مليار دولار الموزعة على ثلاث سنوات؟ وهل سنستدين لنغطي خطة الغرب تجاه اللاجئين؟ وهل نحن قادرون على تحمل مديونية جديدة؟ إلى أين تحملون البلد؟
أقولها وبصراحة إذا أردتم ضبط إيقاع التخوفات فإننا بحاجة إلى توضيحات من مسؤولي الدولة عما جرى في لندن بشفافية ودون مواربة.
نحن مع ثوابت وطنية لن نجادل فيها أولها أننا مع فتح صدورنا وبيوتنا لأشقائنا حتى يعودوا لديارهم لكن في أثناء ذلك يجب أن تموت كل دعوات الهضم والتوطين وغيرها.
ثانيها هويتنا الديموغرافية لا مجال للتلاعب فيها، ولن نقبل أن نكون مشروعا لتمرير تقسيم دولي جديد يخدم مقاربة نظام بشار الديموغرافية.
على الرأي العام أن يخرج من صمته ويناقش ويدلي بدلوه، فاللحظات عصيبة وحصر القرار في دوائر ضيقة دون ضجيج سيوهمها أنها وصية على الهوية وشكل الحدود وهو ما لا يجب أن يكون.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى